قدّمت جمهورية السودان، يوم الخميس الموافق 2 مايو 2025، مرافعتها الشفوية أمام محكمة العدل الدولية، في إطار جلسات طلب الرأي الاستشاري المقدّم من الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن التزامات إسرائيل القانونية تجاه وجود ونشاطات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والدول الاخرى في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية.

وقد ألقت المرافعة سعادة السفيرة أميمة الشريف القائم بالأعمال بالإنابة، ممثلة السودان لدى المحكمة، التي أكّدت في مستهلّ حديثها التزام السودان الثابت بمبادئ ميثاق الأمم المتحدة، وعلى رأسها الرفض القاطع للاستيلاء على الأراضي بالقوة، مشيرة إلى أن الإجراءات التي اتخذتها إسرائيل بحق وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) تمثّل انتهاكًا خطيرًا للقانون الدولي وتُقوّض النظام القانوني الذي يحكم عمل المنظمات الدولية.

وسلّطت مرافعة السودان الضوء على الأهمية الحيوية للأونروا بوصفها شريان حياة لملايين اللاجئين الفلسطينيين في ظل الانهيار المتسارع في البنى التحتية الصحية والتعليمية في الأراضي الفلسطينية، داعية المحكمة إلى النظر بجدية في عواقب تقويض عمل الوكالة الأممية.

وخلال الجزء الثاني من المرافعة، قدّم البروفيسور فابيان رايموندو المستشار القانوني لسفارة السودان بلاهاي، عرضًا قانونيًا مفصلًا نيابة عن السودان، دافع فيه عن مقبولية طلب الرأي الاستشاري، مؤكّدًا أن الاعتراضات التي تقدّمت بها إسرائيل لا تشكّل موانع قانونية حقيقية أمام المحكمة.

كما شدد على أن للفلسطينيين الحق في إقامة علاقات مع الدول والمنظمات الدولية، وأن أي تدخل من إسرائيل في هذا الشأن يُعد خرقًا لحق تقرير المصير.

وفي ختام المرافعة، عادت السيدة القائم بالأعمال بالإنابة لتؤكد أن إسرائيل، بصفتها قوة احتلال وعضوًا في الأمم المتحدة، مُلزمة باحترام وجود ونشاطات الأمم المتحدة في الأراضي المحتلة، وملزمة كذلك باحترام امتيازات الأمم المتحدة وحصاناتها وخلصت إلى أن تصرفات إسرائيل الأخيرة تمثّل انتهاكًا صارخًا لاتفاقية عام 1946 وميثاق الأمم المتحدة، داعية المحكمة إلى إصدار رأي استشاري واضح يحمي المبادئ القانونية الدولية ويصون احترام القانون الدولي الإنساني.