أشاد سفير اليونان لدى البلاد يوانيس بلوتاس، بالدور الريادي الذي تلعبه الكويت في الوساطة الإقليمية والدولية، مؤكدًا أن سياستها الخارجية ترتكز على الحياد والحوار، وهو ما يجعل منها شريكًا يتمتع بمصداقية وثقة على الساحة الدولية.

وثمن السفير اليوناني في حديثه لـ القبس، الدور الكويتي الفاعل في حل النزاعات، خصوصًا في الخليج واليمن ولبنان، مشيرًا إلى أن هذا النهج ينسجم تمامًا مع السياسة اليونانية القائمة على احترام القانون الدولي وتغليب الدبلوماسية على المواجهة.

وأكد أن اليونان ترى في الكويت شريكًا استراتيجيًا موثوقًا، مشددًا على حرص بلاده على تعميق التعاون الثنائي في مختلف المجالات، من التعليم والاستثمار إلى الصحة والثقافة.

وأوضح بلوتاس أن السفارة تستقبل مئات الطلبات سنويًا، سواء من المواطنين الكويتيين أو المقيمين من جنسيات مختلفة، مشيرًا إلى إصدار نحو 3000 تأشيرة خلال الفترة الماضية.

تسهيل التأشيرات

وبيّن أن السفارة أدخلت تحسينات جوهرية لتيسير عملية تقديم الطلبات من خلال شراكتها مع شركة VFS Global، حيث يُدار مركز تقديم الطلبات في مركز الراية بمدينة الكويت، مؤكدا أن المواطنين الكويتيين يحصلون غالبًا على تأشيراتهم خلال يومي عمل فقط من تاريخ استلام الطلب، فيما تختلف المدة بالنسبة للجنسيات الأخرى حسب الحالة والمستندات حيث تتراوح مدة المعالجة لتأشيراتهم بين 10 إلى 15 يومًا.

ولفت إلى أن النظام القنصلي الجديد يجمع بين القنوات المباشرة والإلكترونية، ويتيح تقديم الطلبات من خلال المركز أو مباشرة إلى السفارة في حالات معينة، مثل التأشيرات الوطنية أو الحالات الخاصة التي تستدعي مقابلة شخصية.

وأكد أن هناك أولوية لتبسيط إجراءات التأشيرة للكويتيين، خصوصًا الطلاب ورجال الأعمال، من خلال منح تأشيرات دخول متعددة للمتقدمين المتكررين وتسهيل الإجراءات للفئات المهنية والتعليمية، خاصة من لديهم سجل سفر موثوق، إضافة إلى منح أولوية المعالجة لفئات الطلاب والباحثين والمهنيين، مضيفا «ونأمل إدخال تسهيلات إضافية قريبًا، خاصة للطلاب والمبادرين في المشاريع التعليمية والاقتصادية المشتركة».

تعاون استثماري

وأشار بلوتاس إلى أن العلاقات الاقتصادية بين البلدين متينة وتقوم على اتفاقية حماية وتشجيع الاستثمار الموقعة عام 2003، والتي يُجرى حاليًا العمل على تحديثها لتتماشى مع المتغيرات الاقتصادية الحديثة.

كما كشف عن مناقشة مذكرة تفاهم جديدة لتعزيز التعاون في مجالات التكنولوجيا المالية، والطاقة المتجددة، والبنية التحتية، والسياحة المستدامة، مشيرًا إلى أن زيارة وزير الخارجية اليوناني إلى الكويت في أبريل 2024 أسهمت في دفع هذه المباحثات إلى الأمام.

وأوضح أن حجم التبادل التجاري في 2023 بلغ نحو 38 مليون يورو للصادرات اليونانية إلى الكويت، و56 مليون يورو للصادرات الكويتية إلى اليونان، غالبيتها من المنتجات البترولية، بينما تشمل الصادرات اليونانية المنتجات الغذائية والدوائية ومواد البناء.

وأضاف أن قطاعات السياحة، والعقارات، والخدمات اللوجستية والطبية تمثل مجالات واعدة للاستثمار، لا سيما مع وجود مشاريع سياحية كبرى في مناطق مثل أثينا وميكونوس وكريت، ما يفتح المجال أمام رؤوس الأموال الكويتية وصناديق الاستثمار السيادية.

تعاون أمني وأكاديمي

وأكد أن التعاون الأمني بين اليونان والكويت يشمل تبادل المعلومات والتدريب ضمن آليات إقليمية ودولية، بما في ذلك الحوار بين الاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون الخليجي، مشيرًا إلى أن البيئة الآمنة تُعد شرطًا أساسيًا للاستثمار والتنمية.

ولفت إلى وجود اتفاقيات قائمة بين الجامعات اليونانية والكويتية، مثل الاتفاقية بين جامعة أثينا الوطنية وجامعة الكويت، التي تشمل تبادل أعضاء هيئة التدريس، والمشاريع البحثية، والمحاضرات المشتركة، مشيرًا إلى تزايد الاهتمام الكويتي بالتعليم العالي في اليونان، لا سيما في مجالات مثل إدارة الأعمال، والهندسة، ودراسات التراث، والتعليم البحري، والطيران.

تعاون صحي

وصف السفير اليوناني يوانيس بلوتاس التعاون الصحي بين البلدين بـ«الواعد»، مؤكدًا أن هناك اهتمامًا مشتركًا باستكشاف مجالات تبادل المعرفة والتدريب، لاسيما في جراحة العظام، وأمراض القلب، والتأهيل الطبي.

وأوضح أن اليونان تمتلك بنية تحتية طبية متطورة، خصوصًا في أثينا وثيسالونيكي، وترحب بالمرضى الدوليين، بمن في ذلك الكويتيون الراغبون في الحصول على علاج متخصص أو خدمات وقائية.

وكشف عن مناقشات جارية بشأن إقامة ندوات صحية مشتركة، وزمالات تدريبية، وربما برامج مهنية مستقبلية، مشددًا على أن الإرادة السياسية والمؤسسية موجودة لدى الطرفين، ما يعزز فرص الوصول إلى اتفاقيات ملموسة قريبًا.

الدبلوماسية الثقافية والتعليمية

قال يوانيس بلوتاس: نؤمن بأن الدبلوماسية الثقافية والتعليمية تمثل حجر الأساس في العلاقات بين الشعوب، ونطمح إلى تعزيز هذا التوجه من خلال مشاريع جديدة، واتفاقيات مؤسسية، وفرص واعدة تنعكس إيجابًا على مستقبل العلاقة بين بلدينا.

40 طالباً كويتياً يدرسون في اليونان

كشف السفير اليوناني أن عدد الطلاب الكويتيين الدارسين في اليونان ارتفع إلى نحو 40 طالبًا، مقارنة بنحو 20 طالبًا في عام 2022، وهو ما يعكس جهود التواصل بين الجانبين وتنامي الثقة في جودة التعليم اليوناني.

وأشار إلى وجود عدد ملحوظ من الأكاديميين اليونانيين العاملين في مؤسسات التعليم العالي بالكويت، معتبرًا أنهم يسهمون في تعزيز الروابط الثقافية والتعليمية بين البلدين، ويمثلون جسرًا أكاديميًا يعزز التعاون الطويل الأمد.