متابعات- نبض السودان

طالب السودان الأمم المتحدة باتخاذ إجراءات حاسمة وملموسة من أجل وقف جرائم قوات الدعم السريع والانتهاكات المستمرة التي ترتكبها بحق المدنيين وحقوق الإنسان في البلاد.

جاء ذلك خلال لقاء عقده السفير حسن حامد حسن، المندوب الدائم للسودان لدى الأمم المتحدة في جنيف، يوم الجمعة، مع مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك.

دعوة دولية للانتقال من الأقوال إلى الأفعال

قال السفير حسن حامد في تصريح صحفي عقب الاجتماع إن الوقت قد حان لكي ينتقل المجتمع الدولي، وعلى رأسه الأمم المتحدة، من مربع البيانات والمناشدات إلى اتخاذ إجراءات رادعة توقف خروقات الدعم السريع للقانون الدولي وجرائمها الممنهجة ضد المدنيين.

وأشار إلى أن بيانات الإدانة لم تعد كافية، بل يجب أن تُتبع بخطوات عملية لردع من وصفهم بمرتكبي الجرائم والانتهاكات الجسيمة التي تطال المدنيين في السودان يوميًا.

حصار الفاشر يفاقم الكارثة الإنسانية

أوضح السفير أنه قدّم للمفوض الأممي تنويرًا شاملاً حول الآثار الكارثية الناجمة عن استمرار الحصار الذي تفرضه قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور، وذلك رغم صدور قرارات أممية ومناشدات دولية تدعو إلى فك الحصار.

وحمّل الدعم السريع مسؤولية استخدام سياسة التجويع كسلاح لترهيب السكان ودفعهم إلى إخلاء المدينة، في وقت تتواصل فيه عمليات استهداف الأسواق والمرافق العامة بالمدافع والطائرات المسيّرة.

استخدام التجويع كسلاح ضد المدنيين

أكد حسن أن تجويع السكان يشكل جريمة حرب وجرائم ضد الإنسانية بموجب القانون الدولي الإنساني، مشيرًا إلى أن المدينة تعاني من نقص حاد في السلع الحيوية منذ أبريل 2024، ما أدى إلى انتشار الجوع الواسع ودفع كثيرًا من السكان إلى تناول علف الحيوانات للبقاء على قيد الحياة رغم أضراره الصحية.

الدعم السريع ترفض هدنة إنسانية والجيش يوافق

رفضت قوات الدعم السريع مقترح هدنة إنسانية مدتها أسبوع في مدينة الفاشر، كانت تهدف لتوصيل المساعدات الإنسانية، بينما وافق الجيش السوداني على المقترح الذي قدمه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش.

وحذّر السفير من أن هذا الرفض المتكرر من قبل الدعم السريع يعكس استهتارًا واضحًا بكل الدعوات الدولية والقرارات الأممية.

المجتمع الدولي مطالب بالكف عن الصمت

قال السفير حسن حامد إن تساهل المجتمع الدولي مع قوات الدعم السريع شجعها على المضي في ارتكاب الجرائم دون أي خوف من العقاب، لدرجة أنها باتت تزدري القرارات الدولية وحتى المبادرات الإنسانية.

وأوضح أن موقف الحكومة السودانية كان دائمًا إيجابيًا تجاه أي مبادرات تهدف لوقف نزيف الدم وتقديم العون الإنساني للمتضررين.

مجازر مرعبة في كردفان على يد الدعم السريع

كشف السفير عن فظائع ارتكبتها قوات الدعم السريع في ولايتي شمال وغرب كردفان، حيث وقعت مجازر مروعة في قرى مثل ود حامد، وشهدت مناطق شق النوم الشرقية والغربية وأبو قايدة وأم قرفة عمليات تصفية جماعية للمدنيين.

وأضاف أن هذه الجرائم تؤكد أن الهدف الحقيقي لقوات الدعم السريع هو تهجير السكان قسرًا من مناطقهم لخلق فراغ سكاني يمنع تقدم الجيش السوداني في تلك المناطق.

اتساع رقعة الجرائم لتشمل مناطق جديدة

أشار السفير إلى أن قوات الدعم السريع وسّعت هجماتها الوحشية خلال شهري يونيو ويوليو، لتشمل قرى إضافية في شمال وغرب كردفان، في إطار حملة منهجية تهدف إلى تفريغ تلك المناطق من سكانها وإحداث تغيير ديمغرافي يخدم أهدافًا عسكرية وسياسية مشبوهة.