وليد منصور -

بعد عام قياسي من الإنفاق الرأسمالي، من المتوقع أن يحافظ لاعبو المنبع في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على الاستثمار الثابت في المشاريع لزيادة القدرة الإنتاجية

قالت مجلة «ميد» إن صناعة النفط والغاز في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا سجلت أكثر من 53 مليار دولار من الإنفاق الرأسمالي على مشاريع إنتاج النفط والغاز في عام 2023. وكان من المتوقع أن القطاع قد لا يكرر هذا المستوى من الإنفاق على عقود الهندسة والمشتريات والبناء، خاصة مع سعي منتجي النفط إلى تحقيق أهدافهم في انبعاثات الكربون الصافية الصفرية والتزامات الاستدامة الأوسع.

وأشارت أن شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) تصدرت الإنفاق الرأسمالي على مشاريع الإنتاج في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في عام 2023، وكانت أرامكو السعودية ثاني أكبر منفق في المنطقة في عام 2023.

توسيع الإنتاج

وبيَّنت «ميد» أن إنفاق المشاريع في المنبع في عام 2024 تجاوز حتى الآن مستوى عام 2023، حيث أنفق منتجو النفط في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مجتمعين أكثر من 58 مليار دولار على مشاريع صيانة وتوسيع طاقة إنتاج النفط والغاز.

وفي حين قد لا تتمكن صناعة النفط والغاز في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من مواكبة مستوى الإنفاق الرأسمالي للمشروع في عام 2025، فمن المتوقع أن يحافظ القطاع على مستوى قوي من الإنفاق، خاصة مع سعي شركات الطاقة الوطنية إلى تحقيق أهدافها الإستراتيجية طويلة الأجل في إنتاج النفط والغاز قبل نهاية العقد.

وتشير البيانات الصادرة عن مؤسسة ميد لتتبع المشاريع الإقليمية إلى أن قطاع المنبع في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا قد يستثمر حوالي 40 مليار دولار في المشاريع في عام 2025، حيث من المتوقع أن تهيمن خطط توسيع إنتاج الغاز على الإنفاق.

تقديم العطاءات

في أواخر يناير 2024، وجهت وزارة الطاقة السعودية شركة أرامكو بالتخلي عن حملتها لتوسيع قدرتها الاحتياطية لإنتاج النفط من 12 مليون برميل يومياً إلى 13 مليون برميل يومياً بحلول عام 2027. ونتيجة لذلك، ألغت عملية تقديم العطاءات لما لا يقل عن 15 عطاء تتضمن EPCI للهياكل في حقول النفط والغاز البحرية.

ولكن منذ ذلك القرار، ذهبت «أرامكو» في الاتجاه الآخر، حيث أنفقت ما يقدر بنحو 4.5 مليارات دولار في عام 2024 على عقود EPCI البحرية، والمعروفة في منظومة أرامكو باسم CRPOs.

وذكرت «ميد» في تقريرها أن «أرامكو» أحرزت أيضاً تقدماً سريعاً في عام 2024 في مراحل التوسع المتعاقبة لبرنامجها لإنتاج ومعالجة الغاز من تطوير الجافورة غير التقليدي في السعودية، إذ ساعد الإنفاق على مشاريع توسعة الجافورة، جنبا إلى جنب مع العقود البحرية، في جعل المملكة ثالث أكبر منفق في المنبع في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

ومنحت «أرامكو» عقوداً في 30 يونيو للمرحلة الثانية من توسعة الجافورة، والتي تهدف إلى رفع إمكانات المعالجة إلى ما يصل إلى ملياري قدم مكعبة يوميا من الغاز الخام. ومنحت «أرامكو» 16 عقداً بقيمة حوالي 12.4 مليار دولار لأعمال الهندسة والتوريد والبناء وخدمات الحفر للمرحلة الثانية من التوسعة.

ومن المتوقع أن يظل إنفاق السعودية على عقود الهندسة والتوريد والبناء والإنشاءات في الحقول البحرية الجديدة مرتفعا، مع استمرار عملية تقديم العطاءات لثمانية عقود أخرى من عقود CRPO التابعة لأرامكو.

وفي الوقت نفسه، من المتوقع أن تعطي إيران شكلاً لخطتها لاستخراج الغاز من حقل بارس الشمالي، إلى جانب زيادة الإنتاج من حقول النفط البرية والبحرية، حيث إن زيادة الإنتاج أمر حيوي لطهران من أجل الحفاظ على أحجام ثابتة من الصادرات لكسب عائدات حيوية لاقتصادها، الذي شلته سنوات من العقوبات الدولية.

وفي الإمارات، مع اقتراب الموعد النهائي لهدف «أدنوك» المتمثل في رفع طاقة إنتاج النفط الخام إلى 5 ملايين برميل يوميا بحلول عام 2027، من المتوقع أن تضخ الشركة مليارات الدولارات في زيادة إمكانات إنتاج حقول النفط البرية والبحرية.

عام قياسي

أفاد التقرير بأن إيران برزت كأكبر منفق في قطاع المنبع في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في عام 2024، حيث تجاوز الإنفاق الرأسمالي للبلاد 22 مليار دولار، في وقت كانت قطر ثاني أكبر منفق في المنطقة في عام 2024، حيث تقدم «قطر للطاقة» الحكومية مشروع استدامة إنتاج حقل الشمال (NFPS)، والذي يهدف إلى دعم برنامج توسعة الغاز الطبيعي المسال (LNG) باستخدام الغاز الخام.