اخبار البحرين
موقع كل يوم -وكالة أنباء البحرين
نشر بتاريخ: ٢٥ كانون الأول ٢٠٢٥
الرباط في 25 ديسمبر /بنا/ نظّمت جائزة الملك فيصل، بالتعاون مع الرابطة المحمدية للعلماء بالمملكة المغربية، مساء الأربعاء، محاضرة علمية بعنوان «أعلام الفقه المالكي والذاكرة المكانية من خلال علم الأطالس»، وذلك في مقر الرابطة بالعاصمة الرباط.
وتناول الباحث السعودي الأستاذ سامي بن عبدالله المغلوث، الفائز بجائزة الملك فيصل لخدمة الإسلام لعام 2025، خلال المحاضرة المسارات التاريخية والجغرافية لانتشار المذهب المالكي، من خلال توظيف منهج علم الأطالس في عرض المعرفة الفقهية، مبينًا دور الجاذبية البصرية في تبسيط المعلومة وتقريبها للمتلقي.
وشهدت المحاضرة حضور الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء الدكتور أحمد عبادي، والأمين العام لجائزة الملك فيصل الدكتور عبدالعزيز السبيل، والمدير العام لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة «إيسيسكو» الدكتور سالم المالك، إلى جانب عدد من العلماء والباحثين والمختصين من مختلف المؤسسات العلمية في المغرب.
وجاءت هذه المحاضرة ضمن سلسلة من الأنشطة العلمية الهادفة إلى إبراز الأبعاد المعرفية والتاريخية للمذهب المالكي، حيث اعتمد المحاضر على عروض بصرية مدعّمة بالخرائط والرسوم البيانية، تناول فيها مدخل التشريع الإسلامي، ومختصرًا للسيرة النبوية ضمن مصفوفة زمنية تفاعلية، إضافة إلى مراحل انتشار الإسلام في عهد الخلفاء الراشدين.
واستعرض المغلوث تطور التشريع الإسلامي عبر محطات تاريخية متعاقبة، بدءًا من العهد النبوي، مرورًا بعصر الصحابة والتابعين، ثم مرحلة نشوء المدارس الفقهية وظهور الأئمة المجتهدين وتدوين الفقه، والتي شهدت تبلور المذاهب الفقهية الكبرى، مؤكدًا أهمية المنهج الأطلسي في عرض هذا الإرث العلمي.
كما قدّم خريطة زمنية توضّح بدايات تدوين الحديث النبوي ومراحل التصنيف فيه، مبرزًا المكانة العلمية للإمام مالك بن أنس، ودوره البارز في خدمة السنة النبوية وتأسيس المنهج الفقهي.
وتوقّف المحاضر عند المدارس المالكية، من بينها المدرسة المصرية التي تُعد أول مدرسة مالكية بعد مدرسة المدينة المنورة، ومدرسة الأندلس، إضافة إلى مدرسة فاس والمغرب الأقصى، التي أصبحت لاحقًا المرجع الأساس للمذهب المالكي في المغرب العربي والأندلس.
من جهته، أكد الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء الدكتور أحمد عبادي أن هذه المحاضرة تندرج ضمن مسار علمي تهدف من خلاله الرابطة إلى التعريف بالمذهب المالكي وتعميق فهم مفاهيمه وأصوله، باعتباره المذهب المعتمد في المغرب، مشيدًا بإسهام الأستاذ المغلوث في التقريب الأطلسي والخرائطي للمعرفة الفقهية والتاريخية.
وأشار عبادي إلى تطلع الرابطة المحمدية للعلماء إلى تنظيم متحف خاص بالفقه المالكي وأعلامه بمدينة فاس، باعتبارها إحدى الحواضن التاريخية والعلمية لهذا المذهب.
ويُذكر أن الأستاذ سامي بن عبدالله المغلوث نال جائزة الملك فيصل لخدمة الإسلام تقديرًا لجهوده البارزة في توثيق التاريخ الإسلامي وصون الذاكرة الحضارية زمانًا ومكانًا، من خلال إنجازه عددًا كبيرًا من الأطالس التاريخية والجغرافية الإسلامية التي تُرجمت إلى لغات عدة.
ع.ب, ع.إ

























