عبر المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء المغربية، ستافان دي ميستورا، عن قلقه العميق إزاء الوضع الإنساني المتدهور في مخيمات تندوف، مؤكدا أن نساء المخيمات يعشن حالة من اليأس العميق وفقدان الأمل، داعيا إلى إشراكهن الكامل والفعّال في العملية السياسية الرامية إلى إيجاد حل نهائي لقضية الصحراء.

ونقل دي ميستورا في إحاطته أمام مجلس الأمن الدولي عن شابة صحراوية قولها إنها 'وُلدت في المخيمات ولم تعرف واقعا آخر طوال حياتها، وأنها دفنت جدّيها ووالديها هناك'، وأضافت بشكل مؤثر: 'عندما أموت، لا أريد أن أُدفن هنا. أريد أن أرى وطني، وأن أُدفن هناك'.

وأشار دي ميستورا إلى أن 'كلماتها العاطفية' قادته مباشرة إلى التأكيد على أهمية مشاركة النساء في العملية السياسية، مؤكدا أنه سمع 'تعبيرات كثيرة عن اليأس والنفاد والصبر، لا سيما من الجيل الشاب من اللاجئين الصحراويين، الذين يزدادون تململا'.

وعبر المسؤول الأممي عن أمله في أن 'تُسهم ‏المشاركة الكاملة والفاعلة للنساء الصحراويات في العملية السياسية في تحديد مستقبل شعبهن'، معتبرا أن الأشهر الثلاثة المقبلة قد تشكل فرصة لإطلاق خريطة طريق جديدة نحو حل نهائي لنزاع الصحراء المغربية.

وفي سياق متصل،حذر دي ميستورا من تفاقم الأوضاع الإنسانية في المخيمات، مشيرا إلى خطر وشيك بنقص حاد في الغذاء قد يصل إلى حد المجاعة خلال الصيف المقبل إذا لم يتم تأمين تمويل عاجل، داعيا المجتمع الدولي إلى تقديم الدعم اللازم لتلبية الاحتياجات الإنسانية لسكان المخيمات.

وفي سياق متصل، تطرق دي ميستورا إلى التطورات الدبلوماسية الأخيرة، بما في ذلك تأكيد الولايات المتحدة على دعمها لمقترح الحكم الذاتي المغربي، وزيارة وزير الخارجية الفرنسي إلى الجزائر، مؤكدا على أهمية هذه التطورات في إيجاد حل سياسي للنزاع، لكنه شدد على ضرورة أن يكون هذا الحل مقبولا للطرفين.

وجدد دي ميستورا دعوته لمجلس الأمن إلى اغتنام الأشهر القادمة لتقييم سبل تحقيق تقدم نحو حل نهائي للنزاع، مؤكدا على أن عام 2025، الذي يمثل الذكرى الخمسين لإدراج قضية الصحراء الغربية على جدول أعمال الأمم المتحدة، يمثل فرصة حاسمة لتحقيق ذلك.