يوسف حمود - الخليج أونلاين

في 21 ديسمبر 2025 أعلن الجيش العماني تدشين منظومات ومعدات عسكرية حديثة في سلاح الجو السلطاني.

يمثل سلاح الجو السلطاني العماني أحد الأركان الرئيسة للقدرات العسكرية في سلطنة عُمان، في ظل بيئة إقليمية تتسم بتعقيدات أمنية وجغرافية متداخلة، تمتد من السواحل البحرية الطويلة إلى العمق الصحراوي والجبلي، فيما يعتمد السلاح على مزيج من الطائرات القتالية الحديثة، ومنظومات الدفاع الجوي، وقدرات النقل والدعم، إلى جانب بنية تدريبية وفنية متقدمة.

وخلال السنوات الأخيرة، ولا سيما في 2025، واصل سلاح الجو السلطاني تنفيذ برامج تطوير وتحديث شاملة، شملت إدخال منظومات تقنية جديدة، وتوسيع قدرات الصيانة والدعم الفني، وتعزيز الجاهزية التشغيلية، بما يتوافق مع متطلبات الدفاع الجوي وحماية المجال السيادي.

وجاءت هذه الجهود متسقة مع توجهات الدولة لتحديث المؤسسات العسكرية، ومواءمة التطوير العسكري للأهداف الوطنية بعيدة المدى، ضمن إطار مؤسسي منظم يوازن بين القدرات القتالية، والدعم اللوجستي، والتكامل التقني.

تدشين منظومات ومعدات

في 21 ديسمبر 2025، أعلن الجيش العماني تدشين منظومات ومعدات عسكرية حديثة في سلاح الجو السلطاني، ضمن برنامج التطوير والتحديث المستمر، في خطوة عكست انتقال بعض مشاريع التحديث من مرحلة الإعداد إلى مرحلة التشغيل الفعلي.

وجرت مراسم التدشين في معسكر المرتفعة بمحافظة مسقط، بحضور اللواء الركن طيار خميس بن حماد الغافري، قائد سلاح الجو السلطاني العماني، وفق بيان صادر عن التوجيه المعنوي بالجيش السلطاني، وتخلل الحفل عرض مرئي استعرض عدداً من المعدات والأجهزة والمختبرات التي أُدخلت إلى الخدمة.

وشمل التدشين إطلاق التطبيق الإلكتروني 'إسناد'، الذي يهدف إلى تعزيز الجاهزية الفنية ودعم الخطط التشغيلية لسلاح الجو السلطاني، إضافة إلى تدشين الهوية البصرية لحافلات النقل والمركبات التخصصية، في إطار تحسين كفاءة الدعم اللوجستي والتنظيم المؤسسي.

المقاتلات والقدرات القتالية الجوية

يعتمد سلاح الجو السلطاني العماني على أسطول مقاتلات متعددة المهام، يشكل العمود الفقري لقدراته القتالية الجوية، ويضم الأسطول 24 طائرة يوروفايتر تايفون، دخلت الخدمة تباعاً منذ 2012، وتُستخدم في مهام الدفاع الجوي والسيطرة الجوية والهجوم الدقيق.

وتدعم هذه المقاتلات منظومات تسليح جو-جو وجو-أرض متقدمة، تشمل صواريخ بعيدة ومتوسطة المدى، وأنظمة استهداف دقيقة، ما يتيح تنفيذ مهام قتالية متنوعة في بيئات تشغيل مختلفة، كما تمتلك الطائرات قدرة التزود بالوقود جواً، بما يوسع مدى العمليات الجوية.

إلى جانب ذلك، يضم السلاح 23 طائرة إف-16C/D بلوك 50/52، تشمل 17 طائرة أحادية المقعد و6 طائرات تدريب مزدوجة المقعد، وتُستخدم في مهام الاعتراض الجوي، والدعم الأرضي، والضربات الدقيقة، ضمن منظومة تكاملية مع بقية الأسطول القتالي.

الدفاع الجوي والرصد

ويمثل الدفاع الجوي أحد أهم مجالات التركيز في سلاح الجو السلطاني العماني، نظراً لاتساع المجال الجوي العماني وتنوع تضاريسه، ويعتمد السلاح على شبكة رادارات متقدمة، أبرزها رادارات Lanza ثلاثية الأبعاد، التي توفر تغطية واسعة وقدرات كشف بعيدة المدى.

وتسهم هذه الرادارات في مراقبة الحركة الجوية، ورصد الأهداف المحتملة، ودعم منظومة القيادة والسيطرة، بما يعزز القدرة على الاستجابة المبكرة للتهديدات الجوية، كما تتكامل قدرات الرصد الأرضي مع الحساسات المحمولة جواً على المقاتلات الحديثة.

وشهد عام 2025 إدخال تحديثات ومنظومات جديدة، لم يُعلن عن تفاصيلها التقنية الدقيقة، لكنها وُصفت رسمياً بأنها تعزز الجاهزية والكشف المبكر، ضمن مفهوم الدفاع الجوي المتكامل.

النقل الجوي والدعم اللوجستي

يؤدي النقل الجوي والدعم اللوجستي دوراً محورياً في عمليات سلاح الجو السلطاني العماني، سواء في المهام العسكرية أو في دعم العمليات الإنسانية والمدنية. ويضم الأسطول طائرات نقل من طراز C-130J سوبر هيركليز، تُستخدم في النقل الثقيل، والإسناد اللوجستي، والإسقاط الجوي.

كما يشمل الأسطول طائرات C-295 متعددة المهام، تُستخدم في النقل التكتيكي، والمراقبة البحرية، والبحث والإنقاذ، ما يمنح السلاح مرونة تشغيلية في البيئات الساحلية والداخلية.

وتتكامل هذه القدرات مع أسطول من المروحيات متعددة المهام، تشمل NH90 وسوبر لينكس، التي تُستخدم في النقل التكتيكي، والدعم البحري، والبحث والإنقاذ، ضمن منظومة دعم متكاملة.

التدريب والتأهيل البشري

يعتمد سلاح الجو السلطاني العماني على منظومة تدريب وتأهيل متدرجة، تركز على إعداد الكوادر الوطنية وفق برنامج 'العومنة'، الذي يهدف إلى رفع نسبة الكفاءات العمانية في مختلف التخصصات الجوية والفنية.

ويشمل التدريب استخدام طائرات مخصصة مثل هوك وبيلاتوس PC-9، إضافة إلى برامج تدريب متقدمة في مجالات الطيران القتالي، والصيانة، وأنظمة القيادة والسيطرة، بما يضمن جاهزية مستدامة للقوى البشرية.

كما يشارك السلاح بانتظام في تمارين مشتركة مع شركاء دوليين، خاصة المملكة المتحدة، لتعزيز التكامل العملياتي، ورفع مستوى التنسيق في المهام الجوية المعقدة.

القواعد الجوية والبنية الفنية

تستند عمليات سلاح الجو السلطاني العماني إلى شبكة قواعد جوية رئيسية، أبرزها قاعدة ثمريت في محافظة ظفار، التي تُعد مركزاً رئيسياً للمقاتلات القتالية، وتضم مرافق صيانة متقدمة للطائرات وأنظمتها.

وتؤدي قاعدة المصنعة دوراً محورياً في الصيانة اللوجستية لطائرات النقل والدعم، فيما تركز قاعدة السيب الجوية على صيانة وتشغيل المروحيات متعددة المهام، مع مرافق متخصصة للأنظمة البحرية.

وتدعم هذه القواعد شبكة مرافق صيانة ميدانية ومراكز فنية، تعمل وفق معايير تشغيلية عالية، مع تعاون تقني مع شركاء دوليين في أعمال الصيانة الثقيلة والتحديثات المتقدمة.