توقع المحلل الاقتصادي، محمد جدري، أن يحقق قطاع السياحة في المملكة المغربية أرقاما مهمة تنضاف إلى الأرقام التي حققها القطاع في السنوات الأخيرة، وقال إن المغرب سيصل إلى هدف 17,5 مليون سائح قبل موعده، وبالضبط في سنة 2025 لأن السنة الماضية حقق القطاع 14،5 مليون سائح ومن المتوقع أن تتجاوز المملكة هذه السنة عتبة الـ15 مليون سائح.

وفي مارس 2023، وقعت الحكومة المغربية اتفاقية إطار للشراكة لوضع خارطة الطريق الاستراتيجية لقطاع السياحة بميزانية تصل إلى 6,1 مليار درهم خلال الفترة 2023 و2026 لاستقطاب حوالي 17,5 مليون سائح في أفق 2026، وتحقيق 120 مليار درهم من المداخيل وخلق 200 ألف فرصة شغل جديد مباشر وغير مباشر في أفق 2026، وإعادة تموقع السياحة كقطاع أساسي في الاقتصاد الوطني.

وقال جدري في تصريح لجريدة العمق إن عددا من العوامل ستساهم في تحقيق هذا الهدف أولها تسجيل وصول 7 ملايين سائح خلال الأسهر الخمسة الماضية من السنة الجارية، علما أن عدد السياح بمن فيهم مغاربة العالم يتزايد خلال فصل الصيف وأعياد الميلاد، فضلا عن الاستثمارات التي تقوم بها الدولة المغربية من خلال خارطة الطريق المرتبطة بهذا القطاع التي كلفت أكثر من 6 ملايير درهم والتي ستساهم في تحقيق هذه الأرقام.

وفي حديثه عن العوامل التي ستساعد القطاع في تحقيق انتعاشة غير مسبوقة، أشار إلى أن المغرب يتوفر اليوم على مجموعة من الخطوط الجوية الجديدة بما فيها العادية والمنخفضة التكلفة، علاوة على الاستثمارات التي تخصصها الحكومة للوحدات الفندقية، والتي ستحقق مداخيل تقدر بـ 117 مليار درهم خلال 2025 والذي يعتبر رقما قياسيا بالنسبة للمملكة المغربية، وفق تعبيره.

وأكد على أن قطاع السياحة استطاع أن يستعيد عافيته بسرعة كبيرة بعد جائحة كورونا، مشيرا في هذا الصدد إلى أرقام دالة من قبيل تجاوز عدد السياح المملكة خلال السنة الماضية 14,5 مليون وهو عدد يتجه نحو الارتفاع هذه السنة ليصل إلى أكثر من 15,5 مليون سائح.

وخلص إلى أن الحكومة واعية يضرورة العمل على مزيد من الاستثمارات في هذا القطاع من خلال رفعها لأسطول الخطوط الملكية المغربية وفتح خطوط جوية أخرى من قبيل خط ساوبولو وخط بيكين وخطوط اخرى تربط أمريكا بمدينة مراكش، فضلا عن برامج أخرى تشتغل عليها الحكومة والتي تشجع قطاع السياحة بالمملكة المغربية.

وكشفت وزارة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، أن 7,4 ملايين سائح توافدوا على المغرب خلال الستة أشهر الأولى من سنة 2024، بارتفاع بلغت نسبته 14 في المائة بالمقارنة مع الفترة ذاتها من سنة 2023.

وقالت الوزارة، في بلاغ لها، إن 'السياحة بالمغرب تواصل منحاها التصاعدي، كما يشهد على ذلك النمو الاستثنائي المسجل في النصف الأول من سنة 2024. فالأرقام تتحدث عن نفسها : 7,4 ملايين زائر عبروا الحدود المغربية، مما يمثل زيادة بنسبة 14 في المائة مقارنة بسنة 2023، وقفزة مهمة بنسبة 38 في المائة مقارنة بسنة 2019'.

وأضاف البلاغ أن الإقبال على وجهة المغرب يتجاوز كل الانتظارات. ففي حين كانت الأهداف المسطرة تشير إلى بلوغ مليون سائح إضافي خلال سنة 2024 بأكملها، استقبل المغرب في ظرف ستة أشهر فقط 909.000 سائح إضافي.

وشهد شهر يونيو وصول عدد قياسي بلغ 1,5 مليون سائح، مسجلا ارتفاعا بنسبة 10 في المائة مقارنة بسنة 2023، ويبدو موسم الصيف واعدا بالقدر نفسه.

وقالت وزيرة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، فاطمة الزهراء عمور، إنه 'لا يمكن إنكار إشعاع وجهة المغرب السياحية على الساحة الدولية'، مضيفة أن 'المُؤهلات الفريدة لبلدنا، إلى جانب تنفيذ خارطة الطريق الخاصة بنا، تؤتي ثمارها. وهدفنا المتمثل في 5ر17 مليون سائح أصبح أقرب أكثر من أي وقت مضى'.