برزت أوزليم شاهين إرتاس، الرئيسة التنفيذية لـ Think Fashion و أسابيع الموضة المحتشمة حول العالم، كواحدة من الأسماء البارزة التي ساهمت في رسم خريطة جديدة لهذا المجال، وأعادت تعريف مفهومي الابتكار والجمال في الموضة المحتشمة، التي كثيرًا ما ارتبطت بصورة تقليدية.

حملت رؤيتها طابعا ثقافيا وإنسانيا عميقا، أعاد صياغة المفاهيم المرتبطة بالتنوّع والشمولية في صناعة الأزياء.

أوزليم شاهين إرتاس... عن أسبوع الموضة المحتشمة والمستقبل

في هذا الحوار الخاص، تأخذنا إرتاس في جولة داخل كواليس فكرة بدأت كحلم صغير، لتتحوّل إلى مصدر إلهام لمصممين من مختلف الثقافات، وتمنح السيدات المحتشمات حول العالم جرعة من الثقة والتعبير عن الذات. من إسطنبول إلى أبوظبي، نتعرّف معها إلى محطّات هذه الرحلة المميّزة، وخططها المستقبلية التي تسعى من خلالها إلى ترسيخ مكانة الموضة المحتشمة على الساحة العالمية.

كيف بدأت فكرة أسبوع الموضة المحتشمة؟

وُلدت الفكرة من تطلّع يهدف إلى إعادة تعريف النظرة العالمية للموضة، من خلال إنشاء منصة تلتقي فيها الحشمة والحداثة بتناغم وجمال. ونحن في Think Fashion، أدركنا وجود مجموعة مبدعة من المصممين والمستهلكين لا تحظى بالاهتمام الكافي. فكان أسبوع الموضة المحتشمة مساحة للرؤية والتواصل والتمكين، حيث لا تُعد الشمولية مجرد صيحة، بل حجر أساس.

ما الهدف الأساسي من تنظيم أسبوع الموضة المحتشمة؟

هدفنا هو تعزيز مكانة المبدعين في مجال الأزياء المحتشمة من مختلف أنحاء العالم، وتوفير منصة احترافية وذات تأثير عالٍ لعرض إبداعاتهم. الأمر لا يقتصر على تقديم عروض أزياء، بل يتعلّق بتبادل ثقافي، وإتاحة الوصول إلى الأسواق، وإلهام رؤى جديدة. نحن لا ننظم عرض أزياء فحسب، بل نرعى حركة عالمية تحتفي بالتنوّع، وريادة الأعمال، والابتكار.

كيف تطور هذا الأسبوع منذ بدايته؟ وهل ترين أنه أحدث تأثيرا في صناعة الموضة العالمية؟

بالتأكيد. من إسطنبول إلى لندن، ومن دبي إلى الرياض، شكّلت كل نسخة من أسبوع الموضة المحتشمة محطة لتجاوز الحدود ووضع معايير جديدة. لقد أنشأنا مجتمعا عالميا يضم مصممين ومؤثرين ومشترين وإعلاميين، يجتمعون لدعم الأزياء المحتشمة. والنتيجة ملموسة، فقد أصبحت الأزياء المحتشمة اليوم على الأجندة العالمية، سواء من حيث الإبداع أو الجانب التجاري.

ما المعايير التي تعتمدونها عند اختيار المصممين المشاركين في أسبوع الموضة المحتشمة؟

نركّز على الأصالة والحِرفية والالتزام بمبادئ الأزياء المحتشمة. لكن ما نبحث عنه يتجاوز ذلك؛ نبحث عن مصممين يقدّمون شيئا يحمل طابعا حقيقيا ومختلفا سواء من خلال سرد ثقافي، أو اعتماد ممارسات مستدامة، أو تقنيات مبتكرة. من المهم بالنسبة لنا أن تُسهم كل مجموعة تُعرض على منصتنا في حوار أوسع وهادف. وأخيرا، فإن إشراك بلدان من مختلف أنحاء العالم، وإبراز غنى مفهوم الحشمة يُعدّ عنصرا أساسيا في عملية الاختيار.

ما النصيحة التي تقدمينها للمصممين الشباب الراغبين في الدخول إلى عالم الأزياء المحتشمة؟

كونوا أوفياء لأنفسكم وأسلوبكم، ولا تستهينوا أبدا بقوة بصمتكم الفريدة. الموضة ليست مجرّد صيحات متغيرة، بل هي رؤية وقيم. اصنعي هويتكِ بطريقة مدروسة ورؤية واضحة. وتعلّمي الجانب التجاري كما تتقنين الجانب الإبداعي، والأهم من ذلك، تواصلي مع جمهوركِ. عالم الأزياء المحتشمة يرحّب بالمبدعين الجريئين الذين ينطلقون من رسالة واضحة وهدف حقيقي.

كيف ترين نجاح وأثر أسبوع الموضة المحتشمة لهذا الموسم في أبوظبي، وما خططك المستقبلية لتطوير هذا الحدث في السنوات المقبلة؟

لم يكن أسبوع الموضة المحتشمة في أبوظبي 2025 احتفالاً بمرور عقد من التقدّم فقط، بل شكّل أيضا منصة لانطلاقة نابضة ومبتكرة لمستقبل عالمي واعد للتوسّع في عالم الموضة المحتشمة.

من خلال التزامه الاستراتيجي بالشمولية والتنوّع ودعم نمو العلامات التجارية على المستوى العالمي، سيواصل أسبوع الموضة المحتشمة في أبوظبي 2025 إحداث تأثير ملموس، وهو تأثير سيزداد قوة بفضل انخراط جهات جديدة، بما في ذلك مؤسسات حكومية.

لقد تلقّينا بالفعل دعوات من عدّة عواصم عالمية للموضة؛ ما يعكس تزايد الاعتراف والوعي بحركة الموضة المحتشمة على المستوى الدولي. ومن الملهم أن نشهد هذا الانفتاح من قبل صناع عالم الموضة.

تكمن خطتنا المستقبلية في مواصلة مسيرة أسبوع الموضة المحتشمة من خلال تحقيق تأثيرات ملموسة وهادفة لجميع الأطراف المعنية. فسلسلة فعاليات هذا الأسبوع لا تقود حركة عالمية فحسب، بل تُثبت أيضا كيف يمكن لعروض الأزياء أن تُنظَّم بطريقة تُحدث أثرا اقتصاديا قويا وفعّالا.

ونحن نتطلّع إلى المستقبل، نطمح إلى تأسيس مراكز عالمية متخصّصة في الموضة المحتشمة، لتكون أبوظبي أولى هذه الوجهات المحورية والرائدة.