اخبار السودان
موقع كل يوم -أثير نيوز
نشر بتاريخ: ٨ أيار ٢٠٢٥
الخبر:
فجر الخميس الموافق 1 أيار/مايو 2025، شنت قوات الدعم السريع هجوماً واسعاً على مدينة النهود من ثلاثة محاور، تمكنت خلاله من السيطرة على المدينة، بينما انسحب اللواء 18 التابع للجيش في اليوم التالي إلى مدينة الخوي. لم يكن الهجوم مفاجئاً تماماً، إذ سبقه حشد للقوات وتحذيرات عبر الوسائط الإعلامية.
التعليق:
لم يجد الناس في المدينة سوى القتل، والنهب، والترويع، في تكرار مرير لما جرى في مدن سابقة! وعلى الرغم من أن مدينة النهود لا تبعد سوى 211 كيلومتراً عن مدينة الأبيض، حيث تتمركز قوات ضخمة وآليات متحركة، لم تتحرك أية قوة لإنقاذها، لا قبل الهجوم ولا بعده، ما أثار تساؤلات عديدة!
وقد ازدادت تلك التساؤلات حدةً حين بدأت الطائرات الحربية اليوم في قصف مواقع قوات الدعم السريع داخل مدينتي النهود والخوي، بعد فوات الأوان.
هذا السيناريو ليس جديداً؛ فقد تم سابقاً حشد عشرات الآلاف من قوات الدعم السريع في الخرطوم، حيث تمركز 54 ألفاً منهم قرب القيادة العامة، وفقاً لما صرّح به الفريق ركن رشاد عبد الحميد إسماعيل، قائد القوات البرية السودانية، لقناة الجزيرة مباشر بتاريخ 1/3/2025. ومن الخرطوم، انتقلوا إلى ولاية الجزيرة، ثم إلى ولاية سنار، فشرق كردفان، فشمال النيل الأبيض، والآن إلى غرب كردفان. وفي كل محطة، تتكرر مشاهد النهب والقتل والتشريد وتدمير البنية التحتية بشكل ممنهج.
القلق الأكبر اليوم هو أن هذه الأحداث تُحدث جرحاً غائراً في النفوس وشرخاً عميقاً في المجتمع، ما قد يسهم في مخطط لتقسيم البلاد، خصوصاً في ظل محاولات فصل دارفور عن السودان.
ما يحدث اليوم هو جزء من مسلسل تفتيت الأمة الإسلامية، تماماً كما جرى ويجري في ليبيا وسوريا واليمن والعراق. ويبدو أن هذا المخطط يسير بخطا ثابتة نحو سايكس بيكو جديد، في اتجاه معاكس لما أراده الله لهذه الأمة. قال الله تعالى: ﴿وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ﴾، ﴿إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ﴾.
وقد تجلت الدعوة إلى الوحدة السياسية لهذه الأمة في قول النبي ﷺ: «إِذَا بُويِعَ لِخَلِيفَتَيْنِ فَاقْتُلُوا الْآخَرَ مِنْهُمَا»، وكذلك في حديثه ﷺ: «إِنَّهُ سَتَكُونُ هَنَاتٌ وَهَنَاتٌ، فَمَنْ أَرَادَ أَنْ يُفَرِّقَ أَمْرَ هَذِهِ الْأُمَّةِ وَهِيَ جَمِيعٌ فَاضْرِبُوهُ بِالسَّيْفِ كَائِناً مَنْ كَانَ»، وحديث: «مَنْ أَتَاكُمْ وَأَمْرُكُمْ جَمِيعٌ عَلَى رَجُلٍ وَاحِدٍ يُرِيدُ أَنْ يَشُقَّ عَصَاكُمْ أَوْ يُفَرِّقَ جَمَاعَتَكُمْ فَاقْتُلُوهُ». (رواه مسلم).
إن مسؤولية ما يحدث لا تقع على عاتق قوات الدعم السريع وحدها، بل على كل من غض الطرف وتراخى وصمت عن هذه الانتهاكات. وعلى أبناء هذه الأمة أن يعوا خطورة ما يُدبَّر لهم، فالأمر يتجاوز مدينة أو ولاية، بل يمس مستقبل السودان ووحدة المسلمين، وهم أمة واحدة من دون الناس.
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا للهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ﴾
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
المهندس حسب الله النور – ولاية السودان