متابعات – نبض السودان

أعلنت وزارة التربية والتعليم السودانية، عن اتجاهها لتطبيق منهج دراسي مضغوط مُصمم خصيصًا لحالات الطوارئ، وذلك في خطوة تهدف لتدارك تداعيات الحرب التي عطلت العملية التعليمية في عدد من الولايات، وإعادة انتظام الدراسة في أقرب وقت.

منهج الطوارئ: تجربة معتمدة بتكلفة دولية

وكشف وكيل وزارة التربية والتعليم، أحمد خليفة، أن المنهج المضغوط تم تجريبه سابقًا في ظروف مشابهة، ويهدف إلى تسريع العملية التعليمية وتغطية الفاقد الزمني، خاصة في الولايات التي شهدت تأخرًا كبيرًا في بداية العام الدراسي نتيجة للظروف الأمنية.

وأكد خليفة أن منظمتي اليونسيف واليونسكو تعهدتا بتغطية تكلفة طباعة هذا المنهج، ضمن برامج الدعم الدولي الموجه للتعليم في السودان، ما يمثل خطوة مهمة لتقليل الأعباء المالية على الحكومة وأسر الطلاب في ظل الأزمة الاقتصادية الراهنة.

تحذير من كتب غير معتمدة

في سياق متصل، نبّه وكيل وزارة التربية إلى وجود نسخ غير منقحة وغير معتمدة من الكتب المدرسية تم تداولها مؤخراً. وأوضح أن الوزارة ومركز تطوير المناهج لم يصادقا على هذه النسخ، وقد تم إصدار إعلان رسمي يحذر بعدم التعامل معها أو استخدامها في المدارس، لما تحمله من أخطاء قد تؤثر سلباً على التحصيل الأكاديمي للطلاب.

خبراء التعليم في خط المواجهة

أعرب خليفة عن ثقته في قدرة الكوادر التربوية وخبراء المناهج على معالجة الخلل في التقويم الدراسي، بما يضمن استقرار العام الدراسي بالرغم من التحديات المتفاقمة في البلاد. وأكد أن الوزارة ستعمل بالتعاون مع شركاء التعليم المحليين والدوليين لتوفير البيئة المناسبة لتطبيق المنهج المضغوط بفعالية في كافة الولايات.

كما أشار إلى أن بعض الولايات بدأت فعليًا تنفيذ برامج الإسعاف التربوي وتعويض الدروس، على أمل أن يتم تعميم هذه التجربة خلال الأسابيع المقبلة في المناطق التي تأثرت بالنزوح أو توقفت فيها المدارس بشكل كلي.

إجراءات موازية لضمان العدالة التعليمية

أفاد مسؤولون في الوزارة أن تطبيق المنهج الجديد سيتم وفق خطط مرحلية تضمن العدالة في التوزيع الزمني للمقررات بين الولايات. وسيتم تقديم دعم فني للمعلمين من خلال ورش عمل قصيرة، لتأهيلهم على كيفية تدريس المواد ضمن الإطار الجديد للطوارئ، مع مراعاة الفروقات الزمنية والفجوة التعليمية التي خلّفتها الحرب.

من جانب آخر، تتجه الوزارة لإصدار خطة زمنية جديدة للتقويم الأكاديمي سيتم إعلانها خلال الأيام المقبلة، لتتناسب مع ظروف تطبيق المنهج الجديد وتضمن استكمال العام الدراسي ضمن الحد الأدنى من المعايير المطلوبة.