كشفت منظمة الصحة العالمية، في نشرتها الرسمية الصادرة اليوم الثلاثاء، عن تسجيل أكثر من 25 ألف حالة مشتبه فيها بالإصابة بالحصبة في المغرب، وذلك خلال الفترة الممتدة من فاتح أكتوبر 2023 إلى 13 أبريل 2025، من بينها 13.706 حالة مؤكدة مختبريا، و184 وفاة.

وبحسب النشرة التي اطلعت عليها جريدة 'العمق'، فقد تم تسجيل حالات الإصابة في جميع جهات المملكة، مع تسجيل نسبة 68% من الحالات لدى أشخاص تقل أعمارهم عن 18 سنة، فيما بلغت نسبة غير الملقحين 49% من مجموع المصابين.

وانطلقت موجة التفشي، حسب النشرة ذاتها، من بعض أقاليم جهة سوس ماسة خلال الربع الأول من سنة 2024، قبل أن تمتد إلى باقي الجهات. كما لوحظ، منذ بداية فبراير 2025، تراجع تدريجي في عدد الحالات للأسبوع العاشر على التوالي، حيث سُجلت 995 حالة جديدة خلال الأسبوع المنتهي في 27 أبريل 2025.

وأوضحت المنظمة، أن التحاليل الجينية للفيروس كشفت عن انتشار حصري للنمط الجيني B3، المنتشر في عدد من دول إفريقيا، في حين تم تسجيل حالة معزولة بالنمط الجيني D8، يُرجح أنها ناتجة عن استيراد عرضي دون انتقال محلي مستمر.

وأكدت النشرة أن المغرب أدرج لقاح الحصبة ضمن البرنامج الوطني للتلقيح منذ سنة 2003، ويعطى على جرعتين، إلا أن نسبة التغطية لم تبلغ العتبة الموصى بها من طرف المنظمة (95%) خلال السنوات الثلاث الأخيرة.

وفي إطار الاستجابة للوباء، أطلقت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، بتنسيق مع قطاعات حكومية أخرى، حملة وطنية لتدارك التلقيح في مارس 2024، استهدفت في البداية الأطفال دون سن السادسة، قبل توسيعها لتشمل جميع القاصرين دون 18 سنة، مع تشجيع تلقيح البالغين.

ووفق المعطيات الواردة في النشرة، فقد بلغ معدل التحقق من الوضعية التلقيحية للأطفال على المستوى الوطني 98.45% إلى حدود 25 أبريل 2025، وتم تحقيق نسبة تغطية بلغت 73.6% ضد الحصبة والحصبة الألمانية، و61.8% للقاح الثلاثي (الدفتيريا والكزاز والسعال الديكي)، و57.7% للقاح شلل الأطفال الفموي.

ووصفت المنظمة خطر تفشي المرض في المغرب بـ'المعتدل'، على الصعيدين الوطني والإقليمي، بالنظر إلى تواصل الانتقال في بعض المناطق، وضعف التلقيح لدى بعض الفئات، واستمرار التنقلات الدولية.

كما دعت إلى تعزيز المراقبة الوبائية وتوفير التلقيح للفئات المعرضة للخطر، خاصة العاملين الصحيين والمسافرين الدوليين.