متابعات – نبض السودان

سجل السودان قفزة كبيرة في معدل التضخم السنوي، الذي بلغ 142.82% خلال شهر مايو 2025، مقارنةً بنفس الشهر من العام الماضي، وفقًا لما أعلنه الجهاز المركزي للإحصاء يوم الإثنين الموافق 16 يونيو 2025، ما يعكس استمرار التدهور في الأوضاع الاقتصادية والمعيشية بالبلاد.

التغير السنوي في المستوى العام للأسعار

يُقاس معدل التضخم السنوي استنادًا إلى نسبة التغير في المستوى العام للأسعار خلال عام كامل، ويُحسب بمقارنة الرقم القياسي لأسعار المستهلك بين فترتين متتاليتين على أساس سنوي. وبحسب البيان الرسمي، تمت مقارنة بيانات مايو 2025 مع نظيرتها في مايو 2024، ما أظهر القفزة الحالية التي تُنذر بمزيد من التحديات الاقتصادية.

تفاوت بين المدن والريف في معدلات التضخم

أوضح تقرير الجهاز المركزي للإحصاء أن معدل التضخم في المناطق الحضرية بلغ 146.30%، في حين بلغ في المناطق الريفية 141.48%. ويُظهر هذا الفارق الطفيف استمرار التفاوت بين أسعار السلع والخدمات في المدن والأرياف، إلا أن كلا المنطقتين تعانيان من مستويات تضخم مرتفعة تعكس واقعًا اقتصاديًا مضطربًا.

التضخم يعكس عمق الأزمة الاقتصادية في السودان

وتُعد هذه القفزة في معدل التضخم مؤشرًا واضحًا على تفاقم الأزمة الاقتصادية في السودان، حيث تتزامن مع الحرب المستمرة التي تشهدها البلاد منذ أبريل 2023، والانهيار الحاد في سلاسل الإمداد، وارتفاع تكلفة النقل والسلع الأساسية، إضافة إلى الهبوط المتواصل في قيمة الجنيه السوداني أمام العملات الأجنبية.

تداعيات اجتماعية وإنسانية متوقعة

ويأتي هذا التصاعد الخطير في معدلات التضخم في ظل أوضاع معيشية قاسية للغاية يعيشها ملايين السودانيين، وسط غياب الاستقرار السياسي والأمني، وتعطل النشاط الاقتصادي في عدد كبير من الولايات، مما ينذر بتداعيات اجتماعية وإنسانية واسعة النطاق، مع تزايد معدلات الفقر ونقص الغذاء والدواء، وتدهور القدرة الشرائية للمواطنين.