في بيان رسمي، أعربت وزارة الخارجية السودانية عن رفضها القاطع لإعلان تشكيل ما وصفته بـ”حكومة تأسيس” من قبل تحالف يضم قوات الدعم السريع وعدداً من المكونات المدنية، معتبرة أن هذه الخطوة تمثل انتهاكاً صارخاً لسيادة السودان وحقوق شعبه، وتعدياً مباشراً على الحكومة الشرعية المعترف بها دولياً. الوزارة دعت كافة الدول المجاورة، والمجتمع الدولي، والمنظمات الإقليمية والدولية، والهيئات الحكومية وغير الحكومية، إلى إدانة هذا الإعلان وعدم الاعتراف أو التعامل مع الكيان الذي وصفته بـ”التنظيم غير الشرعي”.

البيان أشار إلى أن أي شكل من أشكال التعامل مع هذا الإعلان يُعد مساساً بسيادة السودان على كامل أراضيه، وانتهاكاً لحقوق ومقدرات الشعب السوداني، في ظل ما يواجهه من تحديات إنسانية وأمنية جسيمة. كما اتهمت الوزارة جمهورية كينيا بتمكين قوات الدعم السريع من عقد اجتماعاتها التحضيرية في نيروبي، تمهيداً لإعلان هذه الحكومة، ووصفت ذلك بأنه خرق واضح لمبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، وتناقض مع المواثيق الدولية، بما فيها ميثاق الأمم المتحدة، والاتحاد الأفريقي، ومنظمة الإيقاد، التي تؤكد على وحدة السودان وسلامة أراضيه.

التحالف الذي أعلن تشكيل الحكومة، والذي يضم قوات الدعم السريع، الحركة الشعبية بقيادة عبد العزيز الحلو، الجبهة الثورية بقيادة الهادي إدريس، وحزب الأمة القومي بقيادة فضل الله برمة، كشف عن تشكيل مجلس رئاسي مكون من 15 عضواً برئاسة قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي)، وتعيين محمد حسن التعايشي رئيساً للوزراء. الإعلان تم من مدينة نيالا، عاصمة ولاية جنوب دارفور، حيث ظهر الناطق الرسمي باسم التحالف، الدكتور علاء نقد، في مقطع فيديو يعلن فيه عن تشكيل الحكومة.

وزارة الخارجية السودانية وصفت الحكومة المعلنة بأنها “وهمية”، وأكدت أن توزيع المناصب عبر وسائل التواصل الاجتماعي يعكس حالة الانكسار التي تعيشها قوات الدعم السريع أمام تقدم القوات المسلحة السودانية. كما اعتبرت أن مشاركة بعض المكونات المدنية في هذا الإعلان يكشف عن طبيعة التحالفات التي وصفتها بـ”المؤامرة”، والتي تم التخطيط لها بالتنسيق الكامل مع قوات الدعم السريع للاستيلاء على السلطة بالقوة في الخامس عشر من أبريل عام 2023.

المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة السودانية، العميد الركن نبيل عبد الله، شن هجوماً لاذعاً على إعلان التحالف، واصفاً الحكومة بأنها “تمثيلية” تهدف إلى شرعنة مشروع سياسي وصفه بـ”العنصري”، يسعى للاستيلاء على السلطة لتحقيق طموحات شخصية غير مشروعة. وأضاف أن هذا الإعلان يمثل محاولة لخداع حتى شركاء التحالف، ويعكس استخدام قوات الدعم السريع لكافة الوسائل الممكنة لتمرير أجندات خارجية لا تخدم مصالح السودان.

البيان الحكومي شدد على أن إعلان حكومة موازية في ظل الظروف الراهنة لا يعكس سوى استهتار بمعاناة الشعب السوداني، ويهدد وحدة البلاد، ويعزز من حالة الانقسام السياسي والاجتماعي، في وقت تتصاعد فيه الأزمة الإنسانية وتنهار فيه الخدمات الأساسية في مختلف أنحاء السودان.