متابعات- نبض السودان

أكد الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، في تصريح خاص لـ«نبض السودان»، أن هناك احتمالًا كبيرًا لحدوث فيضانات على جانبي النيل الأزرق والنيل عند الخرطوم مع نهاية أغسطس المقبل، وذلك نتيجة تخبط في تشغيل سد النهضة وتزامن ذلك مع زيادة معدلات هطول الأمطار في الهضبة الإثيوبية.

بحيرة السد شبه ممتلئة وفشل في تشغيل التوربينات

وأوضح شراقي أن بحيرة سد النهضة شبه ممتلئة حاليًا بحوالي 55 مليار متر مكعب من المياه، ولم تُستخدم تلك المياه خلال الأشهر الماضية، في استثناء غير معتاد هذا العام، نتيجة لفشل تشغيل التوربينات. وأشار إلى أن استمرار هذا الوضع في السنوات المقبلة قد يؤدي إلى مخاطر أكبر، مشيرًا إلى أن هذا العام سيشهد على الأرجح إمرار كامل الفيضان الطبيعي للنيل الأزرق في نهاية يوليو.

زيادة متوقعة في الأمطار وفق نماذج مركز إيجاد

ولفت شراقي إلى أن التخبط في تشغيل السد يتزامن مع توقعات بزيادة معدلات هطول الأمطار هذا العام، طبقًا لنماذج مركز إيجاد (IGAD) للتنبؤات المناخية والتطبيقات، ما يعزز من فرص حدوث فيضانات واسعة النطاق.

الفيضان مصدر رئيسي للري رغم مخاطره

ورغم ما تحمله الفيضانات من مخاطر وأضرار على بعض السكان في السودان، شدد شراقي على أن الفيضان يظل المصدر الرئيسي للري الفيضي بالنسبة لعدد كبير من المزارعين على امتداد النيل الأزرق.

وأكد أن هؤلاء المزارعين حُرموا من مياه النهر في العامين الماضيين (2023 و2024) بسبب عمليات التخزين الكبيرة في سد النهضة، التي بلغت نحو 43 مليار متر مكعب.

غياب شبكات الري زاد من معاناة المزارعين

وأشار شراقي إلى أن معاناة المزارعين السودانيين تضاعفت بسبب غياب شبكات الري التعويضية التي كان من المفترض أن تُقام لضمان وصول المياه إلى الأراضي الزراعية في ظل غياب الفيضانات. وأكد أن الظروف التي تمر بها السودان منذ إبريل 2023 حالت دون تنفيذ مثل هذه المشروعات الحيوية.

الدعاء لشعوب وادي النيل

وفي ختام تصريحه لـ«نبض السودان»، دعا الدكتور عباس شراقي الله أن يحفظ شعوب وادي النيل من أخطار الفيضانات والتقلبات المناخية.