اخبار المغرب
موقع كل يوم -العمق المغربي
نشر بتاريخ: ٣٠ حزيران ٢٠٢٥
حذر الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، ادريس لشكر، من خطورة الأوضاع الإقليمية والدولية الراهنة، متوقفا عند أعطاب السياسة الداخلية، ومنددا بما وصفه بـ'التحراميات' التي لجأت إليها الأغلبية الحكومية لتقويض دور المعارضة.
جاء ذلك خلال المؤتمر الإقليمي لحزب الوردة بمدينة أكادير، حيث قدم لشكر في كلمته الافتتاحية، قراءة في المشهدين الوطني والدولي، داعيا إلى تجديد هياكل الحزب وفتح أبوابه أمام الشباب والنساء.
'تغول الأغلبية'
ووجه لشكر نقدا لاذعا لتحالف الأغلبية وتحدث عن 'تغولها'، معتبرا أن 'التوافق المبالغ فيه' أنتج أغلبية تشريعية واسعة جعلت من الصعب على المعارضة ممارسة صلاحياتها الدستورية.
وقال: 'تريد تشكيل لجنة تقصي الحقائق؟ تحتاج إلى الثلث. وتريد محاسبة الحكومة؟ لا تملك سوى 15 دقيقة تتقاسمها مع كل المعارضة'. ووصف هذا الوضع بأنه 'تعطيل ممنهج للدستور'، مشيرا إلى أن حزبه حاول تقديم ملتمس رقابة، لكنه اصطدم بـ'حسابات ضيقة' داخل المعارضة نفسها.
أحداث السمارة
وفي سياق متصل، نبه لشكر إلى خطورة الهجوم الأخير بمدينة السمارة، معتبرا أنه 'إعلان أحادي للحرب' وتراجع عن اتفاق وقف إطلاق النار، ينفذه تنظيم 'يجمع بين الانفصال والإرهاب'، وفق تعبيره. وأضاف: 'إذا استخدم المغرب حقه في الرد، كما لوح السفير عمر هلال، فإن المنطقة قد تنزلق إلى مواجهات أوسع.
أما بشأن الوضع في غزة، فقد وصف لشكر ما يجري منذ السابع من أكتوبر بأنه 'مؤامرة معلنة هدفها إنهاء القضية الفلسطينية'، قائلا إن 'الثمن الذي دفعه الشعب الفلسطيني باهظ'.
وأكد أن الاتحاد الاشتراكي استشعر ملامح هذه 'المؤامرة' منذ بدايتها، مضيفا أن المغرب، بفضل مصداقيته، هو الوحيد القادر على لعب دور الوسيط الحقيقي لإعادة القضية إلى واجهة الاهتمام الدولي.
أغلبية أكادير
وفي سياق آخر، أقر لشكر بأن أسباب تراجع الاتحاد الاشتراكي 'انبثقت من داخله'، منتقدا 'الأنانيات والتسابق على المواقع' التي أضعفت الحزب وتسببت في انقسامات دامت لأكثر من عقدين.
وعلى الرغم من ذلك، دافع عن قرار الحزب بالمشاركة في الأغلبية المسيرة لمدينة أكادير، واصفا إياه بـ'الاختيار الاستراتيجي'، وذلك من أجل مواصلة الأوراش الكبرى التي انطلقت خلال فترات التسيير السابقة، ولتمكين المدينة من استثمار موقعها الجغرافي 'كمركز جديد للمغرب وبوابة نحو إفريقيا وأوروبا'.
وخصص لشكر حيزا مهما من كلمته لاستحضار البعد الرمزي والتاريخي لمدينة أكادير في مسار الاتحاد الاشتراكي، مبرزا مكانتها في ملحمة الوحدة الترابية ودورها في احتضان مناضلين من أبناء سوس الذين أسسوا للحزب.
وقال: 'لو كانت العواصم تُختار على أساس الموقع الجغرافي، لكانت أكادير عاصمة المغرب'، مشيدا بصمود المدينة رغم الكوارث التي عرفتها من زلزال وجفاف وجائحة كوفيد.
ودعا إلى الانخراط في دينامية التجديد، من خلال ضخ دماء جديدة في هياكل حزبه، عبر فتح المجال أمام النساء والشباب والكفاءات. وقال: 'لا يكفي أن نعارض فقط، بل يجب أن نكون معارضة مسؤولة، تساند المبادرات الإيجابية وتراقب وتفضح السياسات الفاشلة'.