(وكالات)- نبض السودان

في مشهد صادم يهزّ الضمير الإنساني، نشر الصحفي الفلسطيني محمود شلحة مقطع فيديو يوثق لحظة مأساوية لطفل فلسطيني طار من مبنى إلى آخر بفعل انفجار ضخم نجم عن غارة إسرائيلية على أحد مباني مدينة غزة.

الصحفي شلحة، المعروف بعمله كمصور ميداني لقناة الجزيرة من مخيم جباليا شمال القطاع، وثق هذه اللحظات عبر صفحته على منصة 'إنستغرام'، حيث ظهر في الفيديو طفل صغير مضرج بالدماء على سطح مبنى، يصرخ باكيًا من الألم، بينما أظهرت لقطات أخرى في الطرف المقابل من السطح أشلاء لطفل آخر، في مشهد ينضح بالرعب والدم.

فيديو مأساوي يفجر الغضب والحزن

الفيديو الذي انتشر بسرعة على منصات التواصل الاجتماعي، فجّر موجة عارمة من الغضب والحزن بين المستخدمين، الذين وصفوا المشهد بأنه يجسد 'وحشية لا توصف' و'جريمة حرب مكتملة الأركان'. وانهالت التعليقات بالدعاء بالرحمة للأطفال والشهداء، مطالبين بوقف فوري للعدوان الإسرائيلي المتواصل على غزة.

61 شهيدًا في يوم دامٍ جديد

ووفقًا لما نقله مراسلنا من قطاع غزة، فقد أسفرت الغارات الإسرائيلية التي استهدفت مناطق متفرقة في القطاع منذ فجر الخميس عن مقتل 61 شخصًا، بينهم 46 في مدينة غزة وشمال القطاع. الغارات تواصلت بكثافة واستهدفت أحياءً سكنية مكتظة، متسببة في تدمير واسع للمنازل والبنية التحتية، وسط انهيار شبه كامل في الخدمات الطبية والإغاثية.

الغارات الليلية والقتل العشوائي

تُظهر طبيعة الهجوم الإسرائيلي – بحسب تقارير إعلامية وشهادات من السكان – تركيزًا على المناطق السكنية خلال ساعات الليل، في وقت يزداد فيه ضعف القدرة على إجلاء المصابين أو إنقاذ العالقين تحت الأنقاض. ويأتي هذا الهجوم ضمن سلسلة غارات ممنهجة تشنها إسرائيل منذ أسابيع على القطاع، في ظل صمت دولي مطبق وتواطؤ واضح من بعض العواصم الغربية.

الأطفال وقود العدوان

وتتزايد أعداد الضحايا من الأطفال بشكل مقلق، حيث تفيد تقارير وزارة الصحة في غزة بأن نسبة كبيرة من الشهداء والجرحى هم من النساء والأطفال. وقد دعت منظمات إنسانية وحقوقية مرارًا إلى ضرورة التحرك العاجل لحماية المدنيين في غزة، خاصةً الأطفال الذين باتوا ضحايا مباشرين للقصف والدمار.