متابعات- نبض السودان

في تطور لافت يحمل دلالات إنسانية وعسكرية خطيرة، أقر مسؤولون داخل جيش الاحتلال الإسرائيلي أن قطاع غزة يقف على حافة مجاعة كارثية، ما لم يتم استئناف إيصال المساعدات الإنسانية في غضون أسابيع قليلة، وذلك على الرغم من استمرار حكومة بنيامين نتنياهو في إنكار الأزمة الإنسانية المتفاقمة داخل القطاع المحاصر.

الحصار الإسرائيلي يخنق القطاع منذ مارس

ومنذ الثاني من مارس الماضي، شددت إسرائيل حصارها على غزة بشكل كامل، وأوقفت إدخال أي مساعدات إنسانية، وذلك قبل أيام من إعلانها استئناف العمليات العسكرية في القطاع. وتواصل الحكومة الإسرائيلية نفي أن يكون الحصار تهديدًا لحياة المدنيين، في تجاهل واضح لتحذيرات الأمم المتحدة ووكالات الإغاثة الدولية، التي أكدت أن المجاعة باتت وشيكة في القطاع الساحلي المنكوب.

تحذيرات صريحة من داخل الجيش الإسرائيلي

صحيفة نيويورك تايمز الأميركية نقلت عن ضباط في الجيش الإسرائيلي، طلبوا عدم الكشف عن أسمائهم، أن الأوضاع الإنسانية وصلت إلى درجة خطيرة تستدعي 'خطوات فورية' لضمان استعادة منظومة إيصال المساعدات قبل أن تتفاقم المجاعة وتعمّ مناطق واسعة من القطاع.

وأضاف الضباط أن توسيع نطاق تسليم المساعدات الإنسانية يحتاج إلى وقت وإجراءات معقدة، محذرين من أن الوقت بدأ ينفد بالفعل.

تصاعد التحذيرات رغم تشدد الحكومة

ويأتي هذا التحذير من داخل المؤسسة العسكرية في وقت تصعد فيه الحكومة الإسرائيلية من تهديداتها بشن عملية عسكرية أوسع في غزة، بحجة 'القضاء على حركة حماس واستعادة الرهائن'، وهما هدفان لم يتحققا رغم مرور أكثر من 19 شهرًا على بدء الحرب. وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في تصريحات له يوم الثلاثاء أن الجيش سيبدأ قريبًا 'مرحلة جديدة من القتال بكامل القوة' لاستكمال أهدافه العسكرية.

خطة بديلة مثيرة للجدل: شركات خاصة لتوزيع المساعدات

وفي خطوة أثارت كثيرًا من الانتقادات، اقترحت الحكومة الإسرائيلية الأسبوع الماضي أن تتولى شركات خاصة مسؤولية توزيع المساعدات الإنسانية جنوب قطاع غزة، بالتزامن مع تنفيذ هجوم موسع في المنطقة، وهو المقترح الذي لقي دعمًا من الولايات المتحدة.

لكن هذه الخطة قوبلت برفض وانتقاد حاد من وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية توم فليتشر، الذي وصفها أمام مجلس الأمن الدولي بأنها 'تشتيت متعمد ومسرحية هزلية' تهدف لإضفاء شرعية على مزيد من العنف والتهجير القسري للفلسطينيين في القطاع.

تحذيرات دولية من خطر إبادة جماعية

وفي سياق متصل، أصدر المرصد العالمي لمراقبة الجوع تقريرًا مرعبًا أكد فيه أن نصف مليون فلسطيني في غزة مهددون بالمجاعة الفعلية، أي ما يمثل ربع سكان القطاع، محذرًا من تداعيات إنسانية غير مسبوقة.

ورغم الترويج الإسرائيلي المتكرر بأن حركة حماس تستولي على المساعدات وتمنع توزيعها على المدنيين، إلا أن الحركة تنفي هذه الاتهامات بشدة وتؤكد أن إسرائيل تستخدم الحصار كأداة حرب جماعية ضد الشعب الفلسطيني.