د. ولاء حافظ -

يميل الكثيرون للبحث عن المكمّلات الغذائية الغنية بالفيتامينات والمعادن كنوع من التعويض عن سوء التغذية، وقد توجه كثيرون لتناول مكمل من «السبيرولينا» نظراً لفوائدها الكبيرة، حيث عمد البعض إلى تناولها على شكل قهوة صباحية تمتزج بها المتعة والتغذية.

والسبيرولينا هي نوع من أنواع الطحالب، لونها أخضر مائل للزرقة، وتنمو في المحيطات والبحيرات المالحة في المناخات شبه الاستوائية. وتعد من الأغذية الغنية بالمعادن والبروتينات.

وفي هذا الصدد تقول أيسلينغ بيجوت، اختصاصية التغذية المُعتمدة والمتحدثة باسم الجمعية البريطانية لاختصاصيي التغذية: «غالباً ما نعتبر السبيرولينا مُكملاً صحياً، وهي تُستخدم مصدرا غذائيا ذا فوائد صحية عديدة، منذ زمن طويل». وفق ما ورد في صحيفة التليغراف.

ما الفوائد الصحية للسبيرولينا؟

1 - غنية بالعناصر الغذائية

يقول روب هوبسون، اختصاصي التغذية ومؤلف كتاب «تخلص من مشاكل حياتك»: «تحتوي السبيرولينا على تركيز عالٍ من بعض الفيتامينات والمعادن. و15 غراماً (ملعقتان كبيرتان) من مكمل السبيرولينا النموذجي تحتوي على كامل الكمية الغذائية الموصى بها (RDA) من فيتامين B1 (الذي يحافظ على صحة الجهاز العصبي) وفيتامين B2 (الذي يحافظ على صحة الجلد والعينين). كما تُشير إلى أنها تحتوي أيضاً على كمية مناسبة من المغنيسيوم والكالسيوم». كما أنه غنيٌّ جداً بالبروتين النباتي، وهو غنيٌّ بفيتامين E، الذي يدعم صحة جهاز المناعة، ويوفر حوالي ثلث الحديد الذي نحتاجه يومياً، ولكن الجدير بذكره أن أجسامنا تجد صعوبةً في امتصاص الحديد من المصادر النباتية مثل الخضروات والحبوب الكاملة والطحالب (المعروف باسم الحديد غير الهيمي)، بينما يُمتصّ الحديد من المصادر الحيوانية مثل اللحوم والأسماك (حديد الهيم) بسهولة أكبر.

2 - غنية بمضادات الأكسدة

يوضح هوبسون أن مكمل السبيرولينا غني بمضادات الأكسدة، وخاصةً الفيكوسيانين، الذي يمنحه لونه الأزرق المخضر النابض بالحياة، وله خصائص مضادة للالتهابات. وتساعد مضادات الأكسدة على مقاومة ضرر الجزيئات غير المستقرة في الجسم، والتي تُسمى الجذور الحرة، والتي تُلحق الضرر بالخلايا والحمض النووي. وقد ثبت أن الفيكوسيانين، على وجه الخصوص، يُزيل الجذور الحرة، مما يعني أنه قد يُساعد في الحماية من الالتهابات. ومع ذلك، تُنتج أجسامنا بعض مضادات الأكسدة بنفسها، كما أن اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن غني بالفاكهة والخضروات سيوفر أيضاً إمداداً ثابتاً بمضادات الأكسدة، دون الحاجة إلى تناول أي مكملات غذائية.

3 - قد تساعد في خفض ضغط الدم والكوليسترول

يُشير هوبسون إلى أن «التجارب السريرية الصغيرة تُشير إلى أن السبيرولينا قد تُساعد في خفض ضغط الدم والكوليسترول الضار LDL، بل وتُحسّن مؤشرات التحكم في نسبة السكر في الدم. لكن الجرعات المُستخدمة لتحقيق هذه التأثيرات عادةً ما تكون أعلى مما يتناوله الناس عادةً على شكل مكملات غذائية.

كما أن الأدلة التي تشير إلى قدرة السبيرولينا على تحسين قراءات ضغط الدم ضعيفة مقارنةً بالأدلة القوية التي تُظهر أن اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن يُفيد ضغط الدم، وبالتالي صحة القلب».

4 - تخفف أعراض التهاب الأنف التحسسي

يُوضح هوبسون أن هناك بعض الأدلة على أن السبيرولينا قد تُخفف من التهاب الأنف التحسسي (حمى القش) نظراً لتأثيراتها المُضادة للالتهابات على الممرات الأنفية.

وقد وجدت إحدى الدراسات أن السبيرولينا تُقلل من إفرازات الأنف والاحتقان والعطاس والحكة المُصاحبة لحمى القش.

ومع ذلك، يُشير إلى أن هذا التأثير والفوائد الصحية الأخرى للسبيرولينا تتطلب إجراء المزيد من الدراسات البشرية واسعة النطاق لإثبات أن السبيرولينا تُسبب هذه التحسينات.

ويقول: «ما زلنا بعيدين عن القول إن السبيرولينا علاج شامل. أعتقد أنها غذاء وظيفي قد يُعزز الصحة كجزء من نظام غذائي شامل، وليست بديلاً عن أساسيات التغذية الجيدة».

◄ هل هناك أي مخاطر صحية؟

يقول هوبسون: «السبيرولينا آمنة بشكل عام عند الحصول عليها من منتجين موثوقين، ولكن من الضروري شراء منتج نظيف ومُختبر». ويوضح أن السبيرولينا المزروعة في بيئات غير خاضعة للرقابة قد تكون ملوثة بالمعادن الثقيلة أو البكتيريا الضارة. إضافة إلى ذلك، يجب على المصابين بحساسية الفينيل كيتون (PKU)، (حالة وراثية نادرة تظهر منذ الولادة، حيث لا يستطيع الجسم تكسير حمض أميني يُسمى فينيل ألانين الموجود في السبيرولينا)، تجنب تناول هذا المكمل الغذائي.

◄ هل تُنظف السبيرولينا الأمعاء؟

يوضح هوبسون أن السبيرولينا ليست غذاءً غنياً بالبروبيوتيك أو الألياف، لذا فهي لا تُغذي بكتيريا الأمعاء مباشرةً كما تفعل أشياء مثل الإينولين (الموجود في الفاكهة والخضروات والأعشاب) أو الأطعمة المخمرة. ولكن قد يكون لها تأثير غير مباشر في صحة الأمعاء. ولفت إلى أن «الدراسات على الحيوانات وبعض التجارب البشرية تُشير إلى أنها قد تُساعد في تقليل التهاب الأمعاء أو دعم الحاجز المعوي. إنها بالتأكيد ليست مفيدة لصحة الأمعاء مثل الكفير أو مخلل الملفوف، ولكنها قد تلعب دوراً داعماً في اتباع نظام غذائي صحي ومضاد للالتهابات».

إدخال السبيرولينا في النظام الغذائي

يعتبر مسحوق السبيرولينا الشكل الأكثر شيوعاً لهذا المكمل الغذائي، وتسهل إضافته إلى العصائر المصنعة أو الطازجة أو أطباق الزبادي. وحول ذلك يقول هوبسون: «انتبه، فهو يتمتع بنكهة ترابية قوية تشبه الأعشاب البحرية، وقد تطغى على أي طبق، لذا من الأفضل إقرانه بمكونات قوية النكهة كالحمضيات أو الزنجبيل أو التوت لتحقيق التوازن».

لا قاعدة ثابتة حول أفضل طريقة لتناول السبيرولينا، ولكن يُفضل إضافتها إلى الأطباق الباردة لأن الحرارة قد تُفقدها بعض العناصر الغذائية، ويقول هوبسون: «يُعتبر تناول ملعقة صغيرة (حوالي 3 إلى 5 غرامات) أمراً آمناً، ويمكنك تناولها يومياً، لكن الكمية الكبرى ليست دائماً الأفضل، لذا إذا كنت ستتناولها، فالتزم بتناولها باعتدال وبشكل منتظم كجزء من نظام غذائي متوازن».

هل تحرق السبيرولينا دهون البطن؟

يقول هوبسون: «هناك بعض الدراسات المحدودة التي تشير إلى أن مكملات السبيرولينا قد تساعد في فقدان الوزن بشكل طفيف، ويرجع ذلك على الأرجح إلى تأثيرها في الشهية أو الالتهاب، ومع ذلك، فإن فقدان الوزن معقد ويعتمد على عوامل عديدة، مثل النظام الغذائي ومستويات النشاط، لذلك من غير المرجح أن يكون للسبيرولينا بمفردها تأثير كبير في وزن الجسم».

وأكد أنه من الأفضل التركيز على النظام الغذائي ككل، وزيادة النشاط البدني بدلاً من الاكتفاء بشرب السبيرولينا.