متابعات- نبض السودان

إذا كنت تعاني من الأرق ولا تجد حلاً فعالًا رغم التجارب المتكررة مع الحبوب المنومة أو وصفات 'الحليب الدافئ'، فقد تكمن الإجابة ببساطة في قسم الفاكهة داخل السوبرماركت، حيث أكد خبراء التغذية أن بعض الفواكه تحتوي على هرمونات ومعادن طبيعية تدعم النوم العميق وتنظم الساعة البيولوجية للجسم.

الغذاء طريق للنوم لا للأرق

كشفت اختصاصية التغذية الأميركية كيندل ماكنتوش، العضو في المجلس العالمي للعافية (Global Wellness Forum)، أن بعض الفواكه يمكن أن تساعد على النوم العميق بفضل غناها بالميلاتونين والمعادن الأساسية. وأوضحت في حديث لشبكة 'فوكس نيوز' أن الغذاء لا يقتصر دوره على تزويد الجسم بالسعرات، بل يتواصل مع أنظمته الحيوية ويؤثر على المزاج والنوم والتمثيل الغذائي.

وأضافت أن أهمية هذه الأطعمة تزداد مع تغيّر الفصول وقصر ساعات النهار، حيث يحتاج الجسم إلى دعم إضافي لإنتاج هرمون الميلاتونين المسؤول عن النوم.

الكرز.. مخزن الميلاتونين الطبيعي

الكرز يُعد أبرز الفواكه المساعدة على النوم، لاحتوائه على مستويات عالية من الميلاتونين، وهو الهرمون الذي تفرزه الغدة الصنوبرية في الدماغ لتنظيم دورة النوم والاستيقاظ.

كما يحتوي الكرز على التريبتوفان، وهو حمض أميني يحفز إنتاج السيروتونين والميلاتونين معًا، مما يساهم في تهدئة الجسم وتهيئته للنوم. ويوصى بشكل خاص بتناول الكرز الحامض المعروف بطعمه اللاذع وغناه بالميلاتونين الطبيعي.

الكيوي.. فاكهة الرياضيين لتحسين النوم

أثبتت الدراسات أن تناول الكيوي قبل النوم يساعد على تحسين جودة النوم ومدته، إذ أظهرت دراسة نُشرت في المكتبة الوطنية للطب (NLM) عام 2024 وشملت رياضيين محترفين، أن استهلاك الكيوي بانتظام لمدة أربعة أسابيع أدى إلى تحسن ملحوظ في النوم والأداء النهاري.

ويعود ذلك إلى غنى الكيوي بمضادات الأكسدة والمغنيسيوم والسيروتونين، وهي عناصر تساهم في تهدئة الجهاز العصبي ودعم النوم الطبيعي.

العنب.. وجبة مسائية مثالية

العنب الطازج يُعتبر خيارًا مثاليًا كوجبة خفيفة في المساء، إذ يحتوي أيضًا على الميلاتونين الطبيعي. وأوضح اختصاصي التغذية أنتوني ديمارينو من عيادة كليفلاند أن العنب يساعد على الاسترخاء، وهو منخفض السعرات، مما يجعله مناسبًا لتناوله قبل النوم. لكنه شدد على ضرورة تناوله طازجًا بدلًا من العصائر أو الزبيب، لضمان الحفاظ على قيمته الغذائية الكاملة.

نمط حياة داعم للنوم الطبيعي

ولا يقتصر الحل على الغذاء فقط، إذ شددت ماكنتوش على أهمية الروتين المسائي في تحسين جودة النوم. وأوصت بتقليل التعرض للضوء الأزرق من الشاشات قبل النوم، والحفاظ على غرفة مظلمة وباردة نسبيًا، إضافة إلى تجنّب الوجبات الثقيلة والكافيين في الساعات الأخيرة من اليوم.

وأكدت أن الدمج بين نظام غذائي صحي وروتين مسائي منضبط يضع الأساس لنوم أعمق، ومزاج أفضل، وصحة طويلة الأمد.