اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ١٢ أيار ٢٠٢٥
متابعات- نبض السودان
أفرجت كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، مساء اليوم الإثنين، عن الجندي الإسرائيلي الذي يحمل الجنسية الأمريكية 'عيدان ألكسندر'، في خطوة مفاجئة جاءت بعد اتصالات مباشرة مع الإدارة الأمريكية، ضمن الجهود المتواصلة التي يبذلها الوسطاء من أجل التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار، وفتح المعابر، والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى قطاع غزة المحاصر.
حماس: مرونة في التفاوض ومطالبة بإنهاء العدوان
وأكدت حركة حماس في بيان رسمي أن عملية الإفراج جاءت ثمرة لاتصالات ووساطات مهمة، أبدت خلالها الحركة 'إيجابية ومرونة عالية'، مشيرة إلى أن 'المفاوضات الجادة والمسؤولة يمكن أن تفضي إلى نتائج ملموسة في الإفراج عن الأسرى'، محذرة في الوقت ذاته من أن 'مواصلة العدوان يفاقم المعاناة، وقد يؤدي إلى مقتل الأسرى'.
كما شددت حماس على أنها 'جاهزة للشروع فوراً في مفاوضات للوصول إلى اتفاق شامل لوقف إطلاق النار بشكل مستدام'، يتضمن انسحاب جيش الاحتلال من القطاع، وإنهاء الحصار المفروض منذ سنوات، وتبادل الأسرى، بالإضافة إلى إعادة إعمار ما دمرته الحرب في قطاع غزة.
دعوة للولايات المتحدة لمواصلة الضغط
وحثت الحركة إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن على مواصلة ضغوطها السياسية والدبلوماسية من أجل إنهاء 'هذه الحرب الوحشية'، التي وصفتها بأنها 'يشنها مجرم الحرب بنيامين نتنياهو على الأطفال والنساء والمدنيين العزّل في قطاع غزة'.
ويأتي هذا البيان في وقت تتزايد فيه الضغوط الإقليمية والدولية لإجبار إسرائيل وحركة حماس على قبول هدنة دائمة، بعد شهور من التصعيد الدموي الذي حوّل قطاع غزة إلى منطقة منكوبة إنسانياً واقتصادياً، مع آلاف القتلى والجرحى ومئات آلاف النازحين.
من هو عيدان ألكسندر؟
عيدان ألكسندر هو جندي مزدوج الجنسية، من مواليد نيوجيرسي في الولايات المتحدة الأمريكية، وقد هاجر إلى إسرائيل للانضمام إلى جيش الاحتلال ضمن وحدة المقاتلين. تم أسره في 7 أكتوبر 2023 من موقع كيسوفيم العسكري، خلال العملية المفاجئة التي أطلقتها كتائب القسام في ذلك اليوم، والتي شهدت أسر عدد من الجنود والمستوطنين الإسرائيليين.
رسائل سابقة من الأسر
وكانت حركة حماس قد نشرت في نوفمبر 2024 مقطع فيديو يظهر فيه عيدان ألكسندر موجهاً رسالة أمل إلى عائلته والرئيس الأمريكي، يطلب فيه التدخل لإنهاء معاناته. وفي عشية عيد الفصح اليهودي الأخير، بثت الحركة تسجيلاً جديدًا له، تحدث فيه مباشرة إلى الحكومة الإسرائيلية قائلاً: 'قبل ثلاثة أسابيع، كانت حماس مستعدة لإطلاق سراحي ورفضت إسرائيل – لماذا ما زلت هنا؟'، في رسالة حملت دلالات سياسية وإنسانية عميقة.
فرصة للتفاوض أم مناورة؟
وبينما ترى جهات دبلوماسية في الخطوة بادرة حسن نية يمكن البناء عليها لتسريع المفاوضات الجارية، يعتبرها البعض الآخر رسالة ضغط من حماس تهدف إلى إحراج الحكومة الإسرائيلية داخليًا، وإبراز مرونة الحركة في التعامل مع الوسطاء، لا سيما الأمريكيين، في ظل التوتر السياسي الداخلي في إسرائيل والمخاوف من تداعيات الحرب المستمرة على الجبهة الشمالية والجنوبية.
الوسطاء في سباق مع الزمن
الجدير بالذكر أن الوسطاء الدوليين، وعلى رأسهم مصر وقطر والولايات المتحدة، يكثفون في هذه الأيام جهودهم للتوصل إلى هدنة طويلة الأمد، تشمل تبادل الأسرى، وإعادة إعمار القطاع، ووقف العمليات العسكرية الإسرائيلية، خاصة مع اقتراب الصيف، الذي قد يشهد تصعيدًا أخطر في حال فشل جهود التهدئة.
خيارات الحكومة الإسرائيلية تضيق
وتواجه حكومة نتنياهو ضغوطًا متزايدة من عائلات الأسرى والمجتمع الدولي للإفراج عن المحتجزين لدى حماس، مقابل وقف الحرب أو تنفيذ صفقة تبادل، إلا أن الانقسامات داخل الائتلاف الحكومي اليميني المتشدد تجعل أي قرار حاسم موضع تجاذب كبير، ما يزيد من تعقيد المشهد ويهدد بمزيد من التصعيد العسكري.
هل تمهد هذه الخطوة لتفاهمات أوسع؟
يُنظر إلى إفراج حماس عن الجندي الأمريكي الجنسية، في هذا التوقيت بالذات، كخطوة سياسية محسوبة قد تفتح الباب أمام سلسلة من التفاهمات، خاصة إذا استجابت إسرائيل لضغوط واشنطن، ووافقت على وقف مشروط لإطلاق النار يتيح المجال لمفاوضات أوسع تتناول تبادل الأسرى وإعادة الإعمار ورفع الحصار.