متابعات- نبض السودان

كشف مسؤول رفيع في مجلس الوزراء الإسرائيلي، الأحد، أن تحركات دبلوماسية بدأت خلف الكواليس بهدف التوصل إلى اتفاق لوقف الحرب المشتعلة بين إسرائيل وإيران، في ظل تصاعد القصف المتبادل وتحليق الصواريخ فوق تل أبيب.

وبحسب ما نقلته صحيفة 'يديعوت أحرونوت' الإسرائيلية، فقد أوضح المسؤول، الذي رفض الكشف عن اسمه، أن جهود الوساطة جارية بالفعل، لكن لم يتم بعد طرح أي مقترحات ملموسة لوقف إطلاق النار، مؤكداً في الوقت ذاته عدم وجود ضغط دولي حقيقي على إسرائيل لوقف العمليات العسكرية، وأضاف: 'لدينا المزيد من المفاجآت ولدينا تصميم كبير'.

ترامب يتوقع سلاماً وشيكاً بين إسرائيل وإيران

تزامن هذا التصريح مع إعلان الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، عبر حسابه في منصة 'تروث سوشيال'، أن 'إسرائيل وإيران ستتوصلان قريباً إلى السلام'، مشيراً إلى وجود اتصالات واجتماعات مكثفة تجري حالياً خلف الستار.

وأوضح ترامب أنه يبذل جهوداً شخصية للدفع بهذا الاتجاه، كما سبق أن فعل بين باكستان والهند، وأشار إلى إمكانية تدخل بلاده في الصراع بين الطرفين، قائلاً في مقابلة مع شبكة 'أي بي سي': 'من الممكن أن ننخرط في النزاع، لكن بلادنا ليست منخرطة حالياً'.

روسيا تعرض وساطة لحل النزاع

وفي تطور لافت، أشار ترامب إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعرب عن استعداده للعب دور وساطة في النزاع الإيراني الإسرائيلي، لافتاً إلى أنه ناقش الأمر مطولاً مع بوتين في مكالمة هاتفية جرت السبت، تمحورت حول 'التصعيد الخطير في الشرق الأوسط'، بحسب ما أكده الكرملين.

كما كتب كيريل دميترييف، مبعوث الاستثمار الروسي، على منصة 'إكس'، أن روسيا 'يمكنها أن تؤدي دوراً رئيسياً في التوسط بين إسرائيل وإيران'، مما يعكس رغبة موسكو في لعب دور دبلوماسي فاعل وسط تصاعد التوترات الإقليمية.

محادثات عمان.. وإلغاء مفاجئ

في سياق الجهود الدبلوماسية، كان من المقرر عقد جولة جديدة من المحادثات غير المباشرة بين واشنطن وطهران في سلطنة عمان، الأحد، إلا أن مسقط أعلنت، السبت، عن إلغاء هذه الجولة دون ذكر الأسباب المباشرة.

ونقلت وسائل إعلام أميركية، من بينها موقع 'أكسيوس'، عن مصادر في البيت الأبيض أن ترامب لا يزال يسعى لاستئناف المحادثات مع إيران بشأن برنامجها النووي، غير أن التوتر العسكري والتصعيد بين طهران وتل أبيب أدى إلى تقويض أي فرصة للتفاوض في الوقت الراهن.

طهران: لا جدوى من التفاوض في ظل العدوان الإسرائيلي

من جهتها، عبرت إيران عن استيائها من إلغاء محادثات سلطنة عمان، وحملت إسرائيل مسؤولية إفشال المسار التفاوضي. وقال ناصر كنعاني، المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إن 'ما دام الكيان الصهيوني يواصل هجماته، فإن المشاركة في محادثات مع أكبر داعم وشريك له، أي الولايات المتحدة، لا معنى لها'.

وأكد كنعاني أن إيران ترى أن استمرار الهجمات الإسرائيلية لا يوفر مناخاً مناسباً للجلوس إلى طاولة المفاوضات، خاصة مع استمرار الدعم الأميركي غير المشروط لتل أبيب.

صواريخ فوق تل أبيب

يأتي كل هذا في وقتٍ يشهد فيه التصعيد الميداني بين الجانبين تصاعداً خطيراً، حيث أعلنت إسرائيل أنها اعترضت صواريخ أُطلقت من إيران فوق تل أبيب، في أحدث حلقة من حلقات الحرب المفتوحة التي بدأت منذ أسابيع بين الطرفين.

المشهد الإقليمي بات مرشحاً لمزيد من التعقيد، خصوصاً في ظل التدخلات الدولية المتعددة التي تسعى للعب أدوار وساطة، في حين يستمر التصعيد العسكري بوتيرة متسارعة، ما يضع مستقبل الاستقرار في المنطقة على المحك.