متابعات- نبض السودان

أطلقت شبكة أطباء السودان ناقوس الخطر اليوم الأحد الموافق 20 يوليو 2025، بعد تسجيل 1331 حالة إصابة مؤكدة بوباء الكوليرا خلال أسبوع واحد فقط في محلية طويلة بولاية شمال دارفور، ما يعكس تفشيًا مقلقًا وغير مسبوق للمرض في ظل انهيار شامل في النظام الصحي بالمنطقة.

انهيار البنية الصحية وتفشي الكوليرا

وأكدت الشبكة في بيان رسمي  أن هذا الانتشار السريع للوباء يعكس هشاشة النظام الصحي في المناطق المتأثرة، مشيرة إلى تدهور حاد في خدمات الصرف الصحي، وانعدام المياه النظيفة، وتراجع برامج التوعية المجتمعية، وهي العوامل التي ساهمت جميعها في خلق بيئة مثالية لانتشار المرض القاتل، خاصة في ظل تداعيات الحرب المستمرة.

تحذيرات عاجلة من اتساع نطاق الوباء

وأشارت شبكة أطباء السودان إلى أن الوضع لا يزال في مرحلة الخطر المتزايد، محذرة من اتساع نطاق التفشي ما لم يتم التدخل السريع، سواء عبر وزارة الصحة الاتحادية أو منظمة الصحة العالمية، لتوفير الإمدادات الطبية الأساسية، ودعم فرق الاستجابة السريعة العاملة في المنطقة بالمستلزمات الضرورية لعلاج المصابين واحتواء الوباء قبل أن يخرج عن السيطرة.

مناشدة للمجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية

ودعت الشبكة في بيانها إلى تدخل دولي عاجل، مطالبة المنظمات الإنسانية والطبية الدولية بتقديم الدعم اللوجستي والطبي، وشددت على ضرورة التكاتف بين الجهات المحلية والدولية في التصدي لهذا التهديد الصحي المتفاقم.

وأكدت الشبكة التزامها الكامل بمتابعة تطورات الوضع الصحي الميداني، وتنسيق جهودها مع الجهات المختصة من أجل إنقاذ الأرواح، والحد من تفشي وباء الكوليرا، الذي أصبح يهدد حياة الآلاف، خاصة في معسكرات النزوح.

تفشٍ متسارع في دارفور.. ومراكز العزل تنهار

وتشهد ولايات إقليم دارفور منذ أسابيع موجة جديدة من وباء الكوليرا، وسط أوضاع إنسانية كارثية، خصوصًا في معسكرات النزوح المكتظة التي تفتقر لأبسط مقومات البنية الصحية، من مياه شرب نقية وصرف صحي مناسب.

وبحسب ما نقلته المنسقية العامة للنازحين واللاجئين، فقد تم تسجيل 595 حالة إصابة خلال الأيام الثلاثة الأخيرة فقط، وسُجلت وفيات داخل بعض مراكز العزل، خاصة في مدينة نيالا، نتيجة نقص الإمدادات الطبية الحادة وعدم توفر الكوادر المؤهلة للتعامل مع تفشي بهذا الحجم.

موسم الخريف يزيد المخاطر

ويحذّر خبراء الصحة من أن بداية موسم الخريف قد تساهم بشكل كبير في تفاقم الوضع، إذ ترتفع خلاله معدلات الأمراض المنقولة عبر المياه، مما يهدد باتساع رقعة انتشار الكوليرا إلى ولايات ومناطق إضافية، في ظل غياب واضح لأي استراتيجية وطنية للطوارئ الصحية.

أوضاع إنسانية حرجة في معسكرات النزوح

ويعيش عشرات الآلاف من النازحين أوضاعًا إنسانية حرجة، خاصة في ظل الحرب المستمرة منذ أكثر من عام، والتي أدت إلى تدمير المنشآت الصحية، وقطع طرق الإمداد الطبي، مع غياب شبه كامل للتطعيمات ومراكز التوعية الصحية، ما جعل الكوليرا تنتشر كالنار في الهشيم.

مطالبات بإعلان حالة طوارئ صحية

وطالب ناشطون ومختصون وزارة الصحة بإعلان حالة الطوارئ الصحية في شمال دارفور، وتحويل جميع الموارد المتاحة نحو احتواء الوباء، وفتح تحقيق عاجل في مدى استعداد النظام الصحي للتعامل مع أوبئة مماثلة مستقبلًا، في ظل التدهور الذي تشهده البلاد على جميع المستويات.