متابعات- نبض السودان

تسود حالة من الغضب والاحتقان بين الحجاج السودانيين في الأراضي المقدسة، بعد أن تفجرت احتجاجات داخل عدد من المخيمات، اعتراضًا على سوء الأوضاع الخدمية والمعيشية، رغم التكلفة المرتفعة للحج التي بلغت 20 ألف ريال سعودي للفرد، ما أثار استياءً واسعًا لدى الحجاج.

مقطع فيديو يوثق غضب الحجاج ومطالبهم بتحسين الخدمات

تداول ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يوثق لحظات توتر داخل أحد مخيمات الحجاج السودانيين، حيث علت أصوات الحجاج احتجاجًا على ما وصفوه بـ'الإهمال' في تقديم الخدمات الأساسية، مؤكدين أن مستوى الرعاية لا يوازي إطلاقًا ما دفعوه من أموال.

وأظهر الفيديو مشادات كلامية بين الحجاج وبعض المسؤولين عن المخيمات، في مشهد يعبّر عن حالة استياء عارمة عقب الانتهاء من أداء مناسك الحج، حيث طالب المحتجون بتحسين الأوضاع وتوفير الخدمات الضرورية مثل المياه، والتكييف، والنظافة، والرعاية الصحية.

ارتفاع تكلفة الحج يزيد من حدة الغضب

أحد أبرز أسباب الغضب بحسب تعليقات الحجاج، هو أن تكلفة الحج هذا العام تجاوزت 20 ألف ريال سعودي، ما دفع الكثيرين للاعتقاد بأنهم سيحصلون في المقابل على مستوى عالٍ من الراحة والخدمات، إلا أن الواقع خالف التوقعات، مما عمّق الشعور بالإحباط داخل أوساط الحجيج السوداني.

مطالبات بالتحقيق ومحاسبة الجهات المقصّرة

طالب عدد من الحجاج الجهات الرسمية في السودان بفتح تحقيق عاجل في ما جرى، ومحاسبة أي جهات تنظيمية أو إدارية قصرت في مسؤولياتها، خاصة وأن أداء فريضة الحج يتطلب توفير بيئة آمنة ومريحة تساعد الحجاج على إتمام المناسك دون عناء أو توتر.

كما دعا البعض إلى إعادة تقييم الشركات والوكالات المنظمة للحج، وفرض رقابة صارمة على الخدمات المقدمة داخل المخيمات، لمنع تكرار هذه المشاهد مستقبلاً.

ردود أفعال غاضبة في وسائل التواصل الاجتماعي

لاقى الفيديو المنتشر صدى واسعًا على منصات التواصل الاجتماعي، حيث عبر كثير من السودانيين عن تضامنهم مع الحجاج، واعتبروا ما حدث إهانة لكرامتهم، مؤكدين أن الحجاج السودانيين عانوا كثيرًا هذا العام في ظل ضعف الخدمات وسوء التنظيم.

وشهدت منصات مثل 'فيسبوك' و'إكس' (تويتر سابقًا) حملات تضامن واسعة، حملت انتقادات لاذعة للجهات المنظمة، وطالبت وزارة الشؤون الدينية السودانية بالتدخل الفوري وتوضيح ملابسات ما حدث.

مسؤولون يلتزمون الصمت حتى الآن

حتى لحظة كتابة هذا التقرير، لم تصدر تصريحات رسمية من بعثة الحج السودانية أو الجهات المسؤولة عن تنظيم شؤون الحجاج، وهو ما زاد من احتقان الشارع السوداني، وأثار العديد من التساؤلات حول أسباب هذا الصمت في وجه أزمة وصفها البعض بـ'المخزية'.

دعوات لتشكيل لجنة تقصٍ ومراجعة العقود

في ظل حالة الغضب، بدأت أصوات داخل الأوساط القانونية والدينية تطالب بتشكيل لجنة تقصٍ للوقوف على حيثيات الأزمة، ومراجعة العقود الموقعة مع شركات الخدمات، للتأكد مما إذا كانت قد التزمت بالتزاماتها تجاه الحجاج أم لا.

كما طُرحت فكرة تشكيل لجنة مستقلة من المجتمع المدني لتقييم الأداء العام للبعثة السودانية، بهدف وضع أسس جديدة لتنظيم مواسم الحج في المستقبل بما يحفظ كرامة المواطن السوداني.