متابعات- نبض السودان

في واقعة مروعة هزت الرأي العام المصري، ألقت الأجهزة الأمنية في مديرية أمن القاهرة القبض على رجل بتهمة الاعتداء الجنسي المتكرر على ابنتيه داخل شقة العائلة، مستغلًا غياب والدتهما عن المنزل لتنفيذ جرائمه. الجريمة وقعت بمدينة 15 مايو، إحدى ضواحي العاصمة، وأثارت موجة من الصدمة والغضب في الشارع المصري.

بلاغ صادم يكشف تفاصيل مرعبة

تقدمت فتاتان ببلاغ رسمي إلى قسم شرطة 15 مايو، أفادتا فيه بتعرضهما لاعتداءات جنسية متكررة من والدهما، مؤكدتين أن الوقائع استمرت لأكثر من شهر. وبحسب أقوال الضحيتين، استغل الأب غياب والدتهما عن المنزل لينفذ جرائمه البشعة، وهددهما بالعنف إذا تحدثتا أو كشفتا ما جرى لأي شخص.

الفتاتان، وبعد معاناة وصمت دام طويلاً، قررتا كسر حاجز الخوف والتوجه إلى الشرطة لتحكي كل منهما ما عاشته داخل المنزل، فتم تسجيل البلاغ، وبدأت الجهات المعنية بالتحقيق فورًا.

تحرك أمني سريع وضبط المتهم

فور تلقي البلاغ، شرعت وحدة مباحث القسم في تقنين الإجراءات القانونية، وتمكنت من مداهمة الشقة السكنية التي يقطنها الأب مع ابنتيه، وأُلقي القبض عليه دون مقاومة.

في التحقيقات الأولية، أنكر الأب جميع الاتهامات المنسوبة إليه، زاعمًا أن ما جاء في أقوال الفتاتين مجرد أكاذيب نابعة من خلافات أسرية. إلا أن الأجهزة الأمنية حررت محضرًا بالواقعة وأحالت المتهم إلى النيابة العامة التي تولت مباشرة التحقيقات.

النيابة تبدأ التحقيق.. والشارع المصري ينتظر الحقيقة

باشرت النيابة العامة تحقيقاتها الموسعة، وطلبت عرض الفتاتين على الطب الشرعي لإجراء الفحوصات اللازمة، إلى جانب الاستماع لأقوال الشهود، تمهيدًا لاتخاذ الإجراءات القانونية المناسبة بحق المتهم.

الجريمة أثارت حالة من السخط الشعبي، لا سيما مع انتشار تفاصيل الواقعة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث عبّر كثيرون عن غضبهم من هذا النوع من الجرائم التي تُرتكب داخل البيوت التي يفترض أن تكون ملاذًا آمنًا للأطفال.

تصاعد جرائم العنف الأسري يثير القلق

هذه الجريمة تأتي في ظل تزايد القلق المجتمعي بشأن تنامي جرائم العنف الأسري والاعتداءات الجنسية داخل البيوت المصرية، وهي قضايا تتسم بالحساسية الشديدة في المجتمع نظرًا لطبيعتها المسكوت عنها اجتماعيًا وثقافيًا.

ووفقًا لتقرير صادر عن المجلس القومي للمرأة في مصر لعام 2024، شهدت البلاد ارتفاعًا بنسبة 15% في البلاغات المتعلقة بالعنف الأسري مقارنة بعام 2023، وهو مؤشر خطير على حجم المعاناة التي تعيشها بعض الأسر في الخفاء.

القانون المصري يواجه بحزم.. والسجن المؤبد عقوبة مرتقبة

تشدد القوانين المصرية، خاصة بعد التعديلات الأخيرة على قانون العقوبات، العقوبات على مرتكبي جرائم الاغتصاب، حيث تنص على عقوبة السجن المؤبد إذا كانت الضحية قاصرًا أو تحت وصاية الجاني، وهو ما ينطبق على القضية محل التحقيق.

وأكد خبراء قانونيون أن النيابة العامة، في حال ثبتت التهم الموجهة إلى الأب، لن تتهاون في المطالبة بتوقيع أقصى العقوبات عليه، وذلك لردع كل من تسوّل له نفسه ارتكاب مثل هذه الجرائم الفادحة بحق أقرب الناس إليه.

دعوات لحماية الأطفال وتشديد الرقابة داخل الأسر

في المقابل، دعت جمعيات حقوق المرأة والطفل إلى ضرورة تعزيز آليات حماية الأطفال داخل البيوت، وتفعيل دور الخطوط الساخنة والإبلاغ الآمن، بالإضافة إلى حملات توعية مجتمعية لكسر حاجز الصمت المحيط بجرائم العنف الأسري.

كما ناشدت المؤسسات التعليمية والاجتماعية بضرورة تدريب الأطفال على كيفية التبليغ عن أي سلوك مشبوه يتعرضون له، سواء داخل الأسرة أو خارجها، وضرورة توعية الأمهات بكيفية مراقبة الأبناء وتفسير التغيرات السلوكية لديهم.