مي السكري

أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية عن استئناف مواعيد تأشيرات الطلاب والزوار، بعد تعليقها منذ أواخر مايو الماضي، مع تشديد إجراءات التدقيق الأمني بشكل غير مسبوق، خاصة فيما يتعلق بوسائل التواصل الاجتماعي.

ووفقًا لكتاب صادر عن وزارة الخارجية الأمريكية، وجهت واشنطن بعثاتها الدبلوماسية حول العالم بإجراء «تدقيق شامل وموسع» لحسابات المتقدمين للحصول على تأشيرات دراسية وتبادل ثقافي، بهدف التعرف على أي مواقف أو توجهات “عدائية تجاه المواطنين الأمريكيين، أو ثقافتهم، أو حكومتهم، أو مؤسساتهم، أو مبادئهم التأسيسية”.

ويشمل الإجراء الجديد مطالبة المتقدمين بجعل حساباتهم على وسائل التواصل الاجتماعي علنية، حيث اعتبر الكتاب أن «تقييد الوصول إلى الحضور الرقمي للمتقدم قد يُفسَّر كمحاولة لإخفاء أنشطة مشبوهة».

كما دعت التعليمات موظفي القنصليات لاستخدام محركات البحث وأي أدوات رقمية مناسبة للبحث في كامل النشاط الرقمي للمتقدمين بطلب الـتأشيرة، وليس فقط ما ينشر على وسائل التواصل الاجتماعي، وذلك لرصد أي محتوى يُعتبر مسيئًا أو يشير إلى انتماءات متطرفة أو نشاط سياسي عنيف.

وأشار الكتاب إلى أن دعم منظمات مثل “حماس” أو نشر محتوى يتعارض مع السياسة الخارجية الأمريكية، مثل انتقاد (إسرائيل) أو دعم القضية الفلسطينية، قد يُعتبر سببًا كافيًا لرفض التأشيرة.

وكان وزير الخارجية ماركو روبيو قد علّق منح تأشيرات الطلاب في مايو، إلى حين استكمال مراجعة معايير الفحص الأمني.

وذكر أن الوزارة ألغت بالفعل تأشيرات مئات وربما آلاف الأشخاص، من بينهم طلاب، لأسباب تتعلق بنشاطاتهم السياسية أو مواقفهم من القضايا الدولية.

وتحذر التعليمات الجديدة من أن التشديد في الفحص قد يؤدي إلى تقليص عدد المواعيد التي يمكن للبعثات التعامل معها، مشيرة إلى ضرورة إعطاء الأولوية لبعض الفئات، مثل الأطباء المشاركين في برامج طبية عبر تأشيرات التبادل، والطلاب الراغبين بالدراسة في جامعات أمريكية تقل فيها نسبة الطلاب الدوليين عن 15%.

وقد منحت البعثات مهلة لا تتجاوز خمسة أيام عمل للبدء في تطبيق الإجراءات الجديدة.

وقالت وزارة الخارجية الأمريكية ' نحن ملتزمون بحماية وطننا ومواطنينا من خلال التمسك والالتزام بأعلى معايير الأمن القومي والسلامة العامة أثناء عملية منح التأشيرات التي نقوم بها، موضحة أن تأشيرة دخول الولايات المتحدة امتياز وليست حقًا.

واضافت» نحن نستخدم جميع المعلومات المتاحة في عملية الفحص والتدقيق اللازمة للحصول على التأشيرات، وذلك لتحديد هوية المتقدمين للحصول على التأشيرات الذين لا يمكن قبول دخولهم إلى الولايات المتحدة، بما في ذلك أولئك الذين يشكلون تهديدًا للأمن القومي الأميركي.

واضافت «وبموجب التوجيهات الجديدة، سنُجري فحصًا شاملا ودقيقا، بما في ذلك ما يتعلق بالتواجد عبر الإنترنت، لجميع المتقدمين لتأشيرة الطلاب وتأشيرة زائري برامج التبادل في فئات تأشيرات (F)، (M)، (J) لغير المهاجرين.

ولتسهيل عملية الفحص والتدقيق هذه، سيتم توجيه جميع المتقدمين للحصول على تأشيرات غير المهاجرين من الفئات (F)، (M)، (J) لضبط إعدادات الخصوصية على جميع حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي لتصبح “عامة”.

وتابعت» وسوف تستأنف بعثاتنا الخارجية قريبًا جدولة طلبات تأشيرات غير المهاجرين من الفئات (F)، (M)، (J). ويُرجى من المتقدمين مراجعة الموقع الإلكتروني للسفارة أو القنصلية المعنية للتحقق من توافر المواعيد.

واوضح البيان ان كل قرار بشأن إصدار تأشيرة يُعد قرارًا يتعلق بالأمن القومي، لذا يجب على الولايات المتحدة توخي الحذر أثناء عملية إصدار التأشيرات لضمان عدم نية المتقدمين للدخول إلى الولايات المتحدة الإضرار بالمواطنين الأميركيين أو بمصالحنا الوطنية، ولضمان أن يُثبت جميع المتقدمين أهليتهم للحصول على التأشيرة المطلوبة بشكل موثوق، بما في ذلك نيتهم ممارسة أنشطة تتوافق مع شروط قبول دخولهم.