19 يوليو، 2025

بغداد/المسلة:  في أعقاب حرب استمرت 12 يومًا بين إسرائيل وإيران، كان الهدف الإسرائيلي المُعلن هو تدمير البرنامج النووي الإيراني، لكن طهران أعلنت بثقة فشل هذا المسعى.

هذا الإعلان ليس مجرد خطاب دعائي، بل يعكس واقعًا استراتيجيًا يعزز مكانة إيران في معادلة الصراع الإقليمي.

البرنامج النووي، كما تصفه القيادات الإيرانية، ليس مجرد مشروع تقني، بل ركيزة سيادة وطنية، يستند إلى إنتاج محلي متجذر في البنية العلمية والصناعية للبلاد.

ويطرح هذا الصمود تساؤلات عميقة حول فعالية الاستراتيجيات العسكرية التقليدية في مواجهة برامج ذات طابع تقني متقدم وموزع جغرافيًا.

من الزاوية السياسية، تبدو إيران واعية بأن الحرب القصيرة كشفت عن حدود القوة العسكرية لخصومها، بينما عززت موقفها التفاوضي.

يعكس فتح باب 'التعاون النووي الإقليمي'، مع الإبقاء على حق تخصيب اليورانيوم، نهجًا براغماتيًا يمزج بين التحدي والدبلوماسية.

يوضع هذا الموقف اللاعبين الإقليميين والدوليين أمام معضلة: هل يمكن احتواء طموحات إيران النووية عبر ضغوط عسكرية متكررة، أم أن التفاوض هو السبيل الوحيد لتحقيق استقرار إقليمي؟.

تبدو إيران، من جانبها، مستعدة للعب على حافة التوتر، مستفيدة من انقسامات الخصوم وتعقيدات المشهد الجيوسياسي.

ويعيد في السياق الأوسع، هذا الإعلان تشكيل أنساق الصراع في المنطقة.

ويعزز فشل تدمير البرنامج النووي من صورة إيران كقوة لا تُقهر تقنيًا، مما قد يدفع دول الجوار إلى إعادة تقييم استراتيجياتها.

وفي الوقت ذاته، يفتح المجال لتصعيد دبلوماسي، حيث تسعى طهران إلى ترسيخ شرعية برنامجها النووي عبر حوارات إقليمية، مع الحفاظ على خطاب القوة.

About Post Author

Admin

See author's posts