متابعات- نبض السودان

في تصريحات لافتة أدلى بها خلال قمة اقتصادية ضمت خمسة رؤساء أفارقة، أكد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب أن الولايات المتحدة تعتزم العمل على تسهيل السلام في عدد من المناطق المضطربة حول العالم، وفي مقدمتها السودان، لافتًا إلى أن هذا البلد يعاني من 'مشاكل كثيرة'، على حد تعبيره.

قمة أفريقية.. وتأكيدات أميركية بشأن السودان

جاءت تصريحات ترامب خلال فعالية اقتصادية دعا إليها خمسة من زعماء الدول الأفريقية، هم رؤساء موريتانيا، السنغال، الغابون، غينيا بيساو، وليبيريا، حيث أشار الرئيس الأميركي إلى أن إدارته ستعمل على الدفع بمسارات السلام في السودان، مؤكدًا أن الوضع هناك يشهد اضطرابات عديدة تتطلب جهودًا دولية مكثفة.

ترامب: السودان على قائمة أولوياتنا.. ومعاناة الشعب لا يمكن تجاهلها

قال ترامب خلال كلمته: 'سنعمل على تحقيق السلام في السودان، لديهم مشاكل كثيرة'. وأضاف أنه يدرك حجم التحديات التي تمر بها القارة الأفريقية عمومًا، موضحًا أن هناك أيضًا غضبًا واسعًا في ليبيا، في إشارة إلى التعقيدات الأمنية والسياسية في شمال أفريقيا.

استراتيجية جديدة: من المساعدات إلى التجارة

في تحوّل لافت في النهج الأميركي تجاه أفريقيا، شدد ترامب على أن سياسته الخارجية تبتعد عن الاعتماد على المساعدات والمعونات، وتميل أكثر نحو دعم التجارة والاستثمار كوسيلة لتحقيق السلام. وأوضح قائلاً: 'لقد نجحنا في تحقيق السلام بين الهند وباكستان، وكذلك بين رواندا والكونغو، وسنواصل العمل بهذه الآلية'.

دعوة لشراء السلاح الأميركي

وفي سياق متصل، وجّه ترامب دعوة مباشرة إلى الزعماء الأفارقة من أجل تعزيز التعاون الدفاعي مع الولايات المتحدة، مطالبًا بزيادة مشتريات الأسلحة الأميركية، وموضحًا أن الأمن والدفاع يجب أن يحتلا أولوية في العلاقة بين واشنطن والعواصم الأفريقية.

السودان وليبيا على طاولة القمة.. وغضب يتصاعد في أفريقيا

لم تغب الأزمات الكبرى في أفريقيا عن كلمة ترامب، حيث شدد على أن السودان وليبيا يمثلان 'نقاط اشتعال' في القارة، ما يتطلب تحركًا أميركيًا عاجلًا لدعم الاستقرار هناك، مشيرًا إلى أنه يتابع عن كثب تطورات المشهد الإقليمي، وخاصة في ظل تفاقم الأوضاع الإنسانية.

بولس: لقاء مرتقب حول السودان نهاية الشهر

من جانبه، كشف مسعد بولس، مستشار الشؤون الأفريقية في إدارة ترامب، عن قمة دبلوماسية مرتقبة ستُعقد في الولايات المتحدة، نهاية الشهر الجاري، تجمع مسؤولين من مصر، الإمارات، والمملكة العربية السعودية، بهدف بحث آليات وقف إطلاق النار في السودان والتوصل إلى تسوية شاملة للنزاع المتصاعد هناك.

أول تعليق من ترامب حول السودان منذ توليه الرئاسة

وتُعد هذه المرة الأولى التي يتحدث فيها دونالد ترامب علنًا عن الوضع في السودان منذ تسلّمه مقاليد الحكم، ما يعكس تحولًا في الاهتمام الأميركي تجاه هذا الملف، خاصة في ظل تصاعد الضغوط الدولية لاحتواء الأزمة السودانية التي تتفاقم منذ شهور وتخلف آثارًا إنسانية وخيمة.

الولايات المتحدة تعود للمشهد السوداني

ويُنظر إلى هذه التصريحات على أنها إشارة واضحة إلى سعي الولايات المتحدة لاستعادة نفوذها في القارة السمراء، من خلال الانخراط في جهود السلام بالسودان وليبيا، خاصة بعد سنوات من تراجع الدور الأميركي في بعض ملفات النزاع الإقليمي، وهو ما تسعى واشنطن الآن إلى تغييره عبر مقاربات جديدة.

نوايا سلام أم بوابة نفوذ اقتصادي؟

ورغم الطابع الإنساني والدبلوماسي الذي حاول ترامب أن يضفيه على حديثه، إلا أن مراقبين يرون أن دعوته لشراء السلاح الأميركي وفتح الأسواق الأفريقية أمام التجارة الأميركية تكشف عن أبعاد اقتصادية واستراتيجية تسعى واشنطن إلى تحقيقها تحت غطاء الوساطات السياسية.

نهاية مفتوحة.. وملف السودان تحت الضوء الأميركي

مع قرب انعقاد اللقاء الثلاثي بين مصر والإمارات والسعودية في واشنطن، تتجه الأنظار إلى ما يمكن أن تسفر عنه هذه الجهود في ظل التعقيدات الميدانية داخل السودان، وسط تساؤلات حول مدى جدية الولايات المتحدة في قيادة مبادرة سلام حقيقية تنهي نزيف الدم المستمر وتضع حدًا لمعاناة ملايين السودانيين.