اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ٥ تموز ٢٠٢٥
متابعات- نبض السودان
يعيش سكان مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور أوضاعًا مأساوية في ظل استمرار المعارك والقصف المتبادل بين الأطراف المتقاتلة، وسط تعقيدات عديدة تعيق نزوحهم من المدينة المحاصرة
ويعاني السكان من شُحّ حاد في الغذاء والأدوية، بسبب الحصار الذي تفرضه مليشيا الدعم السريع منذ أبريل 2024، والذي ازداد إحكامًا في الآونة الأخيرة عقب حفر خنادق عميقة حول المدينة، مما جعلها في عزلة شبه تامة
معاناة العالقين وتفاصيل صادمة
تحدث سبعة من المواطنين مؤكدين أن محاولاتهم لمغادرة المدينة باءت بالفشل، بسبب انعدام المال الكافي للسفر رفقة أسرهم إلى مناطق أكثر أمانًا، إلى جانب الخوف من التعرض للانتهاكات أثناء محاولة الخروج، بحسب “دارفور24”،
وأشاروا إلى أن رفض بعض ذويهم مغادرة المدينة يجبرهم على البقاء، رغم الأوضاع الإنسانية المتدهورة، حيث باتوا يعتمدون بشكل كامل تقريبًا على التكايا الخيرية لتأمين وجباتهم اليومية في ظل انعدام السيولة النقدية ونقص المواد الغذائية
قصص مؤلمة من داخل الفاشر
قالت يسرى، وهي نازحة من مدينة نيالا فقدت زوجها خلال المعارك عام 2023 وتقيم الآن في حي الدرجة الأولى بالفاشر مع أطفالها، إنها عاجزة عن مغادرة المدينة بسبب ارتباطها بأسرتها، مشددة على أن قرار الخروج يجب أن يكون جماعيًا
وأضافت يسرى أن أسرتها توقفت عن تناول وجبتين يوميًا وتعتمد بشكل شبه كامل على التكايا الخيرية التي تقدم وجبات بسيطة بالكاد تسد الرمق
وفي حي أولاد الريف جنوب المدينة، أوضح أحمد هرون أنه كان يعتزم المغادرة بسبب تدهور الأوضاع، لكنه اضطر للبقاء بعد أن رفضت والدته مغادرة المنزل مع شقيقاته الست، مؤكدًا أن الحي ما يزال مأهولًا بالعشرات رغم مغادرة معظم الأسر
أما في حي الصحافة شمال المدينة، فكشفت مناسك عبد الله أن أسرتها تخطط منذ أكثر من ستة أشهر لمغادرة الفاشر، إلا أن والدهم يصر على البقاء، ما حال دون تنفيذ خططهم
وأشارت مناسك إلى أن الحي يعاني من اكتظاظ كبير بالنازحين، حيث لجأ كثيرون إلى الإقامة في منازل خالية كانت قد هجرتها الأسر
جهود محلية لدعم المتضررين
أفاد أحد المتطوعين، فضّل عدم ذكر اسمه، أن مبادرة “الله يبردي” نفّذت مطبخًا مشتركًا قدم وجبات غذائية لأكثر من 981 فردًا بدعم من المجلس النرويجي للاجئين (NRC)، مؤكدًا أن الحاجة ما تزال كبيرة خاصة في مراكز الإيواء وبين النساء والأطفال وكبار السن
وفي مبادرة أخرى، أطلق الإعلاميون بمدينة الفاشر مشروع التكايا الخيرية لدعم متضرري الحرب، وبدأت المبادرة بدعم الكوادر الطبية والعاملين في القطاع الصحي
مطالبات بتدخل عاجل
قال مجدي يوسف الزين، ممثل مبادرة الإعلاميين، إن الحصار المفروض على المدينة تسبب في أوضاع اقتصادية ومعيشية غاية في الصعوبة، مشيرًا إلى أن السكان يعانون بشدة في سبيل الحصول على احتياجاتهم الأساسية من الغذاء والدواء والسيولة النقدية
ودعا الزين المنظمات الدولية ووكالات الأمم المتحدة والحكومة الاتحادية إلى التدخل الفوري لإيصال المساعدات الإنسانية للمتضررين في مراكز الإيواء وتجمعات النازحين لمواجهة الظروف القاسية
التكايا والمطابخ الخيرية.. بصيص أمل وسط الظلام
تعمل بمدينة الفاشر عدة تكايا ومطابخ خيرية لتقديم الدعم للمتضررين، من بينها تكية الفاشر، وتكية شير في الخير، وتكية مبادرة بنات الفاشر، ومطبخ مخيم أبوشوك للنازحين، في محاولة لتخفيف معاناة السكان المحاصرين في المدينة المنكوبة