اخبار الكويت
موقع كل يوم -جريدة القبس الإلكتروني
نشر بتاريخ: ٢٧ أيلول ٢٠٢٥
فيصل مطر -
تستعد الكويت لإطلاق مشروع المسح الصحي الوطني للسكان الشهر المقبل، باعتباره المبادرة الأشمل والأكبر من نوعها في تاريخ البلاد، إذ يشمل جميع الفئات العمرية من المواطنين والمقيمين، رجالاً ونساءً، أطفالاً وبالغين، وفقاً لمعايير عالمية معتمدة في جمع البيانات الصحية. ويأتي هذا المشروع بتكليف من مجلس الوزراء لوزارة الصحة، وبالتعاون مع مختلف وزارات وجهات الدولة، ليكون ركيزة أساسية في تطوير جودة الخدمات الصحية وتوجيه السياسات المستقبلية.
وفي هذا الإطار، أكدت نائبة رئيس الفريق الإعلامي للمشروع د.حبابة المزيدي أن المسح الوطني يختلف عن الدراسات السابقة التي كانت تقتصر فقط على فئة محددة من المجتمع لأطفال فقط أو بالغين أو كبار سن، مشيرةً إلى أن هذا المسح مختلف، حيث سيكون «الأشمل والأكبر في تاريخ الكويت».
وقالت المزيدي في حديث لتلفزيون الكويت إن المشروع يمثل ركيزة أساسية لتطوير الخدمات الصحية ورفع جودتها، حيث سيوفر بيانات دقيقة لصناع القرار لتوجيه السياسات الصحية وفقاً للنتائج والمعلومات التي يتم جمعها، فضلاً عن تعزيز القدرة الوطنية على مراقبة الأمراض ورصد عوامل الخطورة.
وبيّنت أن اختيار الأسر المشاركة سيتم بعينة تلقائية، حيث ستصل رسالة عبر تطبيق «سهل» أو عبر الخط الساخن (151) إلى رب أسرة من بيوت مختارة تلقائياً في جميع محافظات البلاد لإشعاره باختياره ضمن العينة، وبعد التنسيق، يحق لرب الأسرة اختيار إجراء الفحص في المنزل أو التوجه إلى أقرب مركز صحي، مشددة على أن المشاركة اختيارية ودور الفريق هو تشجيع الأسر على الانضمام لما له من انعكاسات مباشرة على تحسين جودة الخدمات الصحية.
وأوضحت أن الفريق الميداني الذي سيجري المسح يتكون من طبيب أسنان وهيئة تمريضية ومسجل بيانات، وسيقوم بإجراء مجموعة من الفحوصات تشمل صحة الفم والأسنان، وفحص النظر، وإجراء قياسات بدنية مثل الوزن، إضافة إلى فحوص دم مخبرية للكشف عن نسبة السكر ووظائف الكبد والكلية، كما سيتم تنفيذ ثلاثة استبانات للأسرة والبالغين والأطفال، تغطي أنماط التغذية، والصحة النفسية، والأنشطة البدنية.
وأضافت المزيدي أن هذا المسح يهدف إلى تقييم الوضع الصحي للسكان، ومعرفة جودة الحياة، ورصد أنماط استخدام الخدمات الصحية، إضافة إلى تحديد عوامل الخطورة للأمراض المزمنة، الأمر الذي سيسهم في توجيه موارد الدولة وزيادة البرامج الوقائية وتطوير الخدمات والمراكز والمنشآت الصحية، وبالتالي توجيه الموارد بشكل صحيح.
وعن التحديات، أوضحت أن أبرزها يتمثل في تردد البعض بالمشاركة والقلق من سرية المعلومات، مؤكدة أن «البيانات ستكون محفوظة في سيرفرات وزارة الصحة، وأن هوية المشاركين ستُخفى عند التعامل معها من قبل الباحثين»، كما أشارت إلى أن الحفاظ على سرية المعلومات يضمن جودة البيانات التي على أساسها سيتم التخطيط الصحيح للسياسات الصحية المستقبلية.
وأفادت بأن الانطلاقة الرئيسية للحملة ستكون الشهر المقبل، لكن الانطلاقة الأولية تم تنفيذها بالفعل في نحو 60 منزلاً عبر الآلية نفسها، وقد شهدت استجابة ممتازة من المواطنين والمقيمين، فيما ستصل نتائج الفحوصات إلى المشاركين عبر تطبيق «سهل» أو موقع «كويت صحة» كما لو كانت فحوصاً مخبرية شخصية.