اخبار المغرب
موقع كل يوم -مباشر
نشر بتاريخ: ٣٠ كانون الأول ٢٠٢٥
مباشر- ارتفعت أسعار الذهب طفيفاً في التداولات الآسيوية، اليوم الثلاثاء، بعد انخفاض حاد من مستويات قياسية في الجلسة السابقة، مع تراجع عمليات جني الأرباح في نهاية العام، وإعادة تقييم المستثمرين لمجموعة من التوترات الجيوسياسية.
وسجل سعر الذهب الفوري 4362.30 دولاراً للأونصة بحلول الساعة 00:12 بتوقيت شرق الولايات المتحدة (06:12 بتوقيت غرينتش)، مرتفعاً بنسبة 0.7%. كما صعدت العقود الآجلة للذهب الأمريكي تسليم فبراير بنسبة 0.8% إلى 4.37875 دولاراً للأونصة. وسجل المعدن الأصفر مستوى قياسياً بلغ 4549.71 دولاراً للأونصة يوم الجمعة الماضي، لكنه تراجع بشكل حاد عن تلك المستويات يوم الاثنين وسط عمليات جني الأرباح، بحسب موقع 'إنفستنج'.
وتعرضت المعادن النفيسة الأخرى لضغوط أيضاً. فقد انخفضت أسعار الفضة والبلاتين، اللذان سجلا ارتفاعات إلى مستويات قياسية أو أعلى مستوياتها في عدة سنوات بالتزامن مع الذهب، بشكل حاد يوم الاثنين مع خروج المتداولين من مراكز الشراء. على الرغم من التراجع السعري الأخير، تظل البيئة الكلية داعمة وبقوة للمعدن الأصفر؛ إذ تتقاطع الضغوط الجيوسياسية المتصاعدة مع ضعف الدولار وتوقعات السياسة النقدية التيسيرية للاحتياطي الفيدرالي لعام 2026، مما يشكل شبكة أمان قوية تمنع هبوط الأسعار بشكل حاد.
وتصدرت المشهد تصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأخيرة، التي أعلن فيها مراجعة موقف موسكو التفاوضي تجاه الأزمة الأوكرانية عقب هجمات بطائرات مسيرة استهدفت مقر إقامته. هذا التصعيد الجديد ألقى بظلال من الشك على جهود السلام المتعثرة التي تقودها واشنطن، مما عزز من مكانة الذهب كخيار استراتيجي للتحوط من المخاطر.
ولم تقتصر المخاوف على الجبهة الأوروبية فحسب، بل امتدت لتشمل الشرق الأوسط؛ إذ أدت تحذيرات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الموجهة لإيران بضربات عسكرية في حال استئناف برنامجها النووي إلى زيادة حالة القلق في الأسواق. في آسيا، تعرّضت معنويات المستثمرين لاختبارات إضافية بعد أن أطلقت الصين مناورات عسكرية بالذخيرة الحية استمرت نحو عشر ساعات حول تايوان اليوم الثلاثاء. هذه التوترات المتزامنة تضمن بقاء الطلب على الملاذات الآمنة في مستويات مرتفعة، مما يوفر دعماً جوهرياً لمعنويات المستثمرين في سوق المعادن النفيسة.
وتتجه أنظار المستثمرين صوب محضر اجتماع السياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي؛ إذ يُنتظر أن يكشف التقرير عن رؤى صانعي السياسة تجاه التضخم، النمو، وأسعار الفائدة. وستكون هذه التفاصيل حاسمة في إعادة رسم التوقعات حول وتيرة التيسير النقدي المرتقب وموعده الدقيق خلال الفترة القادمة.
وفي سياق متصل، استعادت المعادن النفيسة والصناعية توازنها، اليوم الثلاثاء بعد موجة التراجع الأخيرة؛ حيث قفزت الفضة بنسبة تقارب 3% لتستقر عند 74.32 دولاراً للأونصة، محاولةً تقليص خسائرها بعد التراجع من قمتها القياسية عند 83.62 دولاراً. كما سجل البلاتين ارتداداً إيجابياً بنسبة 2.1% إلى 2154.60 دولاراً، مستجمعاً قواه بعد انزلاق حاد بلغت نسبته 14% في الجلسة السابقة. وارتفعت العقود الآجلة للنحاس في بورصة لندن للمعادن بنسبة 2.4% إلى 12501.20 دولاراً للطن، فيما صعدت العقود الآجلة للنحاس الأمريكي بنسبة 2.5% إلى 5.71 دولاراً للرطل.
وتشير البيانات الفنية إلى أن استقرار الذهب فوق مستويات دعم رئيسية قد يمهد الطريق لموجة صعود جديدة إذا ما ظهرت محفزات اقتصادية إضافية. ومع ذلك، يظل الدولار القوي أحد العوائق الرئيسية التي تحد من مكاسب الذهب في المدى القصير، مما يجعل السوق في حالة ترقب لبيانات التضخم والتوظيف المقبلة التي سترسم ملامح السياسة النقدية للمرحلة المقبلة.



































