استنكر تحالف المنظمات غير الحكومية الصحراوية، بشدة، استهداف ضواحي مدينة السمارة بـ'مقذوفات متفجرة عشوائية'. ووصف التحالف هذا العمل بـ'العدائي'، مؤكدا أنه يشكل 'انتهاكا صارخا' للسيادة المغربية على أراضيها و'مخالفة صريحة' للقوانين والأعراف الدولية.

وكانت مدينة السمارة قد شهدت أمس الجمعة على وقع انفجارات في منطقتها الغربية، مما دفع السلطات الأمنية إلى حالة استنفار، وذلك بعد سماع دوي قوي في عدة أحياء وسقوط ما بين 4 و5 قذائف أطلقتها البوليساريو قرب حي 'لازاب' المحاذي لمقر 'المينورسو'، حيث تصاعدت أعمدة الدخان دون تسجيل خسائر بشرية أو مادية، الأمر الذي استدعى توافد العشرات من السكان إلى مكان الحادث بدافع الفضول.

وأعرب التحالف في بيان توصلت جريدة 'العمق' بنسخة منه عن 'انشغاله العميق' إزاء 'لجوء تنظيم البوليساريو بشكل مستمر ومن طرف واحد إلى خرق اتفاق وقف إطلاق النار المعتمد برعاية الأمم المتحدة'. وحذر البيان من 'أثر' هذه التصرفات على 'تهديد الاستقرار والأمن في المنطقة بأسرها'.

كما أعلن التحالف عن 'رفضه التام' لاستمرار 'التصعيد العدائي' من جانب البوليساريو ضد المغرب، معبرا عن استيائه من 'الرعاية والصمت الجزائري المريب' المصاحب لهذه الأعمال، ومنددا بـ 'محاولاتهما لتوسيع فضاء الأعمال الانتقامية على حساب سعي المجتمع الدولي إلى الحث على إيجاد حل سياسي عادل وواقعي متفاوض بشأنه'.

ولفت تحالف المنظمات غير الحكومية الصحراوية الانتباه إلى أن 'هذا الانتهاك الخطير يُعد تحديا حقيقيا لمبادئ القانون الدولي الإنساني، خاصة فيما يتعلق بحماية المدنيين في المناطق الحضرية المكتظة بالسكان المدنيين'.

وقابل التحالف بـ 'الرفض' ما يروج له تنظيم البوليساريو من 'قصف لمواقع عسكرية'، مؤكدا أن هذا يتعارض مع 'مبدأ التمييز' في ظل 'غياب مراقبة من السلطات الجزائرية لحدودها الوطنية وسماحها لجهة فاعلة غير حكومية عنيفة بالعبث بشروط الاستقرار والأمن بشمال أفريقيا من الداخل الجزائري، واعتماد تكتيكات عشوائية في تقويض مساعي الأمم المتحدة'.

وكشف التحالف عن توثيقه 'عثور السلطات المحلية بمدينة السمارة على قذائف في المناطق المتاخمة للمركز الحضري للمدينة'. واعتبر البيان أن هذا العمل 'محاولة يائسة لضرب وحدة المملكة المغربية الترابية وترويع المدنيين الآمنين في انتهاك صريح لأعراف النزاعات، ومحاولة الاستهداف العمدي لبيئة حضرية مدنية، لفرض وضع جديد غير مستقر بالصحراء، وسعي البوليساريو إلى تحقيق مكاسب تكتيكية في إطار محاولة التخلص من الضغط الدولي المتزايد الداعي للانخراط في مسار تفاوضي في أفق التوصل إلى حل سياسي عادل دون شروط مسبقة'.

وناشد تحالف المنظمات غير الحكومية الصحراوية المجتمع الدولي 'الإدانة الصريحة لهذا العمل العدائي' و'إعلان رفضه الشديد لتلك السلوكات المقوضة للأمن والاستقرار في شمال أفريقيا'.

وحمّل التحالف 'الدولة المضيفة لمخيمات تندوف المسؤولية الكاملة عن هذا التصعيد الميداني'. كما شجع مجلس الأمن الدولي على 'الوفاء بالتزاماته في ارتباط بالحفاظ على السلام والأمن الدوليين واتخاذ تدابير فورية لترتيب المسؤوليات، واعتبار تهديد سيادة المملكة المغربية على أراضيها انتهاكا صارخا وتعريضا لأمن منطقة شمال أفريقيا للخطر ومخالفة لمبادئ القانون الدولي والأعراف والمواثيق الدولية، يستوجب ردا دوليا مناسبا'.

وجدد التحالف 'تضامنه القوي' مع سكان مدينة السمارة، مؤكدا 'الوقوف إلى جانبها'. وحذر من 'تكرار تلك الاعتداءات في حال صمت مجلس الأمن والمجتمع الدولي على تلك الأعمال العدائية دون رادع'.

ودعا إلى 'تشجيع الجزائر على تبني مقاربات تستند إلى ضرورة حل الخلافات بالحوار والطرق السلمية وفق قرارات الأمم المتحدة وبناء على التراكم الحاصل للإسهام في جهود البحث عن حل سياسي عادل وقابل للتطبيق في احترام للسيادة المغربية على أقاليمها الجنوبية'.