اخبار العراق
موقع كل يوم -سي ان ان عربي
نشر بتاريخ: ٥ تموز ٢٠٢٥
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)—يحي المسلمون من السنّة والشيعة يوم العاشر من محرم (بالتقويم الهجري) أو ما يُعرف 'بيوم عاشوراء' الموافق لهذا العام يوم، السبت، الـ5 من يوليو 2025، بطقوس ومراسم مختلفة إذ يعتبره الشيعة يوم حزن على مقتل الحسين في حين يعتبره السنة يوم فرح لأن الله نجى فيه موسى من آل فرعون.
ومن بين الأمور المختلف عليها بين الجانبين هو البكاء على مقتل الإمام الحسين، وفيما يلي نستعرض لكم رأيا من السنّة والشيعة في هذه القضية:
المرجع الشيعي الأعلى بالعراق، علي السيستاني:
ورد للسيستاني سؤال نشر على موقعه الرسمي كان نصه: 'ما هو رأي سماحة سيدنا ومرجعنا في صحة الحديث الوارد عن الإمام جعفر الصادق (ع) :من بكى أو تباكى على الحسين (ع) وجبت له الجنة؟'، ليرد السيستاني بالقول: 'ورد في أحاديث متعددة ـ جملة منها معتبرة ـ الوعد بالجنة لمن بكى على الحسين (ع) كما في بعضها مثل ذلك لمن تباكى عليه أو أنشد شعراً فتباكى عليه، ولا غرابة في ذلك فإن الوعد بالجنة قد ورد في أحاديث الفريقين في شأن جملة من الأعمال، ومن المعلوم أنه لا يراد بذلك أن يشعر المكلف بالأمان من العقوبة حتى لو ترك الواجبات وارتكب المحرمات، وكيف يشعر بذلك مع ما ورد من الوعيد المغلظ في الآيات بالعقوبة على مثل ذلك، بل المفهوم من هذه النصوص في ضوء ذلك أن العمل المفروض يجازى عليه بالجنة عند وقوعه موقع القبول عنده سبحانه، وتراكم المعاصي قد يمنع من قبوله قبولاً يفضي به إلى الفوز بالجنة والنجاة من النار'.
وتابع السيستاني قائلا: 'بتعبير آخر، إن العمل الموعود عليه يمثّل نقطة استحقاق للجنة، وفاعلية هذه النقطة تماماً منوطة بأن لا يكون هناك نقاط مقابلة توجب استحقاق النار بارتكاب الأعمال التي أوعد عليها بها، وأما ثبوت هذه المكانة للبكاء على الحسين (ع): فلأن البكاء يعبر عن تعلقات الإنسان وكوامن نفسه تعبيراً عميقاً، لأنه إنما يحدث في أثر تنامي مشاعر الحزن وتهيّجها لتؤدي إلى انفعال نفسي يهز الإنسان، ومن ثم فإن البكاء على الإمام (ع) يمثل الولاء الصادق للنبي (ص) وأهل بيته الأطهار وللمبادئ التي نادى بها ودعا إليها واستشهد لأجلها، ومن المشهود أن حركته (ع) قد هزت التاريخ وزلزلت عروش الطغاة ورسخت القيم الإسلامية في قلوب المؤمنين، ولم يحدث ذلك إلاّ في أثر التمسك والتعلق بذكره نتيجة حث أئمة أهل البيت (ع) بمثل هذه الأحاديث'.
وأضاف: 'أما التباكي فليس المراد به إظهار البكاء أمام الآخرين، بل هو بمعنى تكلّف الإنسان البكاء على ما يراه حقيقاً به، ولكنه يواجه لحظة جفاف في قلبه ومشاعره فيتكلف البكاء عسى أن يستجيب قلبه وتتدفق مشاعره لنداء عقله، وبهذا المعنى أيضاً ورد الوعد بالجنة لمن بكى أو تباكى عند ذكر الله سبحانه وتعالى كما نبه عليه غير واحد منهم: العلامة المقرم (ره) في مقتل الحسين(ع)'.
مفتي المملكة العربية السعودية الراحل، عبدالعزيز بن باز:
ذكر ابن باز تحت بند 'منكرات يوم عاشوراء وحكمها' على موقعه الرسمي: 'ما يدعيه بعض الناس من التوسعة على العيال بهذا الشهر الكريم أو أعمال أخرى فليس لها أصل، إنما المشروع الصيام هذا هو المشروع، أما ما سوى ذلك فليس بمشروع ولم يرد فيه عن رسول الله شيء يعتمد، وهكذا ما تفعله الرافضة من إقامة المآتم في هذا الشهر من أجل مقتل الحسين في يوم عاشوراء، فإن الحسين بن علي رضي الله عنهما قتل يوم عاشوراء، وكان خرج إلى العراق بسبب دعوة من العراقيين ليولوه عليهم، فغيروا ونكثوا وتقاعسوا، فلما وصل إلى العراق جاءته سرية من أمير العراق فقاتلوه لما أبى أن يستسلم وأن يستأسر قاتلوه حتى قتلوه، وقتلوا معه جماعة من أهل بيته وخدامه رضي الله عنه ورحمه، فصار في الشيعة يقيمون لهذا اليوم مآتم، ويعذبون أنفسهم بالضرب أشياء لا يفعلها العقلاء، فإقامة المآتم في هذا الشهر منكر، والواجب الصبر والاحتساب حتى في يوم المقتل في ذلك اليوم فكيف بعد سنوات وبعد مئات السنين لو كانوا يعقلون، والله جل وعلا حرم النياحة في يوم القتل في يوم الموت، وقال عليه الصلاة والسلام: إن الميت يعذب في قبره بما نيح عليه، وقال: أربع في أمتي من أمر الجاهلية لا يتركونهن: الفخر بالأحساب، والطعن في الأنساب، والاستسقاء بالنجوم، والنياحة، وقال: النائحة إذا لم تتب قبل موتها تقام يوم القيامة وعليها سربال من قطران ودرع من جرب، نسأل الله العافية'.
وتابع: 'فالنوح عليه وضرب الصدور والظهور كله من المنكرات القبيحة، ومن منكرات الشيعة المنكرة، وتعطيل الأعمال في تلك الأيام أمر منكر آخر، والنياحة عليه منكر آخر، وكل هذا من المنكرات التي أحدثها الرافضة في عاشوراء، وابتدعوها زاعمين أن هذا تعظيم للحسين وتألم له، وهذا مما يغضب الله عز وجل، ومما ينكره أهل السنة والجماعة وأهل الحق، فلا ينبغي أن يغتر بأعمالهم، ونسأل الله أن يردهم إلى الصواب، وأن يهديهم إلى ما يوافق شرعه، فإن عندهم منكرات كثيرة وخرافات متعددة منها هذه الخرافة وهذا المنكر'.
وأضاف: 'كذلك الاجتماع عند أهل الميت وصناعة الطعام منكر حتى يوم الموت، فكيف بعد سنين وأعوام كثيرة، وبعد مئات السنين؟! لكن القوم عندهم ضعف في البصيرة، وضعف في الدين، وقلة تأس بأهل الحق، فإن أهل السنة والجماعة مجمعون على إنكار هذه البدع، ولكن الرافضة يعتقدون أهل السنة أعداء لهم، فلا يأخذون بأقوالهم، ولا يفعلون بفعالهم، وذلك لجهلهم وضلالهم، وقلة بصيرتهم من تلبيس قادتهم عليهم، نسأل الله لنا ولهم الهداية، والرجوع إلى الصواب'.