متابعات- نبض السودان

عقد وزير الصحة السوداني د. هيثم محمد إبراهيم، سلسلة من الاجتماعات المهمة على هامش الدورة الـ78 للجمعية العمومية لمنظمة الصحة العالمية، المنعقدة بمدينة جنيف السويسرية، حيث التقى بنظيريه القطري منصور بن إبراهيم آل محمود، والأردني د. فراس الهواري، بحضور المندوب الدائم للسودان لدى الأمم المتحدة، السفير حسن حامد

التركيز على دعم ما بعد الحرب واستعادة الخدمات الطبية

اللقاءات التي جرت في أروقة المنظمة الأممية ركزت بشكل خاص على تعزيز العلاقات الصحية الثنائية بين السودان وكل من قطر والأردن، إلى جانب بحث مشاريع الدعم العاجل للقطاع الصحي السوداني، لا سيما في مرحلة ما بعد الحرب، التي ألقت بظلالها الثقيلة على البنية التحتية الصحية في البلاد

كما ناقش الوزراء الثلاثة سبل استعادة الخدمات الطبية الحيوية في العاصمة الخرطوم، بعد تحريرها من سيطرة مليشيا الدعم السريع، وعودة السيطرة الحكومية على مفاصل المدينة

عرض مفصل عن حجم الدمار والحاجة العاجلة لإعادة الإعمار

وقدّم وزير الصحة السوداني عرضًا تفصيليًا لنظرائه، استعرض خلاله الأوضاع الصحية الحرجة التي تواجهها البلاد حاليًا، خاصة ما يتعلق بحجم الدمار الذي طال المستشفيات والمراكز الطبية والمرافق الصحية الحيوية، مشيرًا إلى التحديات الهائلة التي تواجه الوزارة في إعادة تأهيل النظام الصحي الوطني، وضمان استمرارية الخدمات الطبية في مختلف الولايات

وأكد د. هيثم أن السودان يمر بمرحلة بالغة التعقيد، تتطلب تضافر الجهود الإقليمية والدولية لمساندته، لافتًا إلى أن صحة المواطنين تُعد من أبرز أولويات الحكومة السودانية في الوقت الراهن، كونها تمثل أحد أعمدة الأمن القومي

قطر والأردن تؤكدان الاستعداد لتقديم الدعم الفني واللوجستي

وأثمرت اللقاءات عن مواقف داعمة من الجانبَين القطري والأردني، حيث عبّر الوزيران منصور بن إبراهيم آل محمود وفراس الهواري عن استعداد بلديهما الكامل لتقديم كافة أشكال الدعم الفني واللوجستي للسودان، للمساهمة في إعادة بناء قدراته الصحية وتعزيز استقراره الداخلي

وأوضح الوزيران أن بلديهما يدركان أهمية دعم السودان في هذه المرحلة الدقيقة، خصوصًا أن استقرار الوضع الصحي هو ركيزة من ركائز عودة الحياة الطبيعية إلى المواطنين، وتمهيد الطريق للتنمية وإعادة الإعمار

دعوة سودانية لتعزيز التعاون الصحي الإقليمي والدولي

وخلال اللقاءات، شدّد الوزير السوداني على ضرورة تفعيل آليات التعاون الصحي بين الدول العربية، وتبادل الخبرات، ومضاعفة الاستثمارات الصحية في السودان، من خلال مشاريع مشتركة وشراكات استراتيجية، موضحًا أن المرحلة القادمة تتطلب رؤية جماعية لمواجهة التحديات التي خلفتها الحرب

وأكد أن الرسالة التي يحملها السودان إلى المجتمع الدولي واضحة: لا تنمية من دون صحة، ولا استقرار من دون نظام صحي متماسك، وأن الدعم الصحي ليس فقط عملاً إنسانيًا بل مسؤولية أمن قومي تشاركية

رسالة واضحة من السودان: الصحة خط الدفاع الأول

في ختام الاجتماعات، أكد وزير الصحة السوداني أن بلاده تعوّل كثيرًا على دعم الأشقاء العرب والمنظمات الدولية لتجاوز تحديات ما بعد الحرب، مشيرًا إلى أن السودان يمتلك كفاءات طبية كبيرة تحتاج فقط إلى بيئة آمنة وداعمة للعمل

وشدد د. هيثم على أن وزارة الصحة لن تدّخر جهدًا في إعادة بناء القطاع من جديد، وأن أي دعم يُقدَّم للسودان في هذا التوقيت سيساهم بشكل مباشر في إنقاذ الأرواح، وإعادة الأمل لآلاف المرضى والمصابين والكوادر الطبية