متابعات – نبض السودان

أثار موقع 'فيري ويل هيلث' نقاشًا مثيرًا حول توقيت الاستحمام المثالي، وتساءل: هل من الأفضل الاستحمام صباحًا أم مساءً؟ وبحسب الباحثين في مجال النوم، فإن الاستحمام قبل ساعتين من موعد النوم قد يكون المفتاح لتحقيق راحة ونوم أفضل.

الاستحمام ليلاً يُعزز النوم لعدة أسباب

استعرض الموقع الطبي الأمريكي مجموعة من الأسباب العلمية التي تجعل الاستحمام ليلاً، تحديدًا بالماء الدافئ، أفضل بكثير من الاستحمام الصباحي، خاصة لمن يعانون من اضطرابات النوم أو صعوبة في الاستغراق بالنوم سريعًا.

الاستحمام ليلاً يساعدك على النوم أسرع

أوضح التقرير أن درجة حرارة الجسم تلعب دورًا مهمًا في الإيقاع اليومي للجسم، حيث ترتفع خلال النهار وتنخفض مع حلول الليل، ما يُرسل إشارات فسيولوجية بأن وقت النوم قد اقترب.

وأكد الدكتور شياب هاغايغ، أستاذ التخدير في كلية الطب بجامعة هارفارد، أن الماء الدافئ يعمل على توسيع الأوعية الدموية في الجلد، مما يُعزز تدفق الدم نحو سطح الجسم، ومن ثم يُسرّع من تبديد حرارة الجسم الأساسية عند الخروج من الماء، وبالتالي يُهيئ الجسم للنوم بسرعة أكبر.

وأشار إلى أن دراسته أثبتت أن الاستحمام قبل النوم بساعتين أو ساعة واحدة فقط، يؤدي إلى نوم أسرع مقارنةً بمن لا يستحمون أو يستحمون في وقت مختلف.

الاستحمام بالماء الدافئ يحسّن جودة النوم وكفاءته

لم يقتصر التأثير الإيجابي للاستحمام الليلي على سرعة الدخول في النوم فحسب، بل شمل أيضًا جودة النوم وكفاءته.

وبيّنت دراسة هاغايغ أن فترة التهدئة بعد الاستحمام تُساهم في خفض حرارة الجسم بشكل طبيعي، مما يُحفّز على نوم هادئ وعميق.

وذكر الموقع أن مجرد 10 دقائق في الماء الدافئ كفيلة بتحقيق هذه الفائدة، بشرط أن يكون التوقيت مناسبًا قبل موعد النوم.

يعزز وظائف الدماغ والذاكرة والإبداع

ربط التقرير بين جودة النوم ووظائف الدماغ، حيث نقل عن الدكتورة إميلي مانوجيان، الباحثة في معهد سولك للدراسات البيولوجية، قولها: إن النوم الجيد يُعزز الوظائف الإدراكية والذاكرة واتخاذ القرار والإبداع.

وأكدت مانوجيان أن توقيت الاستحمام بشكل منتظم ومتزامن مع الإيقاع اليومي للجسم يُمكن أن يجعل الشخص أكثر إنتاجية في اليوم التالي.

ومن جانبه، اعتبر الدكتور هاغايغ أن الاستحمام قبل النوم يمكن أن يكون بمثابة إشارة سلوكية للعقل والجسم بأن وقت الراحة والاسترخاء قد حان، لا سيما إذا أصبح جزءًا من روتين ما قبل النوم.

لكن الاستحمام الصباحي له فوائده أيضًا

رغم تفضيل الاستحمام الليلي من الناحية الفسيولوجية، إلا أن الموقع أكد أن الاستحمام الصباحي ليس ضارًا، بل قد يكون مفيدًا لفئات معينة من الناس.

فإذا كان الشخص يتعرق كثيرًا أثناء النوم، فإن الاستحمام السريع في الصباح يُساعد على التخلص من خلايا الجلد الميتة والعرق، كما يُعتبر وسيلة منعشة لبدء اليوم.

وأوضحت مانوجيان أن من يمارسون التمارين الرياضية في الصباح، فإنهم بلا شك بحاجة إلى الاستحمام بعدها، وهو أمر لا غنى عنه.

متى يجب أن تستحم لتحسن نومك؟

أوصى التقرير بأن من يُعانون من صعوبة في النوم أو الخمول الصباحي أو التوتر، فإن الاستحمام الدافئ ليلًا قد يكون الوسيلة الطبيعية الأفضل للتغلب على هذه المشكلات.

وأوضح أن تبني روتين ليلي يتضمن الاستحمام بالماء الدافئ قبل النوم، يُمكن أن يغيّر جودة حياة الإنسان بشكل ملحوظ.

وفي الختام، نصح الموقع بتجربة هذه الطريقة لبعض الأيام، ومراقبة التأثير على النوم والمزاج والطاقة في اليوم التالي.