اخبار المغرب
موقع كل يوم -الأيام ٢٤
نشر بتاريخ: ٢٦ حزيران ٢٠٢٥
واصلت المحكمة، اليوم، الخميس جلسة الاستماع لعبد النبي بعيوي، أحد المتابعين في قضية تهريب المخدرات التي يتزعمها الحاج أحمد بنبراهيم، الملقب بـ'المالي' أو 'إسكوبار الصحراء' والتي تمحورت حول اتهامات تتعلق بحيازة المخدرات وتصديرها، مستندة إلى تصريحات المتهم الرئيسي 'المالي'.
وأشارت المحكمة إلى أن 'المالي' صرّح بأنه كان على علاقة ببعيوي منذ سنة 2013، حيث استقبله هذا الأخير بمدينة السعيدية فور دخوله المغرب، وأقام في فيلا تعود لصهره، كما عرض عليه حينها شراء 17 شقة.
وفي ردّه، أكد بعيوي أن تحركات 'المالي' يمكن تتبعها ورصدها تقنيًا لإثبات زيارته له من عدمها، مشددًا على أن الأخير يطلق مزاعم لا أساس لها من الصحة.
وفي سياق آخر، أثارت المحكمة محاضر واقعة ضبط 40 طنًا من المخدرات بالمغرب في سنة 2015، حين كان 'المالي' معتقلًا بموريتانيا، والتي اوضح من خلالها هذا الأخير، أن بعيوي كان رفقة سعيد الناصيري والمير بلقاسم، واتصل بأحد أصحاب البواخر الراسية في المياه المغربية وطلب منه المغادرة.
وفي ردّه على هذه الرواية، شكك البعيوي في مصداقية 'المالي'، مبرزا تناقض تصريحاته؛ إذ سبق له أن صرح أمام الضابطة القضائية أنه كان مشرفا على العملية، لكنه أنكر الأمر أمام قاضي التحقيق، مشيرا بأن 'المالي' سبق أن ادعى في محاضر سنة 2019 أنه كان معتقلًا سنة 2015، في حين أثبتت الأبحاث أنه لم يغادر المغرب إلا في 12 ماي 2016.
وعبّر البعيوي، بنبرة انفعالية، وبالدموع عن استيائه مما وصفه بـ'الأكاذيب' التي تسببت في اعتقاله، قائلاً: 'أنا اليوم معتقل بسبب محاضر متناقضة:' متربيناش على الحرام، وأمي قالت لي واش وكلتوني الحرام؟'.
وأضاف باكيا : 'بكيت في حياتي مرتين: يوم وفاة والدي، ويوم قالت لي أمي هذه الجملة التي مزقت قلبي'، مشيرًا إلى أنه يدرك تمامًا معنى الأمومة، وأن كلمات والدته أثّرت فيه بشكل عميق.
وعرضت المحكمة على بعيوي تهمًا أخرى تتعلق بتهريب كميات جديدة من المخدرات بلغت 15 طنًا و10 أطنان، وهي العمليات التي نسبها 'المالي' إلى تنسيق بين بعيوي والناصيري وبلقاسم، مع الإشارة إلى تورط فؤاد اليازيدي في تحويل عائدات العمليات إلى الجزائر عبر دراجات نارية، ومنها إلى فرنسا.
من جهته نفى البعيوي كل هذه المعطيات، مؤكدًا أن تصريحات 'المالي' غير دقيقة، خصوصًا أنه ذكر أسماء عدد من الصرافين، وتبين من خلال تحقيقات الفرقة الوطنية أنهم غير معنيين بتبييض الأموال، بل إن أحدهم يشتغل موثقًا لا صرّافًا.
وفي معرض دفاعه، قدم البعيوي عقد الاشتراك الذي يربطه بشركة الاتصالات منذ سنة 2006، متسائلًا: 'إذا كنت فعلاً مشرفًا على عمليات التهريب كما يقول، لماذا لا توجد ولا مكالمة واحدة بيني وبينه في هذه التواريخ؟'.
وفي الختام، طالبت النيابة العامة بإجراء تحريات معمقة بخصوص الأسماء التي وردت في المحاضر، وربطها بالوقائع المتعلقة بتهريب 10 و15 طنا من المخدرات، في ظل غياب نتائج ملموسة إلى حدود الساعة.