اخبار الكويت
موقع كل يوم -جريدة القبس الإلكتروني
نشر بتاريخ: ٢٦ أيار ٢٠٢٥
ريم قاسم -
يردّد البعض أن أغلبية أفراد عائلاتهم يعانون من حساسية تجاه حبوب اللقاح لأسباب وراثية، فيما نسمع أحياناً أشخاصاً يقولون إنهم مصابون بحساسية الحليب، مثل أمهاتهم أو آبائهم.
فهل الحساسية وراثية إلى هذا الحد؟ وهل يمكننا تجنب نقل هذا الاستعداد إلى أطفالنا؟
فيما يلي إجابات اختصاصي أمراض الحساسية الدكتور إدوارد ساف، مثلما وردت في تقرير نشرته مجلة sante الفرنسية:
ترتبط الحساسية بعامل وراثي، فنحن نرث استعداداً وليس حساسية محددة. فإذا كان كلا الوالدين مصابين بالحساسية، فإن خطر إصابة الطفل قد يصل إلى %80، فيما تلعب البيئة دوراً رئيسياً في ظهور الحساسية، مثل التلوث أو النظافة المفرطة، أو التعرّض المبكر لمسببات الحساسية حتى من دون وجود تاريخ عائلي.
◄ هل تنتقل الحساسية وراثياً؟
عندما نتحدث عن الحساسية الوراثية، فإننا لا نتحدث عن نوع محدد من الحساسية، بل عن البعد الجيني للاستعداد التحسسي. في الواقع، هذا العامل لا يعني أننا نولد مصابين بالحساسية، فنحن نصاب بالحساسية، لأن جهاز المناعة لدينا يخرج عن السيطرة وفق الدكتور إدوارد ساف، الذي يضيف: «يحدث هذا الاضطراب، عندما يلامس شخص ما مادة مسببة للحساسية، مثل شعر الحيوانات أو بعض الأطعمة أو حبوب اللقاح، فيتفاعل جهازه المناعي بشكل مبالغ فيه، ما يؤدي إلى إثارة استجابة التهابية غير متناسبة، يمكن أن تظهر على شكل التهاب الأنف أو الربو».
وهناك عوامل عدة يمكن أن تفسر هذا الاضطراب، بينها الوراثة، وفق طبيب أمراض الحساسية، الذي ينفي وجود جين مسؤول عن حساسية الفول السوداني أو عث الغبار، ولكنه يشير إلى مجموعة من الجينات، التي تزيد من احتمالية إثارة الحساسية مثل الأكزيما والربو وغيرها.
ويعتمد خطر الإصابة بالحساسية جزئياً على الخلفية الوراثية، فإذا كان أحد الوالدين مصاباً بالحساسية، فإن احتمالية إصابة الطفل بحساسية واحدة أو أكثر في يوم من الأيام تتراوح بين %20 و%40، وأما إذا كان كلا الوالدين مصابين بالحساسية، فإن احتمالية الإصابة تتراوح بين %60 و%80، كما أن أنواع الحساسية وأعراضها قد تختلف من فرد إلى آخر حتى داخل العائلة الواحدة.
◄ كيف تحمي طفلك من الإصابة بالحساسية؟
أظهرت الأبحاث أن الترطيب المتكرر لبشرة الأطفال، على الرغم من أهميته للوقاية من الإكزيما، لا يبدو أن له تأثيراً مباشراً في خطر الإصابة بحساسية الجلد. ويقول الدكتور إدوارد ساف إنه من الصواب القيام بترطيب بشرة الطفل بالمنتجات المناسبة لمنع الجفاف، ومع ذلك، فإن هذا لا يحميه بشكل كامل من ردود الفعل الجلدية التحسسية، لكن يبدو أن التنويع المبكر للنظام الغذائي، فضلاً عن تجنب النظافة الصارمة للغاية، يساعد على الحد من خطر الإصابة بالحساسية.
◄ تنويع الطعام منذ الصغر
أظهرت الأبحاث أن تنويع الأطعمة في وقت مبكر من عمر 4 إلى 9 أشهر، يمكن أن يلعب دوراً مهماً في الوقاية من الحساسية الغذائية، حيث من المستحسن الآن -وفق د.إدوارد ساف- تقديم جميع الأطعمة في السنة الأولى من العمر.