شهد اجتماع المكتب المسير لمجلس جماعة الدار البيضاء، المنعقد الخميس الماضي، من أجل إعداد جدول أعمال دورة ماي المقبلة، توترا كبيرا بسبب خلافات حادة بين رئيسة المجلس نبيلة الرميلي ونائبتها مريم ولهان، المنتمية إلى حزب الأصالة والمعاصرة.

وبحسب مصادر خاصة لجريدة 'العمق المغربي'، فإن الشرارة انطلقت بعد إثارة مريم ولهان لقضية 'أرض الخيرية' المثيرة للجدل في مقاطعة عين الشق، وهو ما رفضته الرميلي، معتبرة أن الوقت غير مناسب لطرح هذا الملف ضمن جدول الأعمال.

وتعكس هذه الخلافات، حسب نفس المصادر، الصراع القائم داخل مقاطعة عين الشق بين شفيق بنكيران، رئيس المقاطعة والنائب البرلماني عن حزب التجمع الوطني للأحرار، وشفيق عبد الحق، البرلماني وعضو المقاطعة ذاته.

وقد انتقل هذا التوتر إلى مجلس المدينة من خلال كل من عبد اللطيف الناصري، نائب العمدة والمقرب من بنكيران، ومريم ولهان المقربة من عبد الحق.

وأمام تصاعد التوتر، قرر أعضاء المكتب تأجيل النظر في ملف 'أرض الخيرية' وعدم إدراجه ضمن جدول أعمال الدورة المقبلة، في محاولة لتفادي مزيد من التصعيد.

واستغرب عدد من الأعضاء الطريقة التي تتحول بها الاجتماعات إلى ساحة لتصفية الحسابات بين 'تياري عين الشق'، مؤكدين على ضرورة فصل الصراعات المحلية عن عمل المجلس الجماعي.

وسبق أن شهد أحد اجتماعات المكتب صداما محتدما بين نائبي العمدة عن عين الشق، عبد اللطيف الناصري ومريم ولهان، كاد أن يتطور إلى اشتباك بالأيدي بعد خروج الأمور عن السيطرة.

ويتركز جوهر الخلاف حول المشروع الاقتصادي والثقافي والرياضي المزمع إنشاؤه بعين الشق، والذي يُعد نقطة توتر رئيسية بين بنكيران وعبد الحق، ما ينذر بمزيد من الانقسامات داخل المجلس في حال لم يتم احتواء الوضع.

وسبق وانتهى أحد اجتماعات مكتب مجلس مدينة الدار البيضاء، الذي انعقد خلال شهر رمضان الماضي برئاسة نبيلة الرميلي، انتهى وسط أجواء مشحونة، تخللتها مشادات كلامية حادة، وصلت إلى حدّ السبّ والشتم والقذف بين نواب العمدة.

وكان عبد اللطيف الناصري، نائب عمدة المدينة المكلف بقطاعي الشؤون الثقافية والرياضية، دخل في مشادات كلامية حادة مع مريم ولهان، نائبة العمدة المكلفة بقطاع الشؤون الاجتماعية، حيث تطور الخلاف إلى اشتباك بالأيدي، كاد يصل إلى محاولة ضرب بالكراسي.

وقد بدأ الصراع بعدما تقدم شفيق ابن كيران، رئيس مقاطعة عين الشق ونائب العمدة المكلف بالتعمير، بطلب إلى رئيسة المجلس بإلغاء مشروع القطب الاجتماعي والثقافي والرياضي، وإلغاء مقرر مكتب الدراسات، واقتراح تعويض المشروع بآخر.

لكن مريم ولهان، المعارضة لهذا التوجه بدعوى غياب الطابع الاجتماعي للمقترح، رفضت هذه الطلبات، معتبرة أن الموضوع يجب أن يُناقش أولًا داخل مجلس مقاطعة عين الشق قبل عرضه على مجلس جماعة الدار البيضاء.