اخبار الكويت
موقع كل يوم -جريدة الجريدة الكويتية
نشر بتاريخ: ٢ تشرين الثاني ٢٠٢٥
أكد رئيس التحرير الزميل ناصر العتيبي أن انطلاق النسخة الرابعة من «قمة تقنية الأموال»، التي تنظمها «الجريدة»، يأتي إدراكاً لمدى الحاجة إلى انعقادها، خصوصاً في هذا العصر الذي يضج بأحدث صيحات التكنولوجيا والتقنية، والتحديات الناجمة عن هذا التطور، لافتاً إلى أن تنظيم «الجريدة» هذا الحدث يأتي جرياً على عادتها السنوية، واستمراراً لوفائها بما التزمت به من مسؤوليات من أجل مواكبة كل جديد على صعيد التقنية المالية.وقال العتيبي، في كلمته أمس قبيل تدشين القمة، إن نسخة هذا العام تأتي وقد بات الذكاء الاصطناعي حديث العالم كله، ومجال بحثه وميدان تنافسه لامتلاك أدواته والاستفادة منه على أكمل وجه، حتى في الجانب الاقتصادي «الذي نحن بصدد بحث كيفية استفادته من تلك الثورة العلمية الرقمية غير المسبوقة في تاريخ البشرية، ولاسيما في تعزيز النمو الاقتصادي وتحسين كفاءة القطاعات الإنتاجية والخدمية»، معتبراً أن الذكاء الاصطناعي، بما يملكه من قدرة فائقة على تحليل كميات ضخمة من البيانات بسرعة ودقة متناهيتين، ارتدى عباءة المستشار المدقق والخبير الموسوعي، وأصبح يؤدي دوراً لا يستهان به في اتخاذ القرارات الاقتصادية، والتنبؤ بالاتجاهات السوقية، واكتشاف فرص الاستثمار الجديدة، فضلاً عن استخدامه في ميكنة العمليات الصناعية والتجارية، مما يقلل التكاليف ويزيد الإنتاجية.
المشاركون في رعاية القمة
أكد رئيس التحرير الزميل ناصر العتيبي أن انطلاق النسخة الرابعة من «قمة تقنية الأموال»، التي تنظمها «الجريدة»، يأتي إدراكاً لمدى الحاجة إلى انعقادها، خصوصاً في هذا العصر الذي يضج بأحدث صيحات التكنولوجيا والتقنية، والتحديات الناجمة عن هذا التطور، لافتاً إلى أن تنظيم «الجريدة» هذا الحدث يأتي جرياً على عادتها السنوية، واستمراراً لوفائها بما التزمت به من مسؤوليات من أجل مواكبة كل جديد على صعيد التقنية المالية.
وقال العتيبي، في كلمته أمس قبيل تدشين القمة، إن نسخة هذا العام تأتي وقد بات الذكاء الاصطناعي حديث العالم كله، ومجال بحثه وميدان تنافسه لامتلاك أدواته والاستفادة منه على أكمل وجه، حتى في الجانب الاقتصادي «الذي نحن بصدد بحث كيفية استفادته من تلك الثورة العلمية الرقمية غير المسبوقة في تاريخ البشرية، ولاسيما في تعزيز النمو الاقتصادي وتحسين كفاءة القطاعات الإنتاجية والخدمية»، معتبراً أن الذكاء الاصطناعي، بما يملكه من قدرة فائقة على تحليل كميات ضخمة من البيانات بسرعة ودقة متناهيتين، ارتدى عباءة المستشار المدقق والخبير الموسوعي، وأصبح يؤدي دوراً لا يستهان به في اتخاذ القرارات الاقتصادية، والتنبؤ بالاتجاهات السوقية، واكتشاف فرص الاستثمار الجديدة، فضلاً عن استخدامه في ميكنة العمليات الصناعية والتجارية، مما يقلل التكاليف ويزيد الإنتاجية.
وأضاف أن استخدامات الذكاء الاصطناعي لم تتوقف عند هذا الحد بل امتدت إلى مجال الحماية المالية، حيث يقدم مساعدات جمة في تحسين إدارة المخاطر والكشف عن الاحتيال، فضلاً عن تعزيز الكفاءة والابتكار، وفتح آفاق جديدة لاقتصاد رقمي أكثر استدامة وتنافسية.
ورأى أنه في ضوء تلك التطورات التكنولوجية الجبارة بات الاقتصاد سواء كان عالمياً أو محلياً يتجه - مضطراً أو مبادراً - نحو مزيد من التحول الرقمي، لاسيما بعدما أصبحت التقنيات الحديثة تشكّل الأساس لاقتصاد عالمي أكثر ترابطاً وسرعة، متوقعاً أن يمهد هذا التحول لظهور قطاعات جديدة وفرص عمل مختلفة، لكنه في الوقت ذاته يفرض تحديات تتعلق بإعادة تأهيل القوى العاملة وتحديث البنية التحتية الرقمية.
وأعرب العتيبي عن ثقته بأن مساهمة المشتركين ومداخلاتهم المنتظرة ستشكل إضافة قيمة من شأنها إثراء اللقاء، لتتوج بتوصيات بنّاءة تدعم مستقبلاً اقتصادياً أكثر موثوقية في التقنية المالية، تعزيزاً لثقافة باتت ضرورة ملحة في زمن تتسارع فيه المتغيرات دون توقف»، متوجهاً بجزيل الشكر إلى الشركاء الاستراتيجيين ل «الجريدة».
الرئيس التنفيذي لشركة ooredoo الكويت عبدالعزيز البابطين
البابطين: ooredoo الكويت جاهزة لمركز بيانات مدعم بالذكاء الاصطناعي
قال الرئيس التنفيذي لشركة ooredoo الكويت عبدالعزيز البابطين إن الشركة عملت على إدخال الذكاء الاصطناعي وتوفير بنيته التحتية ضمن اتفاقية ooredoo Group مع شركة NVIDIA للاستفادة من هذا التعاون الاستراتيجي.
وأضاف البابطين أن الاتفاقية تشمل تمكين مراكز البيانات في المجموعة، ومن ضمنها ooredoo الكويت، لتقديم خدمات GPU كخدمة GPU as a Service، في خطوة رائدة نحو تمكين أول مركز بيانات سيادي للذكاء الاصطناعي في الكويت.
وأكد أن هذه المبادرة تمثل نقلة نوعية في تمكين الدولة بالذكاء الاصطناعي، وتؤكد دورنا كممكّن للبنية التحتية الوطنية، بعدما بدأت ooredoo رحلتها من الاتصال، وانتقلت إلى ما بعد الاتصال عبر حلول رقمية وإنترنت الأشياء، لتقدم اليوم منظومة متكاملة تربط بين الإنسان، والبيانات، والذكاء الاصطناعي.
وأفاد بأن «ملف الذكاء الاصطناعي غير منته والموضوع كبير وأكبر مما نتخيل، ويمكننا القول إن هذا الملف عبارة عن صراعات شرقاً وغرباً وحرب معلوماتية، ولأهميته وقوته يمكننا النظر إلى قيمة إنفيديا التي كسرت حاجز 5 تريليونات دولار، حيث ارتفعت بقيمة تريليون في 3 أشهر فقط، ما يعكس قوة التطور والإقبال على الذكاء الاصطناعي والتفوق في ذات الوقت والريادة التي سبقت فيها تلك الشركات. إنفيديا تتوسع وتتمدد ودخلت في حصة في نوكيا، ما يعني أنهم دخلوا في البنية التحتية لقطاع الاتصالات».
وتابع: «نحن في أوريدو وضعنا الذكاء الاصطناعي مبكراً ضمن أهم أولوياتنا ووفقنا في توقيع عقد مع إنفيديا لمواكبة التطورات ولتعزيز تجارب عملائنا سواء الأفراد أو المؤسسات، واليوم يمكننا القول ان وضعنا في أوريدو على صعيد الذكاء الاصطناعي ممتاز، ونقفز بقوة ونؤهل موظفينا ونحتضن الكفاءات ووصلنا إلى مرحلة مهمة ومبشرة لمستوى الجهاز الإداري في الشركة».
وواصل: «طبقنا الذكاء الاصطناعي من داخل الكول سنتر، وحققنا نموا عاليا، وساعدنا في اختصار الوقت 3 أيام بدلا من 3 أسابيع، حيث يعرفنا العميل باهتماماته وتاريخه الاستهلاكي، ما يمكننا من توفير الخدمة ويحدد احتياجاته، ولمسنا تغيرات جوهرية في قدرتنا على قراءة العميل وهو نقلة نوعية، وكلما قللنا المسافة بين العميل والسيرفر كانت التجربة أفضل».
وأردف: «ال أيه آي له استخدامات عديدة ومذهلة، ولابد أن نركز على جيل جديد، وفي أوريدو هذا ما نفعله، ولدينا شباب في مقتبل العمر يحققون إنجازات خلال أسبوع»، كاشفاً عن أهم اهتمامات شركة أوريدو المستقبلية بالتعاون مع إنفيديا في إدخال مناهج بالجامعة لزرع وتكوين النواة الأساسية لبناء جيل جديد مؤهل واعد يحمل راية المستقبل، وهو ما يخدم الكويت في المستقبل وليس شركة أوريدو فقط.
أحمد مصطفى رئيس تبني منظومة الذكاء الاصطناعي وتطوير العلاقات لمنطقة الشرق الأوسط وتركيا وإفريقيا
مصطفى: ال AI ليس فقاعة... والمنطقة تستعد لبناء مصانع ذكاء سيادية
قال أحمد مصطفى رئيس تبني منظومة الذكاء الاصطناعي وتطوير العلاقات لمنطقة الشرق الأوسط وتركيا وإفريقيا «انفيديا» NVIDIA إن العالم يدخل مرحلة جديدة تقودها تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي، مؤكداً أن التكنولوجيا ليست فقاعة بل نتيجة تراكم استثماري وعلمي امتد ثلاثة عقود منذ إطلاق أول وحدة معالجة رسوميات عام 1995.
وأضاف مصطفى أن بناء الجيل الجديد من المصانع الرقمية الذكية – أو ما وصفه بمصانع الذكاء (AI Factories) – سيشكل أساس الاقتصادات المستقبلية، مشيراً إلى أن دول الخليج، ومنها الكويت، بدأت فعلاً استقبال وحدات معالجة وتسريع حوسبة لتأسيس بنى تحتية سيادية للذكاء الاصطناعي بالتعاون مع NVIDIA.
وأوضح أن الذكاء الاصطناعي يمثل فرصة اقتصادية عالمية تتجاوز 100 تريليون دولار، والمنطقة تمتلك مقومات تجعلها في مقدمة تبني هذه الثورة التقنية، سواء في الطاقة أو المدن الذكية أو المال أو الزراعة.
وكشف أن أحد أنظمة NVIDIA الحديثة قادر على معالجة ما يفوق 130 تيرا بايت من البيانات في الثانية، بما يعادل قدرة معالجة كامل حركة الإنترنت العالمية، معتبراً أن ذلك يمهد لمرحلة جديدة من التطبيقات الصناعية والعلمية والتجارية. وأشار إلى أن NVIDIA تستثمر أكثر من 75 في المئة من قدراتها الهندسية في تطوير البرمجيات والبيئات المفتوحة، بما يضمن تبني تقنيات آمنة وقابلة للحماية السيادية، لافتاً إلى تعزيز الأكاديمية التدريبية للشركة (NVIDIA DLI) لتطوير مهارات المواهب المحلية، مع توفير دورات تدريب مجانية للمجتمع التقني في الكويت والخليج.
وختم قائلاً: نحن لا نبني بطاقات معالجة فقط، بل نساهم في تأسيس بنية ذكاء سيادي تدعم الابتكار المحلي وتخلق وظائف وتدفع عجلة الاقتصاد الرقمي المقبل.
المشعان: الشراكة مع NVIDIA خطوة وطنية لتمكين الدولة
قالت مديرة إدارة أول الشؤون الخارجية والمشاريع الاستراتيجية، ooredoo الكويت، نوف المشعان، إن تمكين مراكز بيانات ooredoo بتقنيات NVIDIA ليس مجرد إنجاز تقني، بل خطوة وطنية لتمكين الدولة من بناء قدراتها الرقمية في مجال الذكاء الاصطناعي.
وأضافت أنه من خلال شراكة مجموعة أوريدو مع NVIDIA، أصبحت الكويت تمتلك البنية التحتية المحلية الأولى لتشغيل نماذج الذكاء الاصطناعي داخل الدولة، مما يفتح المجال أمام التحول نحو اقتصاد قائم على المعرفة والابتكار.
نحن في ooredoo نعمل كشريك استراتيجي للدولة في رحلتها نحو التحول الرقمي المستدام، ونضع على عاتقنا مسؤولية تمكين الكفاءات الوطنية والشباب الكويتيين للمشاركة في بناء مستقبل الذكاء الاصطناعي بالكويت والمنطقة».
المشعان وحيدر في لقطة جماعية
حيدر: ooredoo الكويت من شركة اتصالات إلى منصة للحوسبة
صرَّح الرئيس التنفيذي لقطاع التكنولوجيا– ooredoo الكويت، المهندس عيسى حيدر، بأن «ما نعلنه اليوم، هو انتقال ooredoo من كونها شركة اتصالات إلى منصة وطنية للحوسبة الذكية. بتمكين مراكز بياناتنا بتقنيات NVIDIA، أصبح لدينا أول بنية حوسبة متقدمة للذكاء الاصطناعي تُدار محلياً، وتُعالج البيانات داخل الكويت بأعلى معايير الأمان والسيادة. هذه البنية الذكية تُمكِّن الدولة ومؤسساتها من تطوير وتشغيل تطبيقاتها الذكية محلياً، وتفتح الباب أمام حقبة جديدة من الكفاءة التشغيلية، والابتكار، والاستدامة في الخدمات الرقمية».
دور الذكاء الاصطناعي ومراكز البيانات في تسريع نمو القطاع الخاص الخليجي
بحثت الجلسة الأولى دور الذكاء الاصطناعي ومراكز البيانات في تسريع نمو القطاع الخاص الخليجي، وكيف تساهم البنية الرقمية المتقدمة في تعزيز تنافسية الأسواق الإقليمية.
وتناول المتحدثون العلاقة بين الاستثمار في مراكز البيانات، وتحسين الكفاءة التشغيلية للشركات، ودعم الابتكار في مجالات متعددة من الخدمات المالية إلى الطاقة والتعليم. كما ناقشت الجلسة السياسات الكفيلة بتهيئة بيئة رقمية تمكّن القطاع الخاص من الاستفادة من الذكاء الاصطناعي في تطوير نماذج أعمال أكثر مرونة وقدرة على التوسع.
من جهته، ذكر الشريك الإداري، الرئيس التنفيذي في شركة شركاء الاستثمار بالشرق الأوسط، ربيع خوري، أن ملف الذكاء الاصطناعي ملف استراتيجي ومهم وجوهري، ويجب أن يقود هذا الملف الصناديق السيادية والمساعدة في عقد الاتفاقات العالمية، وهذا الاستثمار المستقبلي يحتاج إلى وقت لخلق القيمة المضافة، كما يجب أن نرى استثمارات ضخمة بالمنطقة في قطاع التكنولوجيا.
وأضاف خوري أن «الإمارات والسعودية لديهما استثمارات واضحة وضخمة، تمثّل المفتاح الأساسي للمستقبل، ونتطلع إلى أن يكون الذكاء الاصطناعي بوابة ومدخلا أساسيا في التقنيات المالية، وهناك شركات عالمية ضخمة مقبلة على المنطقة، والمطلوب تحديد الرؤية والاستفادة من أصحاب الخبرات، والبدء في تأسيس مراكز وبنية تحتية، ونحتاج إلى أن نعكس جميع التقنيات والقيمة المضافة في الأعمال باستخدام التكنولوجيا الحديثة».
ونبّه إلى «ضرورة توحيد الأنظمة والقوانين واللوائح، خصوصاً أن اختلافها يبطئ من التطور، وأرى أن دول الخليج على مسار رائع، وخطوة أوريدو بالتعاون مع إنفيديا مهمة وتسير في الاتجاه الصحيح، وأرى مستقبل الخليج جيداً في هذا الاتجاه، حتى وإن كان بطيئاً».
وشدد على أن المعرفة المرتبطة بالصناديق السيادية ليست جديدة، وهذه الصناديق مصممة للاستثمار في الخارج، وعليها نقل الخبرات ودعم تطلعات التطور والذكاء الاصطناعي في دول الخليج، خصوصاً أن تلك الفرص والاستثمارات تحتاج إلى مبالغ ضخمة، مؤكداً أنه مطلوب مديرو أصول ينظرون إلى منطقة الخليج كمنطقة استثمارية واحدة.
وفي عرض تخلل الجلسات، أكد خوري أن استراتيجية «النطاق الترددي» تعالج بشكل مباشر «نقطة الضعف» في توظيف الشباب بدول مجلس التعاون الخليجي، من خلال إنشاء محرّك جديد لخلق فرص عمل تتطلب مهارات عالية.
وأضاف خوري أن التحدي الحقيقي يكمن في القضاء على بطالة الشباب من 15 إلى 24 عاماً، موضحاً أن الإمارات تعد نموذجاً للنجاح، حيث خفضت بطالة الشباب بشكل كبير من 16.7 بالمئة عام 2023 إلى 5.2 بالمئة فقط.
وأشار إلى أن معدل البطالة في السعودية بلغ 14.7 بالمئة في الربع الثاني من عام 2025، على الرغم من أن الربع الأول من العام شهد انخفاض المعدلات إلى 11.6 في المئة للشباب و10.5 بالمئة للشابات.
ولفت إلى أن الكويت تواجه تحدياً مماثلاً، حيث سُجل معدل بطالة الشباب بنحو 15.4 بالمئة، مضيفاً أن حل معالجة البطالة في دول الخليج يكمن في خلق فرص العمل المباشر، والتي تتطلب لتحقيقها بناء وتشغيل أنظمة بيانات الذكاء الاصطناعي، مما يخلق زيادة هائلة في العمالة للتخطيط والبناء والعمليات طويلة الأجل.
وذكر خوري أن مشروع «ستارغيت في الإمارات»، الذي يزيد على 1 غيغاوات يُعد مشروعاً ضخماً، موضحاً أن مشروع الذكاء Humain.al في السعودية عمل على توفير «آلاف الوظائف» في المملكة، وأن الهدف المرجو لعام 2030 هو توظيف «آلاف الخبراء السعوديين في مجال الذكاء الاصطناعي».
وقال إن الكويت تستهدف هذا النموذج نفسه، حيث تستثمر هيئة الاستثمار الكويتية 30 مليار دولار في البنية التحتية للذكاء الاصطناعي، وتخطط لإنشاء مركز بيانات Omniva بسعة 1 غيغاوات، موضحا أن ذلك الحجم من الاستثمار سيتطلب قوة كبيرة مماثلة للقوة.
بدورها، أكدت الرئيسة التنفيذية ل «سنتيس» (Syntys)، سونيتا بوتسي، أنه من المهم والضروري أن يتم البدء في إنشاء البنية التحتية المتطورة، فهي أساس وارتكاز مهم وضروري للتطور والولوج في ملف الذكاء الاصطناعي، مضيفة أن الشرق الأوسط فيه فجوات وتباينات كبيرة تحتاج إلى ردم تلك الهوة لمواكبة التطورات العالمية.
وتابعت: «يجب أن تكون البنية التحتية على مستوى مؤهل وفق المعايير الدولية، والأمر المبشر أن هناك شركات تبادر أسرع من بعض الدول، وشركة أوريدو لديها تفوّق وحضور قوي في الذكاء الاصطناعي، حيث أعلنت عن مشروع فايبر، وبالتالي ستظهر تفوقاً نوعياً في 2027».
وأوضحت أن الأمر الأكثر أهمية لملف الذكاء الاصطناعي هو الطاقة واستقرارها، وخصوصاً الطاقة النظيفة، حيث تمثّل خطوة داعمة وضامنة للاستمرارية، والأمر المهم أيضاً ملف الكفاءات وبناء المهارات، حيث إنه يمثّل تحدياً كبيراً في بعض البلدان، وبناء المواهب ليس بالأمر الهيّن، ويمكن الإشارة إلى أن هناك نقصا في المواهب بعدد 350 ألفاً تقريباً.
من جهته، شدد رئيس قطاع الشركات الناشئة للشرق الأوسط وتركيا وإفريقيا، أمازون ويب سيرفيسز Amazon Web) Services)، كارتك رينجن، على أن من أهم التحديات التي تعمل على تسهيل بيئة الأعمال دمج دول الخليج للأنظمة واللوائح المنظمة، حتى يكون ملف التقنيات والذكاء الاصطناعي قابلاً للنمو والتطور، وهو أمر قابل للتحقق وليس مستحيلاً.
وأوضح كارتك أن «رواد الأعمال يحتاجون إلى تسهيلات، حيث إنهم يواجهون مصاعب عندما يتنقلون بين الدول في الإقليم ذاته، فمثلا شركات الفنتك عليها أن تتعامل مع 5 مصارف مركزية مختلفة، وهو ما يعقّد الأمر على رواد الأعمال، وربما يكون ملف الذكاء الاصطناعي مدخلاً مهماً لتلك التسهيلات التي يتطلع إليها».
بدوره، ذكر نائب الرئيس ومدير الإمارات والخليج، بلاج آند بلاي (Plug and Play)، بنجامين كلوس، أن «دول الخليج تمثّل أرضية قوية ومحفزة ومبشرة للاستثمار، مقارنة بأوروبا وأميركا، حيث يعاني رواد الأعمال ويواجهون تحديات كبيرة، بينما فرص النمو في دول الخليج قوية ومبشرة، والشركات المحلية فيها تحظى باهتمام كبير، ولديها بنية تحتية جيدة ومقومات كبيرة تساعدها في التغلب على المشاكل».
وأكد بنجامين ضرورة «التحرك أكثر في منطقة الخليج، والتوسع خارج الإمارات والسعودية، فالقدرات المتعلقة بالطاقة أهم المتطلبات، ونحتاج إلى بذل المزيد من الجهد وتسريع الخطوات»، مبينا أن منطقة الخليج بها فرص ممتازة، ويجب أن تتبنى أنظمة تدعم مواكبة العالم في صراعات التوسع بالذكاء الاصطناعي.
«التقنية المالية»... مرحلة نضوج واستقرار بعد طفرة استثمارية أم جولة جديدة من التطور؟
أما الجلسة الثانية فقد تناول الخبراء فيها بروز التقنية الطبية (HealthTech) كأحد أهم مجالات الاستثمار الجديدة للمستثمر الخليجي.
وبحثت الجلسة في التقاطعات بين الذكاء الاصطناعي، والابتكار في الرعاية الصحية، ورأس المال الجريء، مع تسليط الضوء على الابتكارات في العلاجات المتخصصة والعلاجات الطبية الذكية المدعومة بالذكاء الاصطناعي.
كما تم مناقشة الآفاق المستقبلية أمام دول الخليج لتعزيز مكانتها كمركز إقليمي في مجال التكنولوجيا الصحية، وكيف يمكن للبيئة البحثية والتنظيمية أن تساهم في جذب الاستثمارات العالمية وتوطين المعرفة الطبية المتقدمة.
وكشفت المؤسسة والرئيسة التنفيذية ل «بايوسَابين» (BioSapien)، د. خديجة علي، عن أحدث القفزات الاستثنائية باستخدام الذكاء الاصطناعي، حيث يتم العمل على معالجة السرطانات عبر إنشاء منصة متخصصة تستخدم رقائق بيولوجية، ويكون العلاج من خلال استهداف بؤرة ومكان الخلية السرطانية فقط، بدلاً من حقن الجسم كاملاً بالكيماوي.
وذكرت أن الذكاء الاصطناعي دخل مناطق متقدمة جداً، حيث بات يتم استهداف منطقة الإصابة، وتفكيكها، والأمر الأكثر تقدماً أن العلاج بات ممكناً، بدلاً من السفر إلى أميركا أو أي مكان في العالم.
وأضافت: «نتطلع إلى إنتاج 132 مليوناً من الشرائح الذكية البيولوجية لمعالجة السرطانات. في هذا المشروع الطموح بدأنا في التجارب الإكلينيكية بالإمارات، وهدفنا خفض التكلفة على متلقي الخدمة باستخدام التكنولوجيا».
ولفتت إلى أن «الرقائق البيولوجية ستشكِّل حلولاً جوهرية عام 2027، ونعمل على تسريع العمل التنظيمي والرقابي، لتحقيق إنجاز كبير في المعالجات عبر الرقائق البيولوجية».
وتابعت: «نحتاج إلى بناء شراكات ناجحة، لتقليل استيراد الأدوية، وبناء البنية التحتية المحلية، وهو أمر مهم وخطوة ضرورية».
بحوث عميقة
بدوره، قال الرئيس والمدير التنفيذي لـ «مونغوز بايو» (Mongoose Bio) نيل وارما: «نقوم في (مانجوس) بعمل بحوث عميقة جداً في مرض السرطان، وكذلك في مشروع مهم جداً يتعلَّق بمحاربة التقدُّم في العُمر، لتعزيز كفاءة الجهاز المناعي، للعمل بكفاءة في المساحة المخصصة له. نعمل على أهم مشروع، وهو كيفية توظيف محاربة السرطان والشيخوخة، وبناء مراكز في المنطقة».
وأكد أن من «أهم أهدافنا أن يستفيد من المعالجة في ملف التقدُّم في العُمر كل العالم، باستخدام التقنيات والذكاء الاصطناعي لرفع القدرات. ليس لدينا سقف في الوصول إلى أقصى مدى في التطور باستخدام الذكاء الاصطناعي، من أجل إنقاذ الحياة، وتحسينها، وتوفير ميزات عديدة للشركات الناشئة. الفرص في الخليج تنمو بشكلٍ سريع لمواكبة الطفرة في تأمين الأدوية».
وتابع: «لدينا شراكات كبيرة مع شركات قوية في المنطقة، ونريد تعزيز الارتباط بالشركاء المحليين أكثر. الذكاء الاصطناعي مذهل للجميع، ومطلوب الربط المحلي مع المنصات والنظم الموجودة. ونعمل على الوصول إلى مستوى دقة للصوت المترجم إلى نص بنسبة 89 في المئة بالملفات الطبية، حتى نتمكَّن من استخلاص البيانات، والاستفادة من المهارات. ما يجب أن نفخر به، هو الإنجاز في معالجات حالات السرطان باستخدام الذكاء الاصطناعي، حيث نجحنا في توليد بيانات عبر سنوات ماضية».
وأضاف نيل: «نحضّر للطفرة الكبرى، المتمثلة في إرسال الخلايا المناعية إلى الفضاء عبر منصة ذكاء اصطناعي تسمح لنا بالنظر إلى الخلية المريضة بدقة متناهية، لنصل إلى مرحلة استخدام تلك الخلايا في الفضاء لمعالجتها. تقنية الفضاء ستكون طفرة في الرعاية الصحية، وسيساعدنا الذكاء الاصطناعي كثيراً في التوسع والوصول إلى معالجات لشامل خلايا التقدُّم في العُمر، واستهداف الخلايا السرطانية».
مشروع «سينا»
وأوضح الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي للعمليات الطبية (Altibbi)، أيمن شرايحة، أن مشروع «سينا» عبارة عن تحدٍّ كبير، حيث «لدينا مليونا حالة و6 ملايين استشارة طبية، ونعمل على تطويع الذكاء الاصطناعي المتطور لإدخال اللغة الطبية. ملف التمويل للتطور بالذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية جوهري ومحوري في عملية التطور بالأسواق، ومن المتوقع أن ينمو بنسبة 12 في المئة عام 2030، ونتطلع إلى استخلاص مزيد من البيانات التي تُسهم في تطوير الرعاية الصحية تكون على قدرٍ عالٍ من التطوُّر، مثل الولايات المتحدة».
وأردف: «عندما نتحدَّث عن تقديم الرعاية الصحية الأولية، فإننا نستهدف السكان المحليين لتحقيق الجودة. الصرعة الأهم والخلاصات تكمن في البيانات التي يسهل حفظها وتحليلها والتعامل معها، حيث نخطط لتمويل منصات عبر العمل مع 36 فريقاً، وتحقيق تطور أوسع في معالجة السرطانات».
وأكد أن «التعاون مطلوب بين الحكومات وشركات التأمين والقطاع الخاص، حتى نصل إلى نتائج جيدة في النهضة باستخدام الذكاء الاصطناعي، وتطويعه في جودة الرعاية الصحية، وأعتقد أن الحكومات، بما لديها من قدرة على الرقابة والتنظيم وترسيخ اللوائح، هي خط الدفاع الأول. يجب العمل على تقليل التكلفة، وتحسين المنتجات، لمواكبة الجانب الإيجابي من الذكاء الاصطناعي.
من اليمين عبدالعزيز البابطين وشيخة البحر ومحمد الصقر وصلاح الفليج ومشعل المنيخ وعادل الماجد
«الوطني»: دور أساسي في رحلة التقنية المالية بدول الخليج
شارك رئيس العمليات وتقنية المعلومات والبيانات في مجموعة بنك الكويت الوطني، محمد الخرافي، في حلقة نقاشية تحت عنوان: «قطاع التقنية المالية في الخليج: هل تباطأ أم نضج؟»، ضمن فعاليات النسخة الرابعة من قمة «تقنية الأموال» التي نظمتها جريدة «الجريدة».
وأكد الخرافي، في مداخلته خلال الحلقة النقاشية أن قطاع التقنية المالية (FinTech) في الخليج شهد خلال العقد الماضي تحولاً جذرياً غيّر طريقة الناس في الادخار والدفع والاستثمار، مشيراً أن بنك الكويت الوطني كان له دور أساسي في هذه الرحلة منذ بدايتها.
تكامل مستدام
وقال: «إن ما نراه اليوم ليس تباطؤاً في قطاع التقنية المالية في الخليج، بل هو انتقال إلى مرحلة جديدة من النضوج، حيث تتحول التقنية المالية من الابتكار السريع إلى التكامل المستدام، ففي حين ركزت المراحل الأولى على التجريب والشمول المالي والرقمي، يتجه المشهد اليوم نحو الاستدامة والتوسع وتوحيد الجهود، مع تركيز المستثمرين على نماذج أعمال قابلة للاستمرار والربحية بدلاً من مجرد توسعة قاعدة المستخدمين».
وأضاف: «نحن الآن في مرحلة أصبح فيها الابتكار جزءاً مدمجاً في البنية المالية نفسها، وهذا دليل على النضوج، لا على التراجع»، مشيراً إلى أن بنك الكويت الوطني ينظر إلى هذه المرحلة باعتبارها فرصة لتعزيز منظومة القطاع المالي من خلال الجمع بين مرونة شركات التقنية المالية وقوة البنية المؤسسية والثقة والحوكمة التي يتميز بها القطاع المصرفي.
ريادة محلية وإقليمية
وشدد الخرافي على أن البنك الوطني يعتبر من الروّاد في التحول الرقمي على مستوى الكويت والمنطقة، عبر استثمارات ضخمة في التكنولوجيا والبيانات والقنوات الرقمية، موضحاً أنه من الخدمات المصرفية عبر الهاتف إلى التسجيل الرقمي والتحليلات والأتمتة الذكية، يعمل البنك على إعادة تعريف تجربة العميل بشكل متواصل، كما أن البنية الرقمية القوية التي يمتلكها البنك مكّنته من توسيع شراكاته مع شركات التقنية المالية بكفاءة وأمان.
وتابع قائلاً: «في البنك الوطني، التكنولوجيا ليست مجرد أداة، إنما هي جزء من طريقة تفكيرنا وتشغيلنا وتقديمنا للقيمة».
وأشار الخرافي إلى استحواذ «الوطني» مؤخراً على حصة الأغلبية في شركة يوبيمنتس (UPayments)، إحدى أبرز شركات التقنية المالية في الكويت، مؤكداً أن هذه الخطوة تمثل منعطفاً استراتيجياً في مسيرة البنك الرقمية، وتُجسد توجهه نحو بناء منظومة مالية أكثر تكاملاً تجمع بين قوة البنك وإمكاناته الكبيرة من جهة، وابتكار وسرعة «يوبيمنتس» من جهة أخرى، من أجل تقديم جيل جديد من الحلول والخدمات الرقمية على مستوى الكويت والمنطقة.
وأوضح أن «يوبيمنتس»، كشركة كويتية رائدة في مجال حلول الدفع الرقمي للأفراد والشركات، تؤدي دوراً محورياً في دعم توجه الكويت نحو اقتصاد غير نقدي، لافتاً إلى أن الشراكة بين «الوطني» و«يوبيمنتس» تجمع بين الانتشار والخبرة التنظيمية للبنك والمرونة والابتكار لدى الشركة، وتفتح آفاقاً جديدة في مجالات التجارة الإلكترونية، والمحافظ الرقمية، والحلول الموجهة للتجار وأصحاب الأعمال، كما تعكس التزام «الوطني» بدعم وتطوير منظومة التقنية المالية المحلية وتحويل الشركات الناشئة إلى كيانات مستدامة قادرة على التوسع الإقليمي.
وأكد الخرافي أن استحواذ «الوطني» على «يوبيمنتس» ليس مجرد صفقة استثمارية، بل هو رسالة ثقة بمستقبل التقنية المالية في الخليج، وإيمان بأن التعاون هو الطريق نحو التقدم.
دور الهيئات التنظيمية
وفي محور التنظيم، شدد على أهمية الدور الذي تلعبه الهيئات التنظيمية في دول الخليج، ومنها بنك الكويت المركزي، في تحقيق التوازن بين الابتكار والاستقرار المالي، مشيداً بالدور المحوري لبنك الكويت المركزي في تعزيز مرونة القطاع المالي، ودعم المبادرات التنظيمية، مثل بيئة اختبار التكنولوجيا المالية (Fintech Sandbox) لتسريع الخدمات المصرفية وتكاملها.
وأفاد بأن قطاع التقنية المالية في الكويت يواكب الأسواق العالمية بوتيرة متسارعة، ويشهد تزايداً في عدد الجهات الفاعلة في القطاع، مثل digital payments facilitators، وinsurtech، وP2P platforms وغيرها، مشيراً إلى أن بنك الكويت المركزي هيأ بيئة مُمكّنة للابتكار في مجال التقنية المالية، من خلال تنفيذ مجموعة من المبادرات، مثل تحديث لوائح الدفع الإلكتروني، ووضع إرشاداتٍ للخدمات المصرفية الرقمية، إضافة إلى عمله على إرساء إطار عمل للخدمات المصرفية المفتوحة.
وذكر الخرافي أن بنك الكويت الوطني يرى أن وضوح الأطر التنظيمية يُعد عامل تمكين رئيسي للنمو المسؤول والمستدام، وهو ما تستفيد منه البيئة التشغيلية في الكويت، مبيناً أن الحوكمة الصارمة والامتثال يعززان ثقة العملاء والمستثمرين، ويشكلان بيئة صحية لنمو القطاع، فالتنظيم الجيد لا يحد من الابتكار، بل يحميه ويضمن له الاستمرارية.
وتناول في مداخلته خلال الحلقة النقاشية ملامح المرحلة المقبلة من تطور التقنية المالية في الخليج، مشيراً إلى أنها ستركّز على دمج الخدمات المالية في الحياة اليومية، من التجارة الإلكترونية إلى النقل والخدمات الذكية.
وفيما يخص نظرة «الوطني» وتوجهه المستقبلي، أوضح الخرافي أن الانتشار الإقليمي للبنك يمنحه ميزة فريدة في توسيع نطاق الابتكار وربطه بالأسواق.
وفيما يتعلق بالذكاء الاصطناعي، قال الخرافي: «نظرتنا هي أن الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي يعززان كفاءة العمليات المصرفية ويمنحان البنوك استجابة أكثر ديناميكية، لذلك نعمل في بنك الكويت الوطني على اتخاذ خطوات متسارعة في هذا الإطار، كان آخرها إطلاق المساعد الرقمي مايكروسوفت «كوبايلوت» (Copilot) وتمكين موظفي البنك من استخدامه عبر جميع عملياته».
وأضاف: «من خلال الجمع بين البنية المصرفية، وتحليلات البيانات، والابتكار المالي، يبني بنك الكويت الوطني قاعدة قوية لنظام مالي رقمي مترابط ومتمحور حول العميل، فنحن لا نعمل فقط على رقمنة الخدمات المصرفية، بل نعيد صياغة العلاقة بين الخدمات المالية الرقمية وحياة الناس اليومية». وأكد أن هذه المرحلة الحالية هي الأكثر أهمية، حيث يلتقي فيها الابتكار مع الحجم، ويقود فيها التعاون نحو تأثير اقتصادي طويل الأمد، مشدداً على أنه في ظل عالم يتسارع فيه التغيير، لم يعد الابتكار وحده كافياً، بل أصبح النجاح الحقيقي في قدرة المؤسسات على دمج هذا الابتكار ضمن بنيتها التشغيلية، وتحويله إلى قيمة مستدامة.
وختم الخرافي حديثه قائلاً: «من هذا المنطلق، يرى بنك الكويت الوطني أن الشراكة مع شركات التقنية المالية ليست مجرد تعاون تقني، بل صيغة جديدة لإعادة تعريف القطاع المالي، فالتكامل بين مرونة الشركات الناشئة وقوة المؤسسات المصرفية يخلق منظومة أكثر ذكاءً وقدرة على التوسع، وأكثر قرباً من احتياجات العملاء اليومية، ويساهم في بناء اقتصاد رقمي أكثر ترابطاً وابتكاراً ومرونة في الكويت والمنطقة».
التكنولوجيا المالية في دول الخليج العربي
في الجلسة الثالثة، قال حسن زينل، المؤسس والمدير الشريك في «أرزان فنتشر كابيتال» (Arzan VC) «إننا في الكويت نحتاج الى دعم وتشجيع الشباب الكويتيين ونساعدهم لبدء مشاريعهم من الصفر إلى العالمية»، مشيراً إلى أن هذا الأمر لكي يحدث يجب ان تتكاتف الجهود سواء من الحكومة أو من البنك المركزي او الجهات ذات الصلة للتنسيق فيما بينها لتكون هناك رؤية تتضمن الأهداف التي سنصل اليها بعد عشر سنوات وتمكين الشاب الكويتيين ليكونوا قادرين على الوصول الى الأسواق العالمية لتكون محطة الانطلاق الكويت.
وبين أن «لدينا في الكويت كل العناصر التي تؤهلنا لذلك مع وجود قدرة شرائية، ويجب أن نستغل هذه الأمور، لكي ينافس الشاب الكويتيون في الدول الأخرى»، لافتاً إلى أن «دول الخليج لديها رؤية واضحة وأساسات ومتطلبات يجب أن نضعها ونبنيها لكي نستطيع بناء الشركات». ولفت إلى ضرورة محاولة ربط دول الخليج فيما يتعلق بالتراخيص، لتكون هناك منظومة متناسقة مع كل دول الخليج، وأن يكون هناك تنسيق فيما بينها.
صنع المال
من جانبه، قال رئيس مجلس إدارة شركة سين القابضة سلطان غزنوي إن السعودية حققت نسباً عالية في التوجه لشركات التقنية على مستوى العالم. وأضاف انه تم صرف نحو 240 مليون ريال على البنى التحتية في الحوسبة السحابية، مشيرا الى ان شركات تقنية الاموال عملت كمؤسسات مالية. وذكر أن الشركات في السعودية تسعى لصنع المال، لافتاً إلى أن ما يصنع المال هي شركات التقنيات المالية على مستوى العالم.
فهد الشارخ الرئيس التنفيذي لشركة الاستثمارات التقنية
الشارخ: دول الخليج تمتلك رؤى استراتيجية ناضجة في مجالات التكنولوجيا المتقدمة
في محاضرة ألقاها الرئيس التنفيذي لشركة الاستثمارات التقنية، فهد الشارخ، ضمن فعاليات القمة، تناول مفهوم الشركات الناشئة بوصفها مشاريع تجارية جديدة يؤسسها رواد أعمال يسعون إلى تقديم منتجات أو خدمات مبتكرة تلبي احتياجات السوق، وتواكب التحوُّلات الاقتصادية.
وأوضح الشارخ أن من أبرز سمات هذه الشركات، اعتمادها على فِرق عمل صغيرة، وسعيها لتحقيق نمو سريع في الإيرادات والأرباح خلال فترة زمنية قصيرة، مشدداً على أهميتها في التنمية الاقتصادية، من خلال توفير فُرص عمل جديدة، وتحفيز الابتكار، ورفع مساهمة الناتج المحلي في الاقتصاد الوطني.
وقدَّم وصفة من 3 محاور لنجاح الشركات الناشئة، هي: تحديد الهدف بوضوح، وإيجاد فكرة مبتكرة تلبي حاجة حقيقية قابلة للتنفيذ. وفريق العمل المتكامل والفاعل، الذي يجمع بين المهارات التكنولوجية والإدارية والتسويقية. وخطة العمل الواضحة والاستراتيجية المرنة، التي تشمل تحليل السوق والمنافسين والمخاطر، مع ضرورة تحديد مصادر التمويل بدقة.
وأشار إلى أنه رغم توافر هذه المقومات، قد لا تأتي النتائج دوماً على قدر التطلعات، مما يستوجب التحلي بميزتين محوريتين، هما المرونة، والتكيف، أي أن يكون صاحب المشروع مستعداً لتغيير خططه، وفق الحاجة، مع تحليه بالمثابرة والاستمرارية، مؤكداً أن طريق النجاح مليء بالتحديات.
وفي معرض حديثه عن أبرز أسباب فشل الشركات الناشئة، قال: «نقص الخبرة والتمويل المحدود من أبرز الأسباب، وهناك أسباب أخرى، مثل: المنافسة الشرسة، وضعف التخطيط، وغياب فريق عمل محترف، وإدارة مالية ضعيفة، واستراتيجية غير واقعية، وتسرُّع في اتخاذ القرارات، وعدم القدرة على مواكبة متغيرات السوق».
ولفت إلى أن الانهيار النفسي عند أول إخفاق يشكِّل خطراً حقيقياً، مؤكداً أن الناجحين هم مَنْ يتعلمون من الأخطاء، ولا يسمحون للفشل بأن يكون نهاية الطريق.
وتحَّدث الشارخ عن أبرز الاتجاهات التكنولوجية التي يرى أنها جديرة بالاهتمام من قِبل المبادرين في العالم العربي، مؤكداً أن الذكاء الاصطناعي يأتي في مقدمتها، يليه الأمن السيبراني، ثم التكنولوجيا الخضراء، إضافة إلى الاستثمار في Quantum Computing (الحوسبة الكمية)، التي ستُسهم في تغيُّر التكنولوجيا والاقتصاد في المستقبل.
ولفت إلى أن دول الخليج العربي باتت تمتلك رؤى استراتيجية ناضجة وخططاً متقدمة للاستثمار في مجالات التكنولوجيا المتقدمة، والأمن السيبراني، والطاقة النظيفة، وحاضنات الابتكار، مؤكداً أن هذه الدول تمضي بخُطى واثقة لتكون نقطة التقاء معرفية ومالية تربط بين الشرق والغرب.
المنيخ متحدثاً خلال القمة
«بيت التمويل»: البنوك لم تعد اليوم كيانات مغلقة
شارك بيت التمويل الكويتي في النسخة الرابعة من قمة تقنية الأموال (moneytech)، والتي عقدت في فندق سانت ريجيس الكويت، بمشاركة واسعة من الخبراء في مجال التقنية المالية والقطاع المصرفي والاتصالات ورواد الأعمال والمستثمرين المهتمين بمجال تقنية الأموال، بالإضافة إلى قطاعات أخرى ذات صلة.
وفي كلمته خلال القمة، قال رئيس التكنولوجيا والتحول الرقمي لمجموعة بيت التمويل الكويتي، المهندس مشعل المنيّخ: «يسعدني أن اشارك اليوم (أمس) في قمة تقنية الأموال (moneytech)، لمناقشة مستقبل البنوك في عصر التحول الرقمي، ذلك المستقبل الذي لم يعد فكرة بعيدة، بل أصبح واقعًا نعيشه اليوم بكل تفاصيله».
وأضاف: «لم تعد البنوك اليوم كيانات مغلقة، بل أصبحت جزءاً من منظومة مالية مفتوحة تقوم على التعاون مع شركات الFintech والمنصات الرقمية وعمالقة التكنولوجيا (Big Tech). نحن في بيت التمويل الكويتي نعمل على الاستفادة من هذه الشراكات لتقديم خدمات مبتكرة تحمل معها المزيد من الفرص».
وأشار المنيخ إلى أن مستقبل البنوك في عصر التحول الرقمي يرتكز على الابتكار والتقنيات الذكية مثل الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية.
وقال: «ستصبح القنوات الرقمية مثل التطبيقات المصرفية والمنصات الإلكترونية هي الوسيلة الأساسية للتفاعل مع العملاء، وهي شريك استراتيجي في حياتهم اليومية... فعلى سبيل المثال: نفذ عملاؤنا خلال العام الماضي عبر تطبيق KFHonline أكثر من 400 مليون عمليّة مصرفية رقمية، وهذا تأكيد على ارتباط العملاء بالمنصات الرقمية، وهو دليل أيضا على أننا مستعدون للمستقبل ونقود رحلة التحول الرقمي بكفاءة عالية تمنح العملاء تجربة مصرفية سهلة ومستدامة».
وأضاف: «لقد أحدثت التكنولوجيا الحديثة وتوقعات العملاء المتسارعة تحولًا جذريًا في القطاع المالي، مما جعلنا أمام مسؤولية كبيرة لتقديم مفهوم جديد للعمل المصرفي، مفهوم يقوم على تجربة سلسة، وخدمات بلا حدود، متاحة في أي وقت ومن أي مكان، عبر قنوات رقمية تتسم بالكفاءة والأمان والموثوقية».
وأكد المنيخ أن التكنولوجيا وحدها لا تكفي لتحقيق التحول المنشود، مبينا ان التغيير الحقيقي يبدأ من العقلية وبيئة العمل المحفزة للابتكار والابداع وهي القيم الأساسية في كل مشروع وكل قرار.
وبيّن أن دمج الذكاء الاصطناعي والأتمتة مع تعزيز الأمن السيبراني هو المفتاح الحقيقي لتسريع التحول الرقمي بشكل مسؤول وآمن، منوّها بنجاح البنك في تبني أحدث التقنيات التي أسهمت في خفض التكاليف، وتعزيز الموثوقية، وتسريع الأداء، مما انعكس على كفاءة التشغيل بشكل ملحوظ، وعزز من تجربة العملاء.
واستعرض المنيخ أبرز مبادرات بيت التمويل الكويتي في دمج الذكاء الاصطناعي والأتمتة ومنها:
- توحيد البيانات على مستوى المجموعة من خلال تبني أحدث التكنولوجيا من أوراكل ومايكروسوفت والعديد من شركات التكنولوجيا العالمية.
- تطوير حلول ذكاء اصطناعي بالتعاون مع Microsoft، لتمكين التحليلات المتقدمة، ونماذج المخاطر الآلية، والحصول على رؤى فورية، حيث تم تقليص وقت تقييم الائتمان من عدة أيام إلى أقل من ساعة، وحسّن سرعة إعداد التقارير، وعزّز تجربة العملاء.
- التحليل الذكي للبيانات لدعم اتخاذ القرار.
- الأتمتة الذكية لعدد من العمليات الداخلية.
- توفير مساعدي أعمال رقميين (AI Copilot) لدعم الموظفين.
- تطبيق تحليل المحادثات الصوتية (Speech Analytics) في مراكز الاتصال، مع نظام التقييم الآلي لجودة الخدمة.
- إطلاق «فهد» أول موظف افتراضي معتمد على الذكاء الاصطناعي في الكويت، وهو خطوة رائدة نحو مستقبل الخدمات المصرفية الذكية.
وفي ختام كلمته، أعرب المنيخ عن شكره لفريق جريدة «الجريدة» لدوره في تنظيم هذه القمة المتميزة، مثمنا جهودهم في إثراء الحوار حول موضوعات حيوية تناقش التحديات والحلول لمستقبل القطاع المصرفي من قبل نخبة من المسؤولين المصرفيين والخبراء في الصناعة.
الجدير بالذكر أن «تقنية الأموال» تعد منصة محورية لصناع القرار والخبراء، حيث تتضمن محاورها: دور الذكاء الاصطناعي وتوافر مراكز البيانات في تسريع نمو القطاع الخاص الخليجي، والتقنية المالية بين النضوج واستمرار التطور، وبروز التقنية الطبية كفئة استثمارية جديدة للمستثمر الخليجي وآفاقها المستقبلية، والتقنية العقارية وقدرتها على إعادة تعريف الاستثمار العقاري وفتح آفاق جديدة للنمو.
دينا الرفاعي متحدثة خلال الحلقة النقاشية
«المركز» شريك استراتيجي
الرفاعي: فكر مميز للجيل الجديد من رواد الأعمال
شارك المركز المالي الكويتي «المركز» شريكاً استراتيجي في القمة. مؤكداً، أن هذا الحدث السنوي البارز أصبح منصة رائدة للحوار والابتكار في مجالي التكنولوجيا المالية والاستثمار، حيث يجمع نخبة من قادة الفكر وصنّاع القرار ورواد الأعمال والمستثمرين لمناقشة التطورات المتسارعة في الخدمات المالية في العصر الرقمي.
وتجسد مشاركة «المركز» ورعايته التزامه الراسخ بدعم الابتكار وتعزيز التعاون في القطاع المالي، في إطار استراتيجيته للمسؤولية الاجتماعية، التي تركّز على بناء القدرات البشرية، ومواءمة بيئة العمل مع أفضل معايير الحوكمة المؤسسية، وتفعيل مبادئ الحوكمة الرشيدة في بيئة الأعمال.
وشاركت دينا الرفاعي، نائب رئيس تنفيذي لإدارة الثروات وتطوير الأعمال في «المركز»، في حلقة نقاشية بعنوان «تلبية احتياجات الجيل الجديد من رواد الأعمال والمستثمرين».
وتناولت الحلقة ظهور جيل جديد من المؤسسين والمستثمرين والمهنيين في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي ممن يقودون مسيرة الابتكار وبناء الثروات والتحول في أسواق المنطقة.
وناقش المتحدثون كيفية تكيف مديري الأصول والشركات الاستثمارية مع تطلعات هذا الجيل من خلال حلول مبتكرة لإدارة الثروات، وهياكل استثمارية مرنة، واستراتيجيات تحقق قيمة طويلة الأمد.
وقالت الرفاعي: «يمتلك الجيل الجديد من رواد الأعمال والمستثمرين في دول مجلس التعاون فكراً متميزاً، يجمع بين الحضور الرقمي الفطري، والرغبة في إحداث أثر إيجابي، والمساهمة في تشكيل مستقبل الاقتصاد الإقليمي.
ونؤمن في «المركز» بأن هذه التحولات تمثل فرصة لتصميم حلول شاملة لإدارة الثروات تتجاوز مفهوم العوائد المالية لتدعم نمو ريادة الأعمال وأهداف الاستدامة وبناء الثروة عبر الأجيال.
وأضافت أن إدارة الثروات في «المركز» تعتمد نهجاً شاملاً يجمع بين الاستشارات الاستثمارية المتخصصة، وفرص الاستثمار في الأصول البديلة، والشراكات الدولية، لتلبية احتياجات المستثمرين المحترفين والجدد على حد سواء، قائلة: «من خلال الجمع بين الابتكار وخبرة تمتد أكثر من خمسة عقود، نسعى لأن نكون الشريك الموثوق لهذا الجيل المتطور من المستثمرين في المنطقة».
كما تضمنت قمة تقنية الأموال كلمات رئيسية وجلسات حوارية وورش عمل تفاعلية تناولت أحدث الاتجاهات في مجالات التكنولوجيا والتمويل وريادة الأعمال، بما يعزز الدور المتنامي لدولة الكويت كمركز إقليمي للتقنيات المالية.
ومن خلال دعم مبادرات نوعية مثل قمة تقنية الأموال، يواصل «المركز» دوره في دعم الابتكار وتحفيز النمو الاقتصادي ونشر المعرفة في القطاع المالي، نحو المساهمة الفاعلة في صياغة مستقبل الصناعة المالية في الكويت والمنطقة.
عبدالله العيار نائب العضو المنتدب للاستدامة في مؤسسة البترول الكويتية
العيار: للذكاء الاصطناعي أثر كبير في تقدُّم القطاع النفطي
أكد نائب العضو المنتدب للاستدامة في مؤسسة البترول الكويتية، عبدالله العيار، أن الذكاء الاصطناعي كان له الأثر الكبير في تقدّم القطاع النفطي في عمليات الحفر وأتمتة العمليات الروتينية.
وأضاف أن الذكاء الاصطناعي عزّز إمكانات حفارات الآبار، كما عزز أيضا من عمليات الإنتاج والتكنولوجيا، مشيرا إلى أن المؤسسة توفر الوقود لعملائها بأسعار اقتصادية وصديقة للبيئة، لافتا الى أنها قامت بالعمل على نقل الطاقة والرقمنة.
وقال إن المؤسسة قامت بعمل دورات لموظفيها من خلال عقود مايكروسوفت وغوغل، الأمر الذي سهّل الحصول على البرامج التشغيلية.
وأوضح أن الخليج يمكن أن يصبح مزودا لبرامج الذكاء الاصطناعي، الأمر الذي نستطيع به تزويد الشبكة الوطنية بالطاقة النظيفة.
التحولات الجذرية في قطاع التقنية العقارية
بحثت الجلسة الرابعة المتخصصة في التحولات الجذرية في قطاع التقنية العقارية (PropTech)، ودورها في إعادة تعريف الاستثمار العقاري وفتح آفاق جديدة للنمو نماذج التمويل والاستثمار المبتكرة، كالاستثمار العقاري الجماعي والحلول الرقمية في إدارة العقارات، وكيف تساهم رقمنة السوق في رفع جاذبيته الاستثمارية واستقطاب مستثمرين جدد.
وشارك في الجلسة كل من المؤسس والشريك الإداري في Mudeer، علي الفوزان، والشريك المؤسس الرئيس التنفيذي المشارك في Stake، منار محمصاني، والشريك المؤسس الرئيس التنفيذي في Keyper، عمر أبوعناب، والشريك المؤسس والرئيس التنفيذي في «سكن» Sakan، عبدالله الصالح.
من جهته، أكد الصالح أن منصة Sakan توسعت من نموذج الاشتراك إلى تقديم خدمات متكاملة تغطي رحلة التملك، مشيرا إلى شراكة المنصة مع بيت التمويل الكويتي (KFH) استجابة لتحديثات تنظيمية جديدة تعزز تمويل القطاع السكني.
وقال الصالح: «نواجه طلبا يتجاوز 128 ألف أسرة بانتظار حلول إسكانية، وهدفنا تقديم تجربة متكاملة تربط المستخدم بالخدمات المالية مباشرة عبر المنصة بما يسهم في تسريع التملك


































