مفرح الشمري

يأتي مسلسل «بيت السعد» كعمل درامي اجتماعي إنساني يحمل رؤية هادئة وعميقة، ويعكس توجها جديدا في الدراما الكويتية، ويقوم على التكثيف والجودة بعيدا عن الإطالة. ويقع المسلسل في 10حلقات، وسيعرض خلال شهر رمضان المقبل على شاشة تلفزيون الكويت، مستهدفا الأسرة بكل مكوناتها، وبخاصة فئة الأطفال وعلاقتهم بالعائلة.

يرتكز العمل على عاطفة الجد وعلاقته بأحفاده، بوصفها علاقة تتجاوز الرعاية التقليدية إلى شراكة وجدانية وتربوية. ومن خلال هذه العلاقة يفتح المسلسل أبوابا لمناقشة قضايا الطفولة، والتنشئة الأسرية، والحوار بين الأجيال، إضافة إلى رصد التحديات التي تواجه الأسرة المعاصرة في ظل التحولات الاجتماعية المتسارعة. ويطرح العمل هذه القضايا بلغة إنسانية بسيطة، دون مباشرة أو خطاب وعظي.

يعتمد «بيت السعد» على سرد متوازن وإيقاع هادئ، حيث تبنى الحلقات على مواقف حياتية يومية، تتصاعد دراميا عبر تفاصيل صغيرة لكنها مؤثرة. ويمنح قصر عدد الحلقات مساحة أكبر للتركيز على جوهر الفكرة، مع تكثيف المشاعر والأحداث، بما يضمن تفاعلا وجدانيا صادقا مع المشاهد.

المسلسل من تأليف وإخراج رمضان خسروه، في تجربة تجمع بين النص والرؤية البصرية ضمن إطار فني واحد، ما يضفي على العمل انسجاما واضحا في الطرح والمعالجة. ويقدم خسروه رؤية إخراجية تراهن على الصورة الهادئة، والأداء الصادق، والابتعاد عن المبالغة، بما يخدم الجو الإنساني العام للعمل.

يقود البطولة الفنان القدير سعد الفرج، الذي يجسد شخصية الجد بحس عال من الصدق والعمق الإنساني، مستندا إلى مسيرة فنية حافلة بالأعمال المؤثرة. ويعد «بيت السعد» التجربة الثانية التي تجمعه مع شركة كويت فيلم والمخرج رمضان خسروه الذي وصفه بـ«المريح»، بعد مسلسله السابق «ثلاثين حلقة» الذي عرض في رمضان الماضي، وهذا التعاون يعكس ثقة متبادلة ورغبة مشتركة في تقديم دراما ذات قيمة مختلفة.

والمسلسل يأتي ضمن توجه وزارة الإعلام لتقديم أعمال درامية قصيرة تعتمد على الجودة والمضمون، وتواكب ذائقة المشاهد المعاصر، وفي هذا السياق أشاد المشرف العام على العمل عبدالرحمن الدين بتوجه وزير الإعلام والثقافة ووزير الدولة لشؤون الشباب عبدالرحمن المطيري والوكيل المساعد لقطاع الإذاعة والتلفزيون تركي المطيري بالدعم الذي يقدمانه نحو تقديم وجبات درامية متنوعة خلال شهر رمضان تقع في عشر حلقات، وتسهم في تنويع الخارطة البرامجية.

وأشار إلى أن عرض فكرة المسلسل على الفنان سعد الفرج قوبل بردة فعل إيجابية ومتحمسة جاءت قريبة من حماس فريق العمل، ما عزز القناعة بالمضي قدما في المشروع، مؤكدا السعادة بتجديد التعاون معه بعد التجربة السابقة.

يمتاز «بيت السعد» بأجوائه الدافئة ولغته البصرية الهادئة واعتماده على تفاصيل المكان والأسرة كعناصر أساسية في السرد الدرامي، كما انه يمنح الأطفال مساحة تعبير حقيقية، ويعكس نظرة إنسانية تحترم وعيهم ومشاعرهم، دون تصنع أو افتعال.

يقدم مسلسل «بيت السعد» تجربة درامية إنسانية رصينة تعيد الاعتبار الى قيم الأسرة، وتسلط الضوء على دور الجد كحاضن وجداني وتربوي داخل البيت، وهو عمل قصير الحلقات، عميق الأثر، يراهن عليه صناعه ليكون إضافة نوعية للدراما الكويتية، ونموذجا لتوجه إنتاجي جديد يجمع بين الفن والرسالة الاجتماعية.

قصة مؤثرة

وأكد الفنان القدير سعد الفرج لـ«الأنباء» أن قصة المسلسل مؤثرة وتوضح غلاة الحفيد عند الجد، وانه في هذا المسلسل يجسد شخصيته الواقعية مع احفاده، واصفا تعامل المخرج رمضان خسروه بأنه تعامل مريح وانه يراعي سنه، «مشيدا بأفكار المخرج خسروه في الدراما، وانه من المخرجين المميزين الذين تعاون معهم.

وعن رأيه بتوجه الاعلام لتقديم اعمال درامية تقع في 10 حلقات قال انه يؤيده لأنه ليس مع الـ30 حلقة، مشيرا الى انه منذ دخوله التلفزيون في الستينيات واستحداثه شعبة التمثيليات لم يكتب أعمالا من 30 حلقة بل سباعيات وخماسيات وسهرات وأكثر مسلسل كتبه لم يتعد الـ15 حلقة، وتمنى في ختام حديثه أن يكون مسلسل«بيت السعد»هو بيت السعد الحقيقي لأهل الكويت والخليج والوطن العربي.

قضية حساسة

الإعلامي والناشط الاجتماعي حمد العلي الشهير بـ«حمد قلم» أكد أن فكرة التمثيل كانت لديه مستبعدة وعرضت عليه أكثر من مرة لكن هذه المرة عندما قرأ ورق المسلسل شعر بأنه مختلف عن أي عمل آخر لأنه يحمل قضية حساسة إضافة الى أن العمل يجمعه بقامة كبيرة بحجم الفنان القدير سعد الفرج، وأيضا الفنانة لمياء طارق التي تعجبه عفويتها بالتمثيل فقبلت ان أكون ضمن فريق العمل الذي يقوده مخرج متمكن مثل رمضان خسروه والشخصية التي سأجسدها في العمل لا تشبه شخصيتي الحقيقية في الواقع، وأتمنى ان تنال هذه التجربة النجاح لأنها شكل جديد في الأعمال الدرامية.

غياب 14 سنة

وقالت الفنانة لمياء طارق إنها سعيدة بالمشاركة في مسلسل« بيت السعد»الذي يجمعها بالفنان القدير سعد الفرج بعد غياب 14 سنة منذ مسلسل« بوكريم برقبته سبع حريم»، مؤكدة ان العمل مع «العم بوبدر» له طعم ثان ويضيف لأي شخص لأنه قامة كبيرة، واتمنى ان نوفق في هذا المسلسل الذي كتبه وأخرجه رمضان خسروه الذي أعتبره من المخرجين الذين يملكون افكارا مبتكرة في الدراما.

واضافت: مسلسل«بيت السعد» أسري تربوي يدخل كل البيوت ويتناول عدة قضايا بأسلوب جميل مع التركيز على العادادت والتقاليد التي جبل عليها أهل الكويت والخليج.

حماية الأطفال

من جهته، قال كاتب ومخرج المسلسل رمضان خسروه انه سعيد بالتعاون للمرة الثانية مع القامة الكبيرة سعد الفرج الذي سيجسد دور الجد في مسلسله، خصوصا أن مثل هذه الدور بدأ يتلاشى الفترة السابقة في الأعمال الدرامية، مؤكدا أنهم في هذا العمل سيعيدون بقوة دور الجد في الأسرة وكيفية المحافظة عليها وحماية الاطفال من التحولات التي تحدث حولهم، بالاضافة الى ان المسلسل سيلط الضور على امور اسرية وقانونية نتمنى التعامل معها لإيجاد حلول لها.

وأشار خسروه الى انه مع قرار وزارة الاعلام تقديم اعمال درامية من 10 حلقات، وهي تجربة نتمنى لها النجاح، وهي تواكب العصر، مشيرا الى انه اول من انتفد الـ30 حلقة من خلال مسلسله الذي حمل عنوان«ثلاثين حلقة» وعرض برمضان الماضي، موضحا ان من مساوئ الـ30 حلقة انها تتضمن العديد من أشكال المط والتطويل للوصول للساعة التلفزيونية المطلوبة.

فريق عمل «بيت السعد»

تأليف واخراج رمضان خسروه، اشراف عام عبدالرحمن الدين، فريق ورشة الكتابة: عصام الكاظمي، سعود التميمي، أيمن شحيمي، مدير الاضاءة والتصوير مارك كينفيلد، فوكس بولر فيصل الجنديل، قفر الإضاءة حسين فتحي، فني اضاءة محمد سيد، حسن عبد السلام، مهندس الصوت حسين الفيلكاوي، مساعد صوت علي مظلوم، مهندس الديكور علي الصايغ، مساعد ديكور احمد النبوي، خبيرة المكياج ملاك العنزي، خبيرة الشعر هبة العنزي، مساعد مخرج أول حسين الفودري، مساعد مخرج ثاني دانييل عارفي، مساعد مخرج ثالث عماد نمري، مدرب تمثيل الأطفال هنادي قربان، مدير إدارة الانتاج جمال نزال، مدير الإنتاج غازي العنزي، منفذي الإنتاج احمد سعد، عبدالله جمال، نزال غازي، متابعة وتنسيق ايمن شحيمي، مونتاج وليد حسن، تصوير فوتوغرافي حسن يوسف، حسني هلال، موسيقى د.محمد دشتي، الأطفال: علي الحسيني، ترف العنزي، راكان العجمي، غادة العنزي، بطولة: سعد الفرج، لمياء طارق، حمد قلم، أليسا الشمالي.