متابعات- نبض السودان

أعربت الأمم المتحدة عن قلق بالغ إزاء تقارير متزايدة تشير إلى استعدادات عسكرية لقوات الدعم السريع لشن هجوم محتمل على مدينة الأبيض، عاصمة ولاية شمال كردفان، في تطور وصفته المنظمات الدولية بـ'المقلق والخطير' وسط تصاعد الانتهاكات وسقوط أعداد كبيرة من الضحايا المدنيين في مناطق النزاع.

تقارير عن حشد قوات الدعم السريع باتجاه الأبيض

وفقًا لبيان صادر يوم الخميس 17 يوليو عن فولكر تورك، مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فإن الوضع الأمني في شمال كردفان بات أكثر هشاشة بعد توالي تقارير تشير إلى تحشيد قوات الدعم السريع لمقاتليها على مشارف الأبيض.

وأشار تورك إلى أن التحركات العسكرية هذه تأتي في أعقاب هجمات دموية شهدتها ولاية شمال كردفان مؤخرًا، وعلى وجه التحديد مدينة بارا، حيث استُهدف السكان المدنيون في عمليات وصفت بأنها 'وحشية'.

عشرات القتلى في بارا و300 ضحية بحسب منظمات مدنية

وسجلت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، بحسب بيانها، مقتل نحو 60 مدنيًا في مدينة بارا إثر هجمات شنتها قوات الدعم السريع في 10 يونيو، بينما أفادت منظمات مجتمع مدني بأن عدد القتلى قد تجاوز 300 ضحية، مما يزيد المخاوف من تصاعد غير مسبوق في الانتهاكات بحق المدنيين.

الجيش السوداني متهم بغارات دموية غرب كردفان

في المقابل، لم تخلُ تقارير الأمم المتحدة من توجيه اتهامات للجيش السوداني أيضًا، حيث رصدت غارات جوية نُفذت بين 10 و14 يوليو استهدفت قريتين في ولاية غرب كردفان، وأسفرت عن مقتل 23 شخصًا وإصابة 30 آخرين، إضافة إلى مجزرة جوية في بارا بتاريخ 17 يوليو، أسفرت عن مقتل 11 شخصًا من أسرة واحدة، بحسب منصة 'أخبار الأمم المتحدة'.

مفوض الأمم المتحدة: الأطراف المتحاربة تستخف بحياة المدنيين

وأعرب فولكر تورك عن أسفه العميق لاستمرار المعارك وسقوط المدنيين الأبرياء، مؤكدًا أن أكثر ما يثير القلق هو أن النزاع في السودان يدخل عامه الثالث، دون أن يظهر أي من الأطراف المتحاربة احترامًا لسلامة المدنيين أو التزاماتهم بموجب القانون الدولي.

وقال تورك: 'من المؤسف أنه بعد أكثر من عامين على اندلاع النزاع، لا تزال الأطراف المتحاربة تُظهر استخفافًا صارخًا بحياة المدنيين وسلامتهم'، في إشارة مباشرة إلى فشل الجانبين في الالتزام بأي معايير إنسانية.

الفاشر في دائرة الخطر مجددًا

وأكد مفوض الأمم المتحدة السامي على استمرار قلقه بشأن مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، التي تتعرض منذ أسابيع لهجمات متكررة من قبل قوات الدعم السريع، كان آخرها هجوم بري عنيف وقع في 11 و12 يوليو، وأسفر عن سقوط ضحايا من المدنيين، ما ينذر بانفجار إنساني جديد في الإقليم.

الأمم المتحدة تحذر من كارثة إنسانية

وحذر تورك من أن استمرار التصعيد في ولايتي شمال دارفور وكردفان سيضاعف من المخاطر الإنسانية الهائلة التي تهدد أرواح المدنيين، مشيرًا إلى أن الحرب في السودان ألحقت معاناة 'لا توصف' بالسكان، خاصة النساء والأطفال وكبار السن.

ودعا تورك الأطراف المتحاربة إلى وقف فوري للتصعيد، مشددًا على ضرورة احترام القانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان، لا سيما ما يتعلق بحماية المدنيين والمنشآت الحيوية.

نداء عاجل للمجتمع الدولي

وفي نداء واضح وصريح، طالب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان الدول ذات التأثير الدولي بالتدخل العاجل، والضغط على أطراف النزاع في السودان لوقف الهجمات، والتوصل إلى حلول تحقن الدماء، وتسمح بإيصال المساعدات الإنسانية بشكل آمن ومستمر ودون عوائق.

الأمم المتحدة تطالب بإجراءات قانونية ومحاسبة المتورطين

كما شدد تورك في ختام بيانه على أهمية التحقيق المستقل والشفاف في جميع الانتهاكات التي حدثت خلال النزاع، مع محاسبة المسؤولين عنها، مشيرًا إلى أن الإفلات من العقاب يشجع على استمرار الجرائم بحق المدنيين.

وأكد أن الأمم المتحدة تواصل رصد وتوثيق الانتهاكات في مختلف مناطق السودان، وستظل تضغط من أجل إنصاف الضحايا، وإعلاء صوت الإنسانية في وجه آلة الحرب.