اخبار الكويت
موقع كل يوم -جريدة القبس الإلكتروني
نشر بتاريخ: ٢٧ كانون الأول ٢٠٢٥
الكافيين من أكثر المنبهات انتشارا في العالم، حيث نجده في القهوة والشاي والمشروبات الغازية ومشروبات الطاقة والشوكولاتة، بل قد يدخل في مكونات بعض الأدوية التي تباع دون وصفة طبية، خصوصا تلك المخصصة لتخفيف الصداع. وبينما يعتمد عليه الكثيرون لرفع اليقظة وتحسين التركيز، فإن فترة الحمل تتطلب تعاملا أكثر حذرا.
وبحسب د.مريم الحداد، طبيبة العائلة، فإن الكافيين ليس عدوا للحامل بالضرورة، لكنه يتطلب تعاملا واعيا ومدروسا. فالإفراط قد يسبب آثارا غير مرغوبة على الأم والجنين.
وحول موضوع تناول الحامل للكافيين، شرحت د.مريم قائلة: «الكافيين مادة منبهة تؤثر على القلب والجهاز العصبي، كما أنه قادر على عبور المشيمة والوصول إلى الجنين. وهنا تحديدا تظهر الحساسية على الوضع الصحي للمرأة الحامل. فالجنين لا يمتلك الإنزيمات الكافية لتفكيك الكافيين والتعامل معه بالكفاءة نفسها لدى الأم، لذلك ننصح عموما بالانتباه للكمية والتوقيت».
◄ أبرز التأثيرات:
لفتت الطبيبة مريم إلى أن الكافيين له تأثيرات فسيولوجية مثبتة علميا، أهمها:
1 - مادة منبهة: لذا، فتناولها قد يؤدي لدى بعض النساء إلى زيادة معدل ضربات القلب وحتى ارتفاع ضغط الدم بشكل طفيف.
2 - مادة مدرة للبول: مما يزيد من تكرار التبول وفقدان السوائل. وإن لم تعوض الحامل هذا الفقد للسوائل بشكل جيد فسترتفع احتمالية تعرضها للجفاف. ويكون هذا الوضع أكثر خطورة بخاصة إذا كانت تعاني من غثيان الحمل أو قلة تناول الماء.
3 - مادة تحفز أو تزيد الأرق والقلق: تزداد هذه الأعراض لدى من لديهنَ قابلية لذلك. وهو أمر مهم لأن النوم الجيد خلال الحمل ليس رفاهية بل هو جزء من الصحة العامة للأم.
◄ كيف ينعكس ذلك على الجنين؟
عندما يعبر الكافيين المشيمة، قد يظهر تأثيره بشكل غير مباشر في المراحل المتقدمة من الحمل، مثل التغير في نمط نوم الجنين أو زيادة حركته داخل الرحم عند بعض الأمهات. بالإضافة إلى ذلك، فإذا سبب الكافيين للأم أرقا أو خفقانا أو توترا، فقد ينعكس ذلك على جودة الراحة العامة خلال الحمل.
◄ استجابة كل جسم تختلف عن الآخر:
أكدت الطبيبة مريم على أن «الكمية» ليست العامل الوحيد؛ بل أيضا الاستجابة الفردية مهمة جدا. وشرحت قائلة: تعتمد الاستجابة الفردية للكافيين على قدرة الجسم البيولوجية على معالجته، والتي تختلف من جسم إلى آخر. حيث أثبتت الدراسات أن استجابة جسم الحامل أو تأثره بالكافيين يعتمد على ثلاثة عوامل، وهي:
1 - الجينات تلعب دورا، فبعض الأجسام تحتوي على انزيم يمكنه هضم وتحليل الكافيين بسهولة، بينما تفتقد بعض الاجسام لهذا الانزيم.
2 - معدل الاستقلاب خلال الحمل، حيث يتباطأ معدل الاستقلاب بشكل متفاوت؛ وقد يبقى الكافيين في دم أم لضعف المدة مقارنة بأخرى.
3 - بما أن الجنين يفتقر للإنزيمات اللازمة للتخلص منه، فإن بقاء الكافيين لفترة أطول في جسم الأم يعني تعرض الجنين لأثره المنبه لفترات مضاعفة. وذلك يجعل الكمية «الآمنة» نسبية وتعتمد على كفاءة جسم الأم الفردية.
نصائح للحامل التي لا تريد الامتناع عن القهوة:
1 - اجعلي الاعتدال في تناولها قاعدة لك.
2 - راقبي الأعراض. وإذا شعرت بزيادة في الأرق أو الخفقان أو الصداع أو الجفاف، فهذه إشارات واضحة تستوجب تقليل الكمية أو تعديل التوقيت.
3 - تجنبي أي مصدر للكافيين في الساعات المتأخرة من النوم لتفادي أي ضرر لعادات النوم.
4 - تذكري أن الكافيين لا يأتي من القهوة فقط؛ بل قد يتجمع من مصادر عدة في اليوم الواحد دون أن ننتبه.
5 - ناقشي الكمية المناسبة مع الطبيب تبعاً للحالة الصحية.
◄ هل يسبب تشوهات خلقية؟
يعد ربط الكافيين مع تشوهات الحمل من أكثر الخرافات انتشارا. إلا أن الدراسات البشرية لم تثبت علاقة مباشرة بين تناول الكافيين ضمن الحدود المعتدلة وحدوث تشوهات خلقية.
وقالت الطبيبة: «صحيح أن بعض تجارب الحيوانات أظهرت آثارا سلبية عند تناول كميات كبيرة جدا، لكن لا يمكن إسقاط هذه النتائج مباشرة على البشر، خصوصا أن الجرعات في تلك الدراسات تكون أعلى بكثير من الاستهلاك اليومي المعتاد».
◄ هل يسبب تأخر الحمل؟
أشارت بعض الدراسات إلى أن الإفراط في تناول الكافيين قد يرتبط بتأخر حدوث الحمل أو تقليل فرص نجاح علاجات الخصوبة مثل التلقيح الصناعي (IVF). ووفقا للطبيبة مريم فذلك يتطلب تعاملا أكثر تحفظا للنساء اللواتي يخططن للحمل أو يخضعن لعلاجات خصوبة.
وقالت موضحة: «ينصح بتقليل تناول الكافيين إلى حدود معتدلة، فذلك يعد خيارا حكيما، بالإضافة إلى اتباع نمط حياة صحي شامل».
◄ الكمية الآمنة أثناء الحمل:
أغلب التوصيات تميل إلى أن الحد الأعلى الآمن لمعظم الحوامل هو 200 ملغم يوميا. ولكن الطبيبة شددت على أن هذا ليس «ترخيصا مفتوحا».
وقالت: «هذه الكمية تعد سقفا يستحسن عدم تجاوزه. ومن الأفضل تقليل الكافيين قدر الإمكان في الأشهر الأولى من الحمل، وكذلك عند ارتفاع ضغط الدم، أو اضطرابات في النوم، أو القلق، أو تسرع ضربات القلب».


































