متابعات- نبض السودان

في لفتة إنسانية تعكس تقدير الدولة للمبدعين، تسلمت الممثلة السودانية المخضرمة فايزة عمسيب دعماً مالياً سخياً من رئيس مجلس السيادة الانتقالي والقائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، بلغت قيمته عشرة آلاف دولار أمريكي، وذلك للمساهمة في علاجها بجمهورية مصر العربية، بعد معاناة صحية طويلة رافقتها خلال فترة الحرب الأخيرة.

دعم رسمي في ظل أزمة إنسانية خانقة

عبّرت الفنانة الكبيرة فايزة عمسيب عن عميق امتنانها لهذه المبادرة الكريمة من رئيس مجلس السيادة، مؤكدة أن هذه اللفتة ليست مجرد دعم مالي، بل رسالة رمزية تحمل معاني عظيمة حول اهتمام الدولة بالمبدعين، ومتابعة أوضاعهم حتى في أكثر الأوقات صعوبة، لا سيما في ظل الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد.

وقالت عمسيب في تصريحات صحفية إن هذا التبرع السخي أعاد إليها الأمل ورفع من معنوياتها، خاصة بعد ما عاشته من معاناة قاسية خلال فترة سيطرة مليشيا الدعم السريع المتمردة على مدينة أم درمان، حيث شهدت انقطاعاً كاملاً للخدمات الأساسية مثل المياه والكهرباء والاتصالات، بالإضافة إلى انعدام تام للأدوية لفترة امتدت لأشهر طويلة.

المبدعة الصامدة في حي الشاطئ

أوضحت فايزة عمسيب أنها لم تغادر منزلها في حي الشاطئ طيلة أيام الحرب، وفضّلت البقاء في بيتها رغم الخطر المحيط، إلى جانب عدد قليل من الجيران الذين تمسكوا بالبقاء في منازلهم رغم التهديدات الأمنية والمعيشية. وأشارت إلى أن الحياة كانت شديدة القسوة، ولكن صمودها كان نابعاً من إيمانها بالوطن وثقتها في جيشه.

موقف يُعيد الثقة في الدولة

في ختام حديثها، أكدت فايزة أن الدولة لم تتخلَّ عنها، ولم تنس أبناءها من المبدعين رغم انشغالها الكامل بالحرب، معتبرة أن هذه المبادرة تؤكد أن السودان لا يزال يملك قيادة تتذكر رموزه الثقافية والإبداعية، حتى في أشد اللحظات حرجاً. ووصفت الدعم بأنه يحمل بُعداً إنسانياً عميقاً ويعكس روح الوفاء للمبدعين الذين قدموا الكثير للبلاد.

وأضافت عمسيب أنها ترفع أكف الدعاء لله عقب كل صلاة، سائلة النصر المؤزر للقوات المسلحة السودانية، ولكل القوات المتحالفة معها في مواجهة ما وصفته بـ'التمرد الغاشم'.

المبدعون ليسوا وحدهم

تبرع البرهان للممثلة السودانية يأتي في وقتٍ يُعاني فيه عدد كبير من المبدعين والرموز الثقافية من ظروف إنسانية ومعيشية صعبة بسبب الحرب، ويبدو أن هذه المبادرة قد تُمهّد لمزيد من الدعم والرعاية الرسمية لهذه الشريحة المهمة، التي تُعد جزءاً لا يتجزأ من وجدان الشعب السوداني.

ويأتي هذا الموقف كدليل واضح على أن القيادة السودانية لا تزال تنظر إلى الثقافة والإبداع كجزء من قوتها الناعمة وصمودها المجتمعي، خاصة في ظل معركة وطنية كبرى تخوضها البلاد ضد التمرد.