مع اقتراب عيد الأضحى ينتظر أن يزداد إقبال المغاربة على اقتناء حاجاتهم من اللحوم الحمراء على خلفية القرار الملكي الداعي إلى الإمساك عن نحر الأكباش بسبب تراجع القطيع الوطني، لكن هناك مخاوف من محاولات استغلال الوضع برفع أسعار اللحوم بشكل تعسفي.

وسجل متتبعون ارتفاع أسعار 'دوارة الخروف' إلى مستويات قياسية مقارنة بالأيام العادية، على خلفية الإقبال الكثيف على اقتنائها من أجل تخزينها في سياق الاستعدادات لمناسبة عيد الأضحى.

وفي هذا السياق، أكد حسن الشطيبي، رئيس جمعية حماية المستهلك، أن الإقبال الكبير للمستهلكين على شراء اللحوم الحمراء إضافة إلى شراء بعض المستهلكين للخرفان سواء كانت مذبوحة أو بهدف ذبحها فيما بعد، سيؤدي حتما إلى ارتفاع الأسعار مما سيرهق كاهل المواطنين.

وأضاف الشطيبي، في تصريح لـ'الأيام 24″، أن عزم بعض الناس على ذبح أضاحي العيد دون علم السلطات يعد أمرا خطيرا، على اعتبار أن هناك قرارا يهم جميع المغاربة الذين عليهم الانضباط إليه، إضافة إلى أن المستهلك ينبغي أن يُنفذ القرار لأنه في صالحه.

وتابع أنه عند مقاطعة المستهلك لمنتوج معين فإن أسعاره ستشهد تراجعا كبيرا في السوق الوطنية، مشيرا إلى أن إصرار بعض الناس على مخالفة هذا القرار بشراء الأضاحي أو الإفراط في شراء اللحوم يكشف ضعف الثقافة الاستهلاكية عند المغاربة.

وبعد أن دعا الشطيبي، إلى تعزيز التوعية والتحسيس والتأطير للمستهلكين عبر وسائل الإعلام المرئي والمسموعة ومواقع التواصل الاجتماعي، أهاب بعلماء الدين إلى الانخراط في حملات التحسيس بعدم الإفراط في شراء اللحوم لما لذلك من تأثير سلبي على المصلحة العامة وأنه لا حرج على المغاربة بعدم شراء أضحية العيد لأسباب الجفاف والغلاء.

وأبرز الشطيبي، دور الجمعيات في إطلاق حملات توعوية، مشيرا إلى أن جمعيته تعمل على تنزيل مشروع توعوي تحسيسي في هذا الإطار لكي يقاطع الناس الإفراط في شراء اللحوم.

واعتبر الشطيبي، أن عدم شراء أضحية العيد وتجنب الإفراط في شراء اللحوم يعد تمرينا من أجل تنبي سلوك غذائي سليم خاصة في ظل الأزمات التي قد تقع أحيانا، وأيضا مناسبة لاختبار مدى قدرة المستهلك على مواجهة الغلاء وجشع الموردين، من خلال مقاطعة بعض السلع حين غلائها في السوق.

وطالب الشطيبي، السلطات المحلية بتعزيز مراقبة الأسعار خلال هذه الأيام بمختلف أسواق المملكة، والضرب بيد من حديد ضد الممارسات غير المشروعة وضد محاولات الاحتكار ورفع أسعار اللحوم.