اخبار الكويت
موقع كل يوم -جريدة الأنباء
نشر بتاريخ: ٨ تموز ٢٠٢٥
نظمت لجنة المسابقات باتحاد كرة القدم في الموسم المنقضي 2024/2025 مسابقة دوري الرديف أو ما تمت تسميته ببطولة «دوري بلو» لفرق تحت 21 سنة مع مشاركة ثلاثة لاعبين من الفريق الاول، ولم يسمح للاعبين المحترفين بالمشاركة،
اذ كانت الغاية منها منح الفرصة للاعبين المحليين لخوض دقائق لعب أكثر والحفاظ على جاهزيتهم لدعم الفريق الأول. وتبدو الفكرة بحد ذاتها جيدة لكنها اصطدمت بالعديد من المشاكل على ارض الواقع، ما أفقدها أهميتها. «الأنباء» استطلعت آراء عدد
من المدربين ممن شاركوا في المسابقة وقد شخصوا العوائق والمشاكل التي رصدوها وواجهوها وقللت من مردود البطولة الفني الذي كان متوقعا، مشيرين إلى انها لم تستثمر بالشكل المطلوب، وفيما يلي تفاصيل آراء الرياضيين.
أجرى التحقيق - مبارك الخالدي
في البداية، قال مدرب فريق العربي محمد السلمان (انتقل إلى الجزيرة) ان فكرة دوري بلو ومشاركة المحليين من الفريق الاول كان من المفروض ان تطبق بشكل افضل من الأندية، فالغاية من اقامة البطولة بشكل عام هي منح الفرصة للفرق واللاعبين، وكان من الممكن ان تفيد الأندية بشكل ممتاز لكن مع الأسف أغلبية الأندية لم تستثمرها بالشكل الصحيح ولم يشارك لاعبوها بشكل جيد في المسابقة، لذلك باعتقادي انها لم تنجح كما خطط لها وبالشكل المطلوب.
من جهته، قال مدرب الجهراء نواف جابر لقد كانت تجربة غير مفيدة بدليل إلغائها الموسم المقبل اذ كانت فقط عبارة عن تجميع للاعبين ولم يستفد منها الكثير من الاندية، مضيفا ان لدى عدد من الاندية مشكلة رئيسية حول هذه المرحلة السنية أو المرحلة ما قبل الفريق الاول التي تعتبر اهم مرحلة لكل فريق لأنها الداعم للفريق الاول والمشكلة أنها تفتقد الاهتمام من الأندية وهي «فئة مظلومة بمعنى الكلمة».
وذكر جابر ان بطولة دوري بلو، مع الأسف، كانت تجربة غير مفيدة والعودة الى دوري تحت 20 وهو القرار الأصوب، لكننا نتمنى زيادة الاهتمام باللاعبين الصاعدين وعدم عرقلة مشاركتهم مع الفريق الأول، ما يسبب لهم توقفا وانقطاعا عن ممارسة الكرة وهي كارثة فنية، حيث يسعى اللاعب للتغلب عليها بالانتقال من ناد إلى آخر، ما يخلق فجوة كبيرة في المستوى رغم انه كان مميزا ومشروع لاعب واعد في ناديه وللمنتخب، والسبب في هذا سوء التخطيط أو أحيانا عدم التفاهم بين مدربي الفريق الاول والشباب، وفي النهاية الضحية هي شريحة اللاعبين، لذلك هي تجربة راحت ونتمنى ألا تعود.
وقال مدرب القادسية محمد جاسم إن دوري بلو كان خطوة إيجابية من حيث الفكرة، لكنها لم تحقق الأثر المرجو بسبب غياب التخطيط والرقابة الواضحة، ورغم أن الهدف المعلن كان إعطاء اللاعب الكويتي فرصة أكبر، فإن التطبيق اختلف كثيرا بين الأندية، فبعض الفرق نافست باستخدام لاعبين من الفريق الأول، وبعضها شارك بلاعبين مصابين أو غير جاهزين بدنيا لتأهيلهم، بينما بعضها الآخر حاول فعلا إعداد المواهب الشابة، لكن دون دعم منظم من الاتحاد.
وأضاف انه لم تكن هناك رقابة حقيقية على الأعمار، وشاهدنا لاعبين كبارا في السن يشاركون دون أي فائدة مستقبلية، كما أن غياب الحوافز الموجهة للأندية التي تطور اللاعبين أضعف من جدية التجربة.
وذكر أن المسابقة عانت مشاكل كبيرة مثل التأجيلات المتكررة، حيث بدأت أول مباراة في يناير رغم أن الفرق استعدت منذ أغسطس، ولعبت بنظام القسم الواحد فقط بـ 13 مباراة خلال 5 أشهر. كذلك افتقرت إلى التغطية الإعلامية.
وقال إن هناك نماذج إيجابية مثل نادي القادسية، لكن ما تحقق لم يكن بفضل دوري بلو بحد ذاته، بل نتيجة مباشرة لجرأة مدرب الفريق الأول زيلكو بيتروفيتش، الذي امتلك الشجاعة لاتخاذ قرارات فنية تخدم مصلحة النادي على المدى البعيد، من خلال تصعيد وتجربة لاعبين من فريق تحت 21. وكان هناك تنسيق وتعاون مباشر بيني وبينه، سواء في تأهيل اللاعبين نفسيا وبدنيا، أو في تهيئتهم لتجاوز الفجوة بين الفريقين. هذا التعاون أسهم في تمهيد الطريق لعدد من اللاعبين الشباب للظهور مع الفريق الأول.
وأشار جاسم إلى مقترح يسهم في رفع مستوى البطولات المحلية، وقال «أقترح تطوير الدوري عبر عدة مسارات: أولها وضع سقف عمري للاعبين المشاركين من الفريق الأول لضمان وجود فائدة حقيقية للاعبين الشباب، مع إلزام الأندية بتوفير جهاز فني متخصص لفئة تحت 21، يضم مدرب لياقة بدنية ومحلل أداء يعمل بشكل حصري مع هذه الفئة. كما يجب تخصيص ميزانية رسمية لكل ناد لتغطية تكاليف المعسكرات الداخلية والخارجية، بهدف رفع جاهزية الفريق وتوفير بيئة احترافية تحاكي متطلبات الفريق الأول. بالإضافة إلى ذلك، من الضروري اعتماد جوائز تطويرية تركز على جودة العمل الفني وليس فقط على النتائج، مثل جائزة تمنح للنادي الذي صعد لاعبين شاركوا فعليا في الفريق الأول، وجائزة للنادي الذي التزم بخطة تطوير واضحة، وأشرك لاعبين تحت 21 بشكل منتظم، إلى جانب جائزة لأفضل بيئة تطويرية تمنح للنادي الذي وفر للاعبيه استقرارا فنيا ودعما بدنيا ونفسيا فاعلا».
بدوره، اعتبر مدرب الصليبخات مصطفى مراد ان البطولة تجربة ناجحة بكل المقاييس، ومفيدة جدا للفريق الاول وحتى للمراحل السنية تحت 20 سنة، حيث كان هناك تنافس وندية بين جميع الفرق وكسر احتكار فرق الكويت لبطولة تحت 20 لعدة مواسم، وكذلك اختفت النتائج الكبيرة للكويت والقادسية التي كانت تفوز بها، فقد تعثر الفريقان بالتعادل مع فرق صغيرة ما أفقدهما اللقب، وهذا دليل على قوة المنافسة.
ولفت إلى أن لاعبي الفريق الاول أضافوا لدوري بلو، خصوصا سد النواقص الطبيعية بسبب التوقفات او الاصابات او الدراسة او السفر، لكن مع الأسف كان الأمر السلبي هو استبعاد دوري مواليد 2003 و2004 ما تسبب في تكدس اللاعبين، وبالتالي تسربهم إلى فرق أخرى، ما يفقد الفرق الكبيرة مخزونها من اللاعبين، لكن بشكل عام كانت تجربة دوري بلو جيدة وناجحة.