سكاي برس/ بغداد

حذر معهد واشنطن للدراسات، يوم الجمعة، من اندلاع مواجهة مسلحة بين سرايا السلام التابعة للتيار الصدري، والفصائل المسلحة المقربة من إيران بالتزامن مع قرب الانتخابات النيابية، كما اكد ان شهر محرم حال بين وقوع هجمات بين الطرفين، عقب دعوات زعيم التيار مقتدى الصدر لـ'حل الميليشيات'.

وذكر المعهد، في تقرير، ان 'الموضوع السائد في الانتخابات العراقية هذا العام هو ضرورة إخضاع أسلحة الفصائل لسيطرة الدولة، وقد كاد أول سجال بين زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر والفصائلالمدعومة من إيران حول هذا الموضوع أن يؤدي إلى اشتباكات مسلحة واسعة النطاق في بغداد'.

واضاف انه 'في 26 يونيو/ حزيران 2025، ألقى السيد عبد المهدي الكربلائي، الممثل الرسمي لـ(آية الله العظمى) علي السيستاني، خطبةً في كربلاء دعا فيها إلى إصلاح جذري وبسط سلطة الدولة، وأكد الكربلائي أن مستقبل العراق يعتمد على تطبيق إطار حوكمة وطني قائم على النزاهة والشرعية المؤسسية، ودعا الكربلائي، في خطبته، النخب العراقية إلى الوقوف في وجه التدخل الخارجي بجميع أشكاله، والتمسك بسيادة القانون، وحصر السلاح بيد الدولة، ومكافحة الفساد على جميع المستويات'.

وبحسب المعهد، 'فُسِّرت تعليقات الكربلائي على نطاق واسع على أنها نقد ضمني لما يُسمى (جماعات المقاومة) التي تعمل خارج سيطرة الدولة'، موضحا انه 'في 4 يوليو/تموز، ردّد الصدر موقف المرجعية، وأصدر بيانًا واضحًا دعا فيه مباشرةً إلى نزع سلاح الجهات غير الحكومية، وأشار إلى أن الباطل لا يُرد إلا بتسليم السلاح المنفلت للدولة، وحل الفصائل، وتقوية الجيش والشرطة، وضمان استقلال العراق، دون تبعية للفاسدين، والسعي الجاد للإصلاح ومحاسبة الفاسدين'.

واكد ان 'تصريحات الصدر أثارت ردود فعل غاضبة من شخصيات بارزة في محور المقاومة، وفي 5 يوليو/تموز، أصدر أبو علي العسكري، وهو متحدث بارز باسم كتائب حزب الله، ردًا لاذعًا على الصدر، وفي 10 يوليو، أُجريت مقابلة مع حسين مؤنس، الأمين العام لحركة حقوق وهو حزب سياسي مرتبط بكتائب حزب الله على قناة الفرات التلفزيونية، وقد حاول إبعاد كتائب حزب الله عن توجيه إهانات معادية ضد الصدر نفسه وهو أمر خطير للغاية'، على حد وصف المعهد.

ولفت الى انه 'في 16 يوليو/تموز، أصدر علي تركي وهو نائب من عصائب أهل الحق، بيانًا ينضم فيه إلى رد كتائب حزب الله على دعوة الصدر والسيستاني لتقييد الأسلحة في يد الدولة، مخاطبًا الصدر بشكل غير مباشر'، منوها الى ان 'عصائب أهل الحق تحاول الظهور كما لو كانت متحالفة مع المرجعية، لكنها لا تزال متشددة ضد الصدر، وقد كان التعليق موجهًا بوضوح إلى الصدر.

ووفقا للمعهد الأمريكي، فإنه 'مع اقتراب انتخابات نوفمبر/تشرين الثاني، يعكس هذا النقاش العلني تصاعد التوترات بين المرجعية، والقوى الوطنية الرئيسية بقيادة الصدر، وفصائل المقاومة المدعومة من إيران، وتبقى القضية الجوهرية هي مستقبل الجماعات المسلحة غير الحكومية ومكانتها في المشهد الأمني العراقي، لا سيما في ظل الدعوات المتزايدة لتأكيد احتكار الدولة لاستخدام القوة'.

وخلص تقرير المعهد، إلى أن 'فصائل المقاومة خاطرت بدخول صدام مسلح كبير مع الصدر بإهانته علنًا، وقد أفادت التقارير أن مقاتليه في جماعة سرايا السلام كانوا على وشك شن غارة عقابية على معقل كتائب حزب الله في شارع فلسطين ليلة 5 يوليو/تموز بعد تصريح أبو علي العسكري، لكنهم مُنعوا بسبب الأهمية الدينية لشهر محرم'، مؤكدا ان 'الامر قد يتكرر في المرة القادمة، مع تصاعد التوترات السياسية'.