اخبار الكويت
موقع كل يوم -جريدة القبس الإلكتروني
نشر بتاريخ: ٢٣ أيار ٢٠٢٥
تعود سلسلة أفلام الرعب الدموية Final Destination مرة أخرى لشاشات السينما عبر الجزء السادس «Final Destination Bloodlines»، والذي يسجل عودة قوية مرة أخرى بعد آخر جزء عام 2011. لكن هذه العودة الجديدة في طريقها لأن تكون الأقوى في السلسلة على مستويات عدة، منها الفنية، والإيرادات، وآراء الجمهور.
إيرادات عالية
سجل الفيلم أكبر افتتاحية في تاريخ السلسلة الممتدة منذ ربع قرن، بتحقيقه أكثر من 105 ملايين دولار في الأسبوع الأول من عرضه، وهي إيرادات تفوق ما كانت تتوقعه أستوديوهات وارنر براذرز، الشركة المالكة لحقوق توزيع الفيلم، حيث كانت التوقعات تشير إلى أرباح تتراوح بين 70 و80 مليون دولار، واستطاع الفيلم أن يعتلي شباك التذاكر الكويتية أيضاً وفق إعلان شركة السينما الكويتية الوطنية (سينسكيب) بعد أن أزاح الفيلم المصري «سيكو سيكو» عن الصدارة.
المقطع الترويجي
لم تكن هذه مفاجأة نظراً لأن المقطع الترويجي للفيلم حصد ثاني أعلى مشاهدات في تاريخ أفلام الرعب بعد فيلم It، حيث حصد 178.8 مليون مشاهدة في 24 ساعة فقط، وذلك ضمن حملة أستوديوهات وارنر براذرز التسويقية للفيلم، والتي تكللت بنجاح كبير.
قصة الفيلم
ولطالما تميزت سلسلة أفلام Final Destination بالمشاهد الدموية، وحالات القتل الغريبة جداً، والقصة المبتكرة، حيث تروي السلسلة في أجزائها قصة نجاة أشخاص من موت محقق في كارثة تبدو عشوائية، ليطاردهم الموت بعد ذلك الواحد تلو الآخر نظراً لأنهم أفسدوا التصميم الأصلي لمصرعهم.
وتبدأ قصة فيلم Final Destination Bloodlines في عام 1969، عندما تزور إيريس كامبل وحبيبها بول مطعماً في برج، حيث يتقدم بول لخطبتها، وأثناء وجودهما على حلبة الرقص، تراود إيريس رؤى، وشعور قوي بحدوث سلسلة من الأحداث التي تسبب ضرراً هيكيلياً في البرج، تؤدي إلى انفجار البرج وانهياره، ومقتل الجميع.
أحداث مثيرة
بعد مرور عقود، تراود حفيدة إيريس، ستيفاني رييس (التي تؤدي دورها الممثلة والمغنية الكندية كايتلين سانتا خوانا) كوابيس متكررة حول شعور إيريس السابق، ورؤيتها، مما دفعها للعودة إلى مسقط رأسها والبحث عن إجابات في المنزل، لتلتقي أفراد عائلتها، والدها مارتي، وأخاها تشارلي، إضافة لزيارة منازل أفراد أسرتها الآخرين كخاليها بريندا وكامبل، وأبناء خاليها جوليا وبوبي، في محاولة لإعادة التواصل مع العائلة.
وتتعمق ستيفاني داخل أسرار العائلة، وتحاول الكشف عن معلومات تتعلق بأمها، وجدتها إيريس، فتقدم لها خالتها بريندا رسائل من جدتها إيريس، والتي ربما تكشف عن مكان وجود إيريس، التي أصبحت تعيش في عزلة عن العالم. وعندها تكشف لهم إيريس الخطر الأعظم، والذي يلاحقهم جميعاً، كما كان يلاحق عائلاتهم، فهو يستهدف جميع الناجين من انهيار البرج، وبنفس الترتيب كعادة الموت في الأجزاء السابقة، لأن إيريس خادعت الموت. ولكن هذه المرة الموت يلاحق الناجين وأبناءهم وأحفادهم، لأنهم لم يكن لهم ليولدوا. ورغم أن هذا السر الخطير يبدو غير قابل للتصديق، فإنه على ستيفاني وعائلاتها وجميع أبناء وأحفاد من كان في البرج في وقتها أن يستوعبوا هذا الخطر المحدق، وأن يفكوا اللغز الذي ربما ينجيهم، وربما لا نجاة من الموت!
ويقدم الفيلم متعة كبيرة لمحبي السلسلة، من مشاهد القتل المرعبة، والمؤثرات البصرية المتقنة، والقصة الجديدة المبتكرة، والتي ربما تفتح آفاقاً جديدة للسلسلة مستقبلاً.
الدور الأخير لتوني تود
جدير بالذكر أنه، قد توفي ممثل أفلام الرعب، وأحد أهم نجوم السلسلة توني تود بعد أن انتهى من تصوير دوره في الفيلم كشخصية ويليام بلادوورث، ووافق على المشاركة في الفيلم رغم معاناته من سرطان المعدة، وكانت شخصية بلادوورث ظهرت من بدايات السلسلة، حيث يؤدي توني تود شخصية بلادوورث مالك لدار الجنازات، ولديه معرفة مطلعة بالموت وكيف يعمل. ويعتبر هذا الدور وداعاً يليق بتوني تود، ذي الأدوار التاريخية، والصوت المميز في أفلام الرعب.
نجاح إخراجي
وقد نجح مخرجا الفيلم آدم ستاين، وزاك ليبوفسكي في إخراج الفيلم، رغم المهمة الصعبة التي تلف مثل هذه الأعمال، ونجحت المراهنة على المخرجين بين العديد من المخرجين الآخرين، فقد نقلت مجلة هوليوود ريبورتر أن وارنر براذرز اختارت المخرجين ستاين، وليبوفسكي من بين 200 مرشح آخرين، رغم أن المخرجين ليس لهما تاريخ حافل في الإخراج السينمائي.
آراء الصحف والنقاد
ولقي الفيلم ثناء واسعاً، على مستوى القصة، والإخراج، وطاقم التمثيل، ووصفت مجلة فاريتي الفيلم بقولها «ذكي، وغير متوقع، وممتع»، مع إشادة بالممثل الراحل تود ووصفته بكونه «تحية رقيقة لنجم أفلام الرعب، ونسيج ترابطي بين فصول السلسلة المتفرقة».
من جانبها، قالت مجلة هوليوود ريبورتر: «إن الفيلم يقدم لجمهوره ما يتوقعونه تماماً، وهي سلسلة من المآسي المصممة ببراعة»، مع إشادتها كذلك بظهور توني تود وقولها إن ظهوره عبارة عن «تذكير مؤثر بأن الموت يأتي لنا في الحياة الواقعية، كما يأتي لنا في مثل هذه الأفلام».
وقالت صحيفة نيويورك تايمز: «إن الفيلم، لا يعدو كونه فيلم رعب لديه جمهوره الخاص، ومعجبوه، وهذا الجزء يقدم أفضل ما يمكن تقديمه لمحبي السلسلة، والوفيات غريبة ومفاجئة، وإيقاعها محكم ببراعة»، وأكدت أن «محبي سلسلة Final Destination لا يمكنهم أن يتمنوا أكثر من ذلك».
وكانت صحيفة الغارديان البريطانية سخية في مراجعتها للفيلم، حيث أعطته تقييماً أربعة نجوم من أصل خمسة، مع عنوان «Final Destination Bloodlines الموت يعود من جديد، وأكثر متعة من أي وقت مضى»، وأضافت: «تعود سلسلة أفلام الرعب المليئة بالدماء بجزء سادس مسلٍّ للغاية، يودي بشجرة عائلة كاملة للمذبحة».
وأضافت «الغارديان» أن أفلام الرعب مؤخراً كانت تتجه للدراما، والقصة المرعبة، والمأساة، وتجاهلت الرعب الممتع والبسيط، المتمثل بالموت المفاجئ والدموي، وأكدت أن فيلم Final Destination Bloodlines يسجل عودة قوية لأفلام الرعب البسيطة، وعودة «أفضل من أي وقت مضى».
وأكدت «الغارديان» أن «ما يتفوق فيه Bloodlines يكمن في براعة السرد، والمؤثرات البصرية الذكية، والتي غالبًا ما تكون شيطانية»، وأن مخرجي الفيلم استطاعا تحقيق أقصى إمكانات السلسلة عبر هذا الجزء، وأضافت بأن هذا الجزء يقدم قصة أصلية جديدة ومطورة، «تعيد صياغة أساطير السلسلة بشكل ممتع».