مباشر:سجل شهر أكتوبر 2025 أكبر موجة تسريحات للعمالة الأمريكية منذ 22 عاماً، مع إعلان الشركات عن إلغاء 153.1 ألف وظيفة، بزيادة 183% مقارنة بشهر سبتمبر، و175% عن نفس الشهر من العام الماضي، وفق تقرير صادر عن شركة 'تشالينجر غراي آند كريسمس' المتخصصة في خدمات إعادة التوظيف.

وأشار التقرير إلى أن أكتوبر يعد الأعلى من حيث عدد التسريحات في هذا الشهر منذ عام 2003، بينما يشير العام الجاري إلى أنه الأسوأ في تسريحات الوظائف منذ عام 2009.

وقال آندي تشالينجر، خبير سوق العمل والرئيس التنفيذي للإيرادات بالشركة، إن 'التقنيات المدمّرة تغيّر المشهد الوظيفي تماماً، كما حدث في عام 2003'، مضيفاً أن 'الإعلانات المكثفة عن تسريحات في الربع الرابع تعكس صورة غير إيجابية لسوق العمل الأمريكي'.

وشهد قطاع التكنولوجيا النسبة الأكبر من التسريحات، بعد أن أعلنت الشركات عن إلغاء 33.3 ألف وظيفة في أكتوبر، أي ما يقارب ستة أضعاف الرقم المسجل في سبتمبر، نتيجة إعادة الهيكلة ودمج تقنيات الذكاء الاصطناعي. كما سجلت شركات المنتجات الاستهلاكية 3.4 ألف تسريح، والمنظمات غير الربحية نحو 27.6 ألف تسريح منذ بداية العام، بزيادة 419% عن الفترة نفسها من 2024.

وبذلك ارتفع إجمالي الوظائف التي أُلغيت خلال العام الجاري إلى 1.1 مليون وظيفة، بزيادة 65% عن العام الماضي، وهو أعلى مستوى منذ عام جائحة كورونا 2020، وأكبر رقم يُسجَّل في الربع الرابع منذ عام 2008.

وأوضح التقرير أن بعض القطاعات تسعى لتصحيح أوضاعها بعد الطفرة التي شهدتها فترة الجائحة، غير أن تسريحات أكتوبر جاءت وسط توسع في استخدام الذكاء الاصطناعي وتراجع إنفاق المستهلكين وارتفاع التكاليف، ما أدى إلى تجميد التوظيف وتشديد الإنفاق.

وأشار تشالينجر إلى أن الموظفين الذين فقدوا وظائفهم مؤخراً يواجهون صعوبات أكبر في الحصول على وظائف بديلة، ما قد يضعف سوق العمل الأمريكي في الأشهر المقبلة.

ويأتي ذلك في وقت أبدى فيه مسؤولو الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي قلقهم بشأن تباطؤ سوق العمل، بعد أن خفّض البنك أسعار الفائدة مرتين منذ سبتمبر، وسط توقعات بخفض جديد بمقدار 25 نقطة أساس في ديسمبر المقبل لمواجهة أي تدهور إضافي.

ورغم هذه المؤشرات، أظهرت بيانات القطاع الخاص الأمريكي إضافة 42 ألف وظيفة صافية في أكتوبر، بعد خسائر استمرت شهرين، فيما تواصل طلبات إعانة البطالة الأسبوعية الارتفاع، وسط استمرار الإغلاق الحكومي في واشنطن.