متابعات – نبض السودان

كشفت اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان، الخميس، عن وقوع انتهاكات مروعة بحق المدنيين في كل من مدينة بارا بولاية شمال كردفان وبابنوسة في غرب كردفان، شملت مقتل مئات الأشخاص واغتصاب عشرات النساء، في أعقاب هجمات انتقامية شنتها مليشيا الدعم السريع.

وقالت أديبة إبراهيم السيد، أخصائية الباطنية والأوبئة وعضو فرعية أم درمان في اللجنة، في تصريحات لـ'سودان تربيون'، إن عدد القتلى المدنيين في بارا بلغ 420 شخصاً، بينما سُجل في بابنوسة 147 قتيلاً حتى الآن، معظمهم من النساء والأطفال.

وأوضحت أن الدعم السريع نفذت ثلاث موجات من الهجمات العنيفة على بابنوسة منذ يناير 2024، ولا تزال المعارك مستمرة حتى اليوم، وسط حصار خانق من جميع الاتجاهات.

وفي سياق متصل، كشفت الطبيبة عن تعرض 57 امرأة للاغتصاب على يد عناصر من الدعم السريع في المنطقتين، تم نقلهن إلى مستشفى الأبيض لتلقي العلاج، حيث تولت منظمة 'أطباء بلا حدود' تقديم الرعاية الطبية والبروتوكولات العلاجية اللازمة.

كما أفادت بولادة أربع أطفال نتيجة عمليات اغتصاب في مستشفى النو بولاية الخرطوم، إلى جانب إجراء 48 عملية إجهاض لحالات حمل قسري، منها 12 في مستشفى النو و36 في مستشفى شندي بولاية نهر النيل، وذلك خلال الفترة من أواخر 2023 وحتى أوائل 2024.

وتأتي هذه التطورات في ظل تصعيد ميداني كبير، حيث نفذ الجيش السوداني منذ مطلع الأسبوع الجاري عملية عسكرية شمال كردفان، سيطر خلالها على مناطق كازقيل ومحلية أم دم حاج، وتقدم إلى بارا وأم سيالة قبل أن ينسحب تحت ضغط المعارك العنيفة.

وتثير هذه الانتهاكات المتكررة قلقاً واسعاً في الأوساط الحقوقية والإنسانية، وسط مطالبات متزايدة بفتح تحقيقات دولية عاجلة ومحاسبة المسؤولين عن الجرائم المرتكبة بحق المدنيين.