قال علي الساعدي، عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان، في مقابلة تلفزيونية ، إن حديث زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر حول احتمال انهيار الوضع في البلاد يحمل وجهاً من الحقيقة، مؤكدًا أن السيناريو الأسوأ قد يحدث “خلال 120 دقيقة (ساعتين)” — وفق تقديره، وليس خلال 12 ساعة كما ذكر الصدر.

وأضاف الساعدي، الذي وصف نفسه بأنه “ابن المؤسسة العسكرية قبل أن أكون نائباً في البرلمان”، أنَّ السيطرة البرية على الحدود والمؤسسات موجودة إلى حد كبير، وأنّ “لا داعش ولا أبو داعش يستطيع أن يتقرب من الحدود”، لكنه شدد في الوقت نفسه على وجود خلل جوهري في منظومة الدفاع الجوي والغطاء الجوي والسلاح الجوي.

وقال الساعدي إن قضية الدفاع الجوي تتجاوز الجانب العسكري لتصبح “موضوعًا سياسيًا” بالأساس، موضحًا أن وزارة الدفاع “ليست لديها سيولة” وأنه زار الوزير ثابت العباسي مرتين وتأكد من أن “الرجل يقول أنه لا يمتلك سيولة”.

تخوفات خارجية من منح غطاء جوي كامل.

ضعف داخلي حيث ترفض بعض المكونات تسليم السلاح خوفًا من استخدامه ضدها.

تشكك ونقص ثقة بين قيادات الجيل القديم من مختلف المكونات تجاه الجيش العراقي، يخشون أن يُستخدم السلاح “ضد فلان جهة وضد الغربية وضد الإقليم”.

وأشار الساعدي كذلك إلى أنه التقى قبل ثلاثة أشهر بمسؤول الملف العراقي في وزارة الخارجية الأميركية، وقال إنّ الولايات المتحدة “راهنَت على الطبقة السياسية والحرس القديم والأحزاب الإسلامية” لكن هذا الرهان — وفق قوله — “استثمار خاسر”. وأضاف أن الأميركيين يسعون دائماً لمحادثة جهة واحدة حاسمة وذات صوت مسموع بدلاً من التعامل مع زعامات متعددة.

كما انتقد الساعدي جاهزية طائرات الـF-16 العراقية، واصفًا إياها بأنها “غير متكاملة”، وذكر أن الطائرة العراقية عند تنفيذ مهام القصف في كثير من الأحيان “تفتقر لخاصية الليزر” فتُرافقها طائرة من التحالف لتحدد المسار والنقطة الليزرية، فيخرج الطيار العراقي لينفذ القصف وفق ذلك التوجيه، وخلص إلى وصف الـF-16 العراقية بأنها “أشبه بالحديدة”.

وختم الساعدي حديثه بالتأكيد على رغبة بعض الأطراف في “العمل على السيادة العراقية” معبِّراً عن أمله في تجاوز هذه القضايا الأمنية والسياسية التي تعيق بناء منظومة دفاع جوي فعالة.